ما مهمة فریق المحققین الکیمیاویین فی سوریا؟
أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التابعة للأمم المتحدة، أن فريقاً جديداً من المحققين المكلفين بتحديد المسؤولين عن الهجمات الكيميائية في الجمهورية العربية السورية، بدأ عمله.
ونقلت وكالات معارضة، عن المدير العام للمنظمة «فرناندو أرياس»، أن الفريق سيحدد وينشر كل المعلومات التي يمكن أن تكون ذات صلة لكشف مصدر الأسلحة الكيميائية التي استخدمت اعتباراً من عام 2013 في سورية.
وكانت الدول الأعضاء في المنظمة، قررت في وقت سابق منح المحققين تفويضاً لتحديد المسؤولين عن الهجمات الكيميائية التي وقعت في سورية، إذ كانت التحقيقات تقتصر على كشف ما إذا تم استخدام أسلحة كيميائية أم لا من دون تحديد المسؤول.
وكان أرياس أشار في وقت سابق إلى أن المنظمة ستعين فريقاً يتألف من عشرة خبراء للبدء بتحديد المسؤولين عن استخدام الغازات السامة في سورية، على حين حصلت المنظمة على سلطات إضافية لتحديد الجهات المسؤولة عن شن الهجمات خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي في حزيران 2018.
ورفضت دمشق وحليفتاها موسكو وطهران منح المنظمة سلطات إضافية لتحديد الجهات المسؤولة عن شن الهجمات الكيميائية، لكون جميع التقارير التي تقدمها المنظمة بخصوص استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية مسيّسة.
ولم يعط مدير المنظمة أية تفاصيل سواء حول الأنشطة الأولى لفريق التحقيق أو المواقع التي سيبدأ محققوه عملهم فيها.
وفي 19 من الشهر الماضي، كشفت وثيقة مسربة عن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، قيام المنظمة بتزييف وتحريف نتائج «التحقيق الرسمي» الذي أصدرته ووجهت فيه بشكل غير مباشر الاتهام للدولة السورية في الهجوم الكيميائي المزعوم الذي تعرضت له مدينة دوما بغوطة دمشق الشرقية في نيسان العام الماضي.
وتطرقت الوثيقة المسربة التي كتبها الموظف السابق الذي كان يعمل في المنظمة إيان هندرسون، للهجوم الكيميائي الذي وقع في دوما وفتحت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية فيه تحقيقاً.
وقالت المنظمة في «التقرير الرسمي» الذي أصدرته في آذار الماضي أنه «توجد أسباب منطقية تدفعنا للاعتقاد باستخدام مادة كيميائية سامة كسلاح في دوما».
وزعم «التقرير»، أنه من الممكن أن تكون هذه المادة «غاز الكلور» الذي يتم إسقاطه جواً عبر أسطوانات، في حين سارعت مواقع معارضة حينها إلى تقديم تأويلاتها الخيالية بأنه «من المعروف أن الجهة الوحيدة في سورية القادرة على استخدام سلاح الجو لإسقاط أسطوانات مملوءة بـ«غاز الكلور» هي الجيش العربي السوري.
لكن هندرسون، قدم من خلال الوثيقة المسربة وجهة نظر معاكسة لنتائج التحقيق الرسمي الذي أعلنت عنه المنظمة، حيث كشفت الوثيقة، أن أسطوانتين من الغاز تم وضعهما يدوياً في المكان الذي ظهرتا فيه ولم يتم إسقاطهما جواً.
وفي العاشر من الشهر الجاري، كشفت وكالة «سبوتنيك» الروسية نقلاً عن مصادر مطلعة في ريف إدلب، أن مسلحي تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي قاموا بنقل 3 أسطوانات من غاز الكلور، من أحد مقرات التنظيم في جبل الزاوية جنوب إدلب باتجاه ريف حماة الشمالي بهدف استخدامها لاحقاً واتهام الجيش العربي السوري بذلك.