صحيفة بريطانية: قمع المحتجين في السودان يتم بقبضة سعودية إماراتية
قالت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية إن قوات تابعة للمجلس العسكري السوداني شنت حملة اعتقالات وقمع واغتيال استهدفت العديد من المتظاهرين السودانيين الذين يطالبون بتخلي العسكر عن السلطة ومنحها لسلطة مدنية، مؤكدة أن كل ذلك يجري بقبضة إماراتية سعودية بدأت تستثمر الكثير من الأموال في منطقة القرن الأفريقي.
وتابعت الصحيفة أن الصراع في منطقة الشرق الأوسط تحول إلى صراع نفوذ في منطقة القرن الأفريقي الفقيرة، مبينة أن الحملة التي شنها المجلس العسكري السوداني ضد المتظاهرين دفعت بالعديد من النشطاء إلى التساؤل عما إذا كانت بعض دول الخليج العربي، وخاصة السعودية والإمارات، قد أعطت المجلس العسكري الضوء الأخضر من أجل فض الاعتصام؟.
وفي حين نفت السعودية والإمارات علمهما المسبق بعملية فض الاعتصام إلا أن تلك العملية أثارت العديد من التساؤلات حول دور البلدين في السودان، خاصة في ظل زيارات نفذها قادة المجلس العسكري إلى هذه الدول، والدعم المالي الكبير الذي وصل إلى نحو 3 مليارات دولار، والذي أعلنت عنه الرياض وأبوظبي لدعم المجلس العسكري عقب الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير.
وترى الصحيفة أن الرسالة التي حاول المجلس العسكري السوداني إيصالها عبر محاولته فض الاعتصام المدني هي أنه لن يخضع للإرادة الشعبية، ولن يقبل بنقل السلطة إلى المدنيين.
وكان المجلس العسكري قد فض الاعتصام المدني والسلمي أمام مقر القيادة العامة للجيش في الخرطوم، وأدى ذلك لوقوع قتلى بين المتظاهرين السلميين، في وقت نفى فيه المجلس مسؤوليته عن تلك الحادثة وأعلن إجراء تحقيق بالواقعة.
وتنقل الصحيفة عن سلمان أسامة، وهو طبيب سوداني، قوله إن كل المشاكل التي يعاني منها الشعب السوداني لها علاقة بالسعودية والإمارات ومصر، “فهذه الدول كانت تدعم نظام الرئيس المخلوع، عمر البشير، الذي كان يقمعنا، واليوم تدعم هذه الدول المجلس العسكري”.
وتابع الطبيب السوداني: إن “السعودية والإمارات تعقدان الآمال على قادة السودان العسكريين لحماية مصالحهم، من بينها الإبقاء على مشاركة القوات السودانية في حرب اليمن التي تخوضها السعودية والإمارات لقتال جماعة الحوثي هناك”.
من جهته يرى محمد المصطفى، المتحدث باسم تجمع المهنيين السودانيين، أن السعودية والإمارات “تحاولان استغلال السودان وثروته وأياديه العاملة وموقعه الاستراتيجي، فقيام نظام ديمقراطي في الخرطوم سيجعل من الصعب على هذه الدول تحقيق أهدافها”.