صحيفة أمريكية: قضية خاشقجي والحرب على اليمن تلقي بظلالها على علاقة السعودية بواشنطن ولندن
قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن تطوّرات التحقيق بجريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده باسطنبول وموقف مجلس الشيوخ الأمريكي من صفقات السلاح للسعودية والحرب على اليمن باتت تلقي بظلالها على العلاقة التي تجمع النظام السعودي بكل من واشنطن ولندن.
وأشارت الصحيفة في مقال يحمل عنوان “السعودية تنفد من الأصدقاء” كتبه ديفيد ويرينغ الخبير بالعلاقات بين بريطانيا والدول الخليجية، إلى أن التطورات التي حدثت الأسبوع الماضي “كانت سيئة” بالنسبة لنظام آل سعود حيث تضمّنت “توبيخاً كبيراً” له وإشارة إلى وجود أزمة سياسية متنامية.
واستبينت الصحيفة على ذلك بأن الأمم المتحدة أصدرت مؤخراً تقريراً دعت فيه إلى التحقيق بدور ولي عهد النظام السعودي محمد بن سلمان في جريمة قتل خاشقجي، ثم تصويت مجلس الشيوخ الأمريكي في اليوم التالي على منع صفقة سلاح بمليارات الدولارات إلى السعودية، وفي اليوم ذاته أيضاً أصدرت محكمة في لندن قراراً يشير إلى أن الحكومة البريطانية تصرفت بطريقة غير قانونية بتصديقها على بيع السلاح إلى السعودية.
وقال كاتب المقال إنه لم تعد هناك إمكانية للحفاظ على العلاقات السياسية بين الجانبين بينما يتداعى الأساس المنطقي الاستراتيجي لها لسببين قوّضا سمعة النظام السعودي على المستوى الدولي وأضعفا بالضرورة الدعم “الأنجلو – أمريكي” الذي يعتمد عليه نظام آل سعود.
وبيّن المقال أن السبب الأول هو “الحرب الكارثية في اليمن فالتحالف الذي يقوده نظام آل سعود مسؤول عن مقتل معظم ضحايا الحرب المدنيين الذين يعدّون بعشرات الآلاف بعد استهدافهم بشكل واسع، ومنظّم، كما قام تحالف النظام السعودي بحصار قاد إلى ما وصفته الأمم المتحدة بأنه أسوأ كارثة إنسانية تسبّبت بوفاة 85 ألف طفل بسبب الجوع بينما كانت واشنطن ولندن المسهّلتين لهذه المذبحة، وقدّمتا الدعم الحيوي لذلك”.
ورأى كاتب المقال أن السبب الثاني هو “جريمة القتل البشعة لخاشقجي والتي صدر أمر تنفيذها من أعلى مستوى في السعودية بينما كان ولي العهد السعودي منشغلاً خلال الأشهر التي سبقت الجريمة بتقديم نفسه للغرب على أنه إصلاحي متنور”.
وكانت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي ذي الأغلبية الجمهورية وافقت أمس الأول على تشريع يجعل من الصعب على ترامب تجاوز مراجعة الكونغرس بخصوص مبيعات الأسلحة للنظام السعودي، وغيره، ما يظهر مدى غضب الأعضاء تجاه موافقته على صفقات أسلحة بقيمة ثمانية مليارات دولار لهذا النظام.
وانتقدت منظمات حقوقية دولية مؤخراً مواصلة دول عديدة بينها أمريكا وفرنسا توريد الأسلحة للتحالف الذي يقوده النظام السعودي في عدوانه على اليمن منذ عام 2015 مرتكباً مجازر لا تحصى بحق المدنيين وخاصة الأطفال والنساء في غاراته اليومية وقصفه المناطق الآهلة بالسكان واستخدام الحصار الخانق كوسيلة للضغط.
وفي سياق آخر أكّدت صحيفة الغارديان البريطانية أن “ورشة المنامة” فشلت في تحقيق أهدافها التي تخدم كيان الاحتلال الإسرائيلي.
وعقدت “ورشة العمل الاقتصادي” في البحرين بدعوة من الإدارة الأمريكية لإعلان الشق الاقتصادي من مؤامرة “صفقة القرن” الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية.
وأشارت الصحيفة في مقال أعدّه مراسلها بالشرق الأوسط مارتن شولوف إلى أن مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصهره جاريد كوشنر الذي قدّم نفسه على أنه قادر على تحريك عملية التسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين جاء إلى البحرين حاملاً معه “مبادئ أساسية بتنزيلات لا يمكن الحصول عليها لكنه لم يجد حتى زبائن لشرائها“.
ولفت شولوف إلى أن ما طرحه كوشنر يصبّ في مصلحة الكيان الإسرائيلي الذي تربطه به علاقات وثيقة ولا سيما من الناحية الايديولوجية.
وعقدت “ورشة المنامة” بتنسيق وتواطؤ من مشيخات خليجية في الـ 25 من الشهر الحالي في العاصمة البحرينية المنامة بهدف تمرير ما تسمى “صفقة القرن” الرامية إلى إنهاء حقوق الشعب الفلسطيني.