أعداد ضحايا الجوع والمرض في ارتفاع مستمر .. ماذا تفعل الأمم المتحدة في اليمن ؟
لا يمكن لشعب اليمن أن يستمر في الخضوع لمعادلات المقايضة المجحفة التي يفرضها برنامج الغذاء العالمي، والمتمثلة بقبول طريقة العمل التي يمارسها البرنامج – حتى وإن كانت تغرد خارج السرب – أو التهديد بإيقاف العمل في اليمن.
” أسمع جعجعة ولا أرى طحين”
هناك حقائق تفيد بأن كل الضجة التي ترافق عمل المنظمات ” الأنسانية” لا تغطي سوى 1% من الاحتياج الفعلي في اليمن، حسب تصريح يحي قرواش وكيل وزارة الشئون الاجتماعية في صنعاء.
وعلى برنامج الغذاء العالمي والمنظمات الدولية أن تراجع الية عملها في اليمن، دون مكابرة، في حال أرادت مساعدة شعب اليمن بنوايا صادقة.
هناك من يصر على “وضع العربة قبل الحصان”
ويلاحظ عدد من المراقبين أن العمل الحقوقي ضاع في اليمن منذ بدء حرب دول التحالف على اليمن في مارس 2015، لكن في المقابل تكاثر عمل المنظمات “الاغاثية”، وقد تناست المنظمات الدولية، أن المشكلة الانسانية ناجمة عن الحرب التي تشنها دول التحالف على اليمن، وأنه يجب ايقاف الحرب ورفع الحصار لانقاذ شعب اليمن من الكارثة الانسانية قبل كل شيئ، وأن استمرار عمل المنظمات بنفس الطريقة، يشبه وضع “العربة قبل الحصان” ولن يؤدي إلى أي نتيجة.
خلال أربعة أعوام وحتى مارس الماضي تم الاعلان عن تقديم 23 مليار دولار لمساعدة شعب اليمن، لكن في المقابل تسجل اعداد الجوعى والمرضى في اليمن ارتفاعاً مستمراً، دون أن تفلح المبالغ الاغاثة الهائلة في ايقاف عداد ضحايا الجوع والمرض، حيث تشير إحصائيات الينك الدولي إلى أن 90% من سكان اليمن سيحتاجون للمساعدة مع نهاية العام الجاري، بينما يموت طفل كل 10 دقائق منذ منتصف 2016 بأسباب الجوع والمرض التي يمكن تلافيها حسب “اليونيسيف”.
ويرى مواطنين أن أداء المنظمات في اليمن يتبنى وجهة نظر التحالف بشكل يجافي مبدأ الحياد الذي يفترض أن تسير عليه برامج الأمم المتحدة في اليمن، وذلك من خلال الصمت على جرائم دول التحالف بحق الشعب، والتعامل مع الكارثة الانسانية في البلاد على أنها سقطت من تلقاء نفسها على اليمنيين، ولا علاقة لحرب التحالف بها.