الأمين العام يؤكد تأييده لتحويل ديون منطقة الكاريبي إلى استثمارات في مجال المناخ

في إطار جهوده الحثيثة لجمع أكبر حشد ممكن لقمة العمل المناخي في سبتمبر/أيلول المقبل، زار الأمين العام للأمم المتحدة منطقة البحر الكاريبي ليسلط الضوء على آثار تغير المناخ المدمرة، لا سيما في المناطق الضعيفة من العالم مثل الجزر الكاريبية.

 

الأمين العام أنطونيو غوتيريش تحدث في افتتاح الاجتماع الأربعين لمؤتمر رؤساء حكومات منطقة الكاريبي مُركزا في خطابه على بعض التحديات الناجمة عن تغير المناخ وأثرها على التنمية المستدامة، حيث أشار إلى إعصاري إيرما وماريا اللذين ضربا المنطقة عام 2017، ليقضيا على”سنوات من المكاسب الإنمائية التي تحققت بشق الأنفس في باربودا ودومينيكا في غضون يومين فقط”، حسب تعبيره. وأردف قائلا:

“لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تواجه فيها منطقة البحر الكاريبي مثل هذا الدمار والخسارة والتحدي الهائل لإعادة البناء مع الحفاظ على إنجازات التنمية. فإعصارا إيفان وتوماس، وغيرهما الكثير، لا يزالان محفورين في ذاكرة شعوب الكاريبي. مع تزايد وتيرة وشدة الكوارث الطبيعية المرتبطة بالمناخ، فإن المخاطر التي تهدد الأسر والتنمية بوجه عام ستتفاقم”.

 

وأكد الأمين العام أن تجربة منطقة البحر الكاريبي توضح بشكل لا لبس فيه ضرورة “تقليل الانبعاثات العالمية بشكل عاجل والعمل الجماعي لضمان ألا يتجاوز ارتفاع الحرارة العالمية 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة”.

 

ولذلك طلب الأمين العام غوتيريش من جميع القادة، الحكومات والقطاع الخاص، التقدم بخطط ملموسة في قمة العمل المناخي، أو على الأكثر بحلول كانون الأول/ديسمبر 2020، لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 45% بحلول عام 2030، وتصفير محصلة انبعاثات الكربون بحلول عام 2050. وأضاف:

“يجب أن نزيد بشكل كبير طموحنا للمضي قدما في التنمية منخفضة الانبعاثات والمرنة، بما في ذلك معالجة الخسائر والأضرار الناجمة عن تأثيرات المناخ”.

 

وفيما أثنى الأمين العام بشدة على قيادة منطقة الكاريبي في تقديم رؤى جريئة لجعل المنطقة أول منطقة في العالم صامدة في وجه المناخ، أعلن تأييده القوي لاقتراح اللجنة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي لتحويل ديون المنطقة إلى استثمارات في بناء قدرات المجتمعات على الصمود. وقال:

“أنا مصمم على تغيير ذلك من خلال توفير مزيد من الموارد وتعزيز دعم الأمم المتحدة للدول الجزرية الصغيرة النامية، ولكن للتغلب على هذا التحدي والتحديات العالمية الأخرى، يجب أن نعيد تأكيد الالتزام بتعددية الأطراف وميثاق الأمم المتحدة. يجب علينا مواجهة الرياح المعاكسة معا. لا يوجد بديل عن التعاون”.

 

يذكر أن بلدان الكاريبي شرعت، في أعقاب الأعاصير المدارية المدمرة في السنوات الأخيرة، في الاستثمار في المزيد من مصادر الطاقة المستدامة، بما يضمن حلولا نظيفة للطاقة، وأيضا عدم تعطل شبكات الطاقة في أعقاب العواصف.

 

وفي مجمل حديثه عن الصمود المناخي، سلط غوتيريش الضوء أيضا على محورية المرأة في هذه المعادلة، وقال محذرا “بينما نعزز قدرة المجتمعات الكاريبية على الصمود، يجب أن نتصدى لقضية انعدام أمن المواطنين”، وذلك في إشارة إلى ارتفاع معدلات القتل في أجزاء من منطقة البحر الكاريبي مقارنة بأي منطقة أخرى في العالم. وتابع قائلا:

“العنف ضد النساء والفتيات يمثل بُعدا مهما لانعدام الأمن للمواطن، والذي يتزايد في أعقاب الكوارث الطبيعية ويشكل عقبة أمام المجتمعات المرنة عموما”.

 

وفي هذا الصدد أعلن أنطونيو غوتيريش أن مبادرة تسليط الأضواء، بين الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، ستشارك مع المجموعة الكاريبية وست دول في المنطقة للقيام باستثمارات كبيرة ومركزة بنحو 50 مليون يورو في مجال منع العنف ضد النساء والفتيات وعلاجه.

قد يعجبك ايضا