أنقذ أسرة من الحريق ومات.. الكوماني بطل من هذا الزمان

ودعت مدينة ذمار يوم أمس الاول، جثمان الشاب عبدالله حزام الكوماني “زومه”، الذي سطر ملحمة بطولية تمكن خلالها من انقاذ أسرة المواطن عبدالإله الشرفي بعد أن تصاعدت ألسنة اللهب في أرجاء المنزل الواقع بحارة القاسمي وسط  مدينة ذمار، جنوبي العاصمة صنعاء.

 

اقتحام وإخلاء

 

هرع الشاب الكوماني الذي يعمل في صندوق النظافة والتحسين، مخاطرا بحياته ما إن سمع صراخ الأطفال والنساء داخل المنزل، ليخوض معركة مع النيران المستعرة نتيجة تسريب اسطوانة الغاز، التي تضاعفت  نتيجة وجود كمية من “البترول” في المنزل، ليقوم بمفرده بعملية إجلاء  لثلاثة أطفال وأمهم من وسط السنة اللهب المتصاعدة داخل البيت المحترق.

 

منزل المواطن عبدالإله الشرفي الذي التهمته النيران

تعرض الكوماني لحروق شديدة في مختلف أنحاء جسده، إلا أنه رفض التخلي عن مهمة انقاذ كل من في المنزل، ويقول شهود عيان في حديثهم لـ”وكالة الصحافة اليمنية” أن الكوماني كان يرجع في كل مرة من وسط جحيم النيران وقد زادت حروقه، وهو يحمل ضحية من داخل البيت المحترق، ليعيد الكرة بكل استبسال حتى انقذ جميع من في المنزل، بعد اصابتهم بحروق متوسطة، وأضرار بالغة جراء الانفجار الذي وقع في منزل الأسرة.

وبعد أن أنجزعبدالله الكوماني مهمته البطولية البطولية، تم إسعافه إلى أحد المستشفيات الخاصة الذي رفض استقباله في مدينة ذمار، ليتم نقله بعد ذلك إلى طوارئ هيئة مستشفى ذمار العام، حيث خضع  للإسعافات الأولية،ثم تم نقله إلى مركز الحروق في المستشفى الجمهوري بصنعاء، حيث خضع للعلاج على مدى 5 أيام، إلا أنه فارق الحياة في اليوم الخامس.

 

صدمة للمجتمع

 

إعلان نبأ وفاة الكوماني، كان بمثابة صدمة تلقاها أبناء مدينة ذمار،حيث لخصت وسائل التواصل الاجتماعي الحزن الذي طغى على الجميع دون استثناء ، فقد استحوذ الحديث في الشارع الذماري عن موقف عبدالله حزام الكوماني البطولي النادر، الذي خاطر وضحى بحياته ووهبها من أجل حياة الآخرين.

 

 

آثار النيران عند بوابة المنزل بعد اخمادها

نخوة وشهامة

حيث أوضح  الإعلامي صخر أبو حسن في منشور له في “الواتساب”  أن عبدالله حزام الكوماني سطر مثالا حيا لكل معاني الشهامة و النخوة، ليختتم حياته بقصة خرافية اشبه بالخيال وبموقف شجاع ونادر.

 

وطالب أبو حسن السلطات المحلية في مدينة ذمار، وكل الناشطين الحقوقيين تنظيم فعالية تأبينيه تليق بعظمة ووفاء “الكوماني” بما سطره من تضحية فريدة.

 

أطفال الشهيد عبدالله حزام الكوماني ـ لحظة تأمل ونظرة للمستقبل

رعاية واهتمام

جازف بحياته لإنقاذ الآخرين.. ترك درسا وبصمة إنسانية شجاعة ووفاء بكل ما تحمله الكلمة من معنى لأبناء المجتمع، الذي يجب أن يبادله الوفاء بالوفاء تجاه أفراد أسرته.

رحل  الكوماني تاركاً خلفه أسرة مكونة من الزوجة و 3 أبناء ” عبير 11 عاما، فؤاد 9 اعوام، أحمد 4 أعوام” يجب أن تحظى الأسرة بكل الرعاية والاهتمام الرسمي والمجتمعي.

 

رحل بعد أيام قليلة من تعيينه مديرا لإدارة الاسواق في صندوق النظافة والتحسين بمدينة ذمار، تاركا خلفه موقفا بطوليا يستحق الخلود.

 

موظف بسيط

 

فيما يؤكد هاشم حسين مجمل – أحد اصدقاء وجيران الكوماني – أن شهيد الإنسانية عبدالله حزام كان موظفا بسيطا الا أنه كبيرا بأخلاقه، عاش في أسرة متواضعة جدا، ظروفها المعيشية  صعبة جدا، حالها كحال الموظفين الذين انقطعت مرتباتهم للعام الثالث على التوالي.

 

 

حضور إنساني

 

وقفة إنسانية لقيادة السلطة المحلية في ممثلة بمحافظ المحافظة  محمد حسين المقدشي، الذي كان في مقدمة الحاضرين أثناء مراسيم تشييع جنازة عبدالله الكوماني، الذي قدم واجب العزاء والمواساة لأسرة الكوماني، مسطراً موقفا يستحق كل معاني التقدير والاحترام.

 

قد يعجبك ايضا