من أبو ظبي الأمين العام يؤكد: تغير المناخ معركة نستطيع الانتصار فيها
العالم يواجه أزمة مناخ خطيرة، تتطور بشكل أسرع مما كان متوقعا، هكذا تحدث الأمين العام في أبو ظبي أمام المشاركين في الاجتماع التحضيري لقمة المناخ التي يعتزم عقدها في سبتمبر/أيلول بمقر الأمم المتحدة.
وحث أنطونيو غوتيريش المجتمعين على القيام بعمل مناخي جريء، وقال إن آثار التغير المناخي تحدث الآن في كل مكان وتتقدم بشكل أسرع مما توقعه علماء العالم.
“يتحرك تغير المناخ بسرعة تفوق وتيرة عملنا (لمواجهته). كل أسبوع يجلب دمارا جديدا مرتبطا بالمناخ: من فيضانات وجفاف وموجات حارة وحرائق غابات وعواصف عاتية. الشهر الماضي، زرتُ توفالو جنوب المحيط الهادئ ورأيت بشكل مباشر كيف يعيش الناس في خوف مستمر من ارتفاع منسوب البحار. في جميع أنحاء العالم، يفقد الناس ديارهم ويُجبرون على الهجرة بسبب تغير المناخ. وسيسوء الوضع إلا إذا عملنا الآن بطموح وبشكل عاجل”.
وأشار غوتيريش إلى التقارير التي أفادت بأن ذوبان الكتل الجليدية في الهيمالايا يزيد بمقدار الضعف عن المعدل المسجل أول القرن الحالي، بما يهدد إمدادات المياه في أنحاء وسط وجنوب وشرق آسيا.
وأكد غوتيريش على حقيقة عدم وجود متسع من الوقت لتضييعه، ولكنه قال إن هذه الحقيقة للأسف ليست واضحة لصناع القرارات الذين يقودون العالم. وأشار غوتيريش إلى اتـفاق باريس حول تغير المناخ وبرنامج العمل المتفق عليه آخر العام الماضي في مؤتمر المناخ في كاتوفيتسا في بولندا.
“ولكن حتى إذا تم الوفاء بشكل كامل بتعهدات اتفاق باريس، فإننا نواجه ارتفاعا في حرارة الطقس يقدر بثلاث درجات على الأقل بنهاية القرن الحالي، بما يعد كارثة على الحياة التي نعرفها. وما يثير القلق بشكل أكبر، هو العدد الكبير من الدول التي لا تعمل بالوتيرة الملائمة لتنفيذ تعهداتها وفق اتفاق باريس. لذا سأعقد قمة العمل المناخي في سبتمبر”.
وأشار غوتيريش إلى ما ذكرته الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، التي تضم أفضل علماء العالم، عن أن العالم لديه أقل من 12 عاما للحد من ارتفاع الحرارة كيلا يتعدى 1.5 درجة مئوية مقارنة بعصر ما قبل الثورة الصناعية، وإلا فإن الاضطرابات الناجمة عن المناخ لن يمكن تغييرها.
-
اقرأ أيضا: تقرير دولي يؤكد ضرورة إحداث تغيير غير مسبوق كيلا يتخطى ارتفاع حرارة العالم 1.5 درجة مئوية
ويتطلب الحد من ارتفاع الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية بنهاية القرن الحالي تغييرا تحوليا عاجلا ذا أثر واسع، بشأن كيفية إدارة الأراضي والطاقة والصناعة والمباني والنقل والمدن.
“نحتاج إلى اقتصاد ما بعد الكربون وإلى مجتمع مرن ومسار ذكي للتنمية يمكن أن يحقق الازدهار للجميع على كوكب معافى. لا يمكن تحقيق ذلك إلا إذا عملنا جميعا معا، من حكومات وأعمال ومجتمع مدني. رسالتي اليوم، ورسالة القمة، واضحة وبسيطة: إننا في معركة من أجل حياتنا، ولكنها معركة نستطيع الفوز فيها. التكنولوجيات الجديدة توفر بالفعل طاقة بتكلفة تقل عن الاقتصاد المدفوع بالوقود الأحفوري (مثل النفط والغاز). الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، أرخص مصادر الطاقة الجديدة في كل الاقتصادات الكبرى”.
وأشار الأمين العام إلى جهود عدد من الدول في مجال المناخ، ولكنه قال إن العمل ما زال غير كاف. وأعرب عن أمله في أن يتمكن من تغيير ذلك في قمة العمل المناخي.
وأكد غوتيريش أن الحلول موجودة، وجدد التأكيد على عدد من النقاط منها:
-
تحويل الضرائب من الرواتب إلى الكربون “يتعين أن نفرض الضرائب على التلوث لا الناس”.
-
وقف دعم الوقود الأحفوري (مثل النفط والغاز) “يجب ألا تستخدم أموال دافعي الضرائب في زيادة الأعاصير ونشر الجفاف والموجات الحارة وإذابة الكتل الجليدية”.
-
وقف بناء المصانع التي تعمل بالفحم بحلول عام 2020 “نحن بحاجة إلى اقتصاد أخضر وليس رماديا. يجب أن تكون البنية التحتية الجديدة صديقة للمناخ وذكية مناخيا. ويجب أن نوفر الطاقة المستدامة النظيفة بأسعار معقوله لأكثر من 800 مليون شخص ما زالوا يعيشون بدون طاقة”.