لوبي “المنظمات” تحت مجهر الشعب والفضل لهذا الرجل
يبدو أن معركة اليمن مع منظمات التي تدعي أنها إنسانية مستمرة، لأن اختلالات تلك المنظمات و”غشها” الهدف منها مواصلة إنهاك الشعب اليمني واستغلاله ببشاعة.. غير أن السلطات في صنعاء قد قررت عدم قبولها أو تغاظيها عن مزيد من الأفعال المخالفة للقوانين وطبيعة الأعمال الإنسانية والإغاثية، فقررت منذ مطلع العام الجاري مواجهة تلك المنظمات ووضع حد لخطاياها في اليمن.
يوم 13فبراير الفائت، فاجئ مدير مكتب الرئاسة ورئيس مجلس إدارة الهيئة الوطنية لإدارة وتنسيق الشئون الإنسانية ومواجهة الكوارث أحمد حامد، ممثلي المنظمات الدولية والمسئولين وعدداً كبيراً من الإعلاميين والصحافيين العاملين في قنوات ووكالات وصحف محلية وعربية ودولية بخطاب “حازم” بمناسبة تدشين وإشهار خطة العمل الإنساني في اليمن للعام الجاري.
كان أحمد حامد سباقاً في فضح تلك المنظمات بصورة مسؤلة جريئة، وقد حاول كثيرين المزايدة والتشكيك في الحقائق التي جاهر بها مدير مكتب الرئاسة، لكنهم وبعد قرابة الشهرين اعترفوا بفساد تلك المنظمات لكنهم لم ينصفوا حامد بالاعتراف أنه أول من واجه وكشف كل ذلك الغش الذي تعرض له الشعب اليمني من قبل منظمات دولية حققت أرباحاً وفيرة على حساب معاناة اليمنيين منذ بداية العدوان وحتى الآن.
لقاءات مدير مكتب الرئاسة مع مسؤلي المنظمات المقيمين في اليمن لم تتوقف، وكلها كانت من أجل إيقاف الاحتيال والفساد الكبير الذي يتعرض له الشعب اليمني تحت مسمى مساعدات غذائية وإغاثية، وحتماً ستثمر تلك اللقاءات خيراً.
ومن أجل الإنصاف، إرتأينا ضرورة فتح هذا الموضوع المهم مجدداً، كي يعرف الشعب اليمني أن هناك قيادات وطنية لاتقبل المساومة على حقوقه وترفض المتاجرة بمعاناته وستقف بثبات وقوة في وجه أي جهة حتى لو كانت منظمات دولية كبيرة ونافذة عالمياً.
كما أننا ومن خلال استعراض أبرز ما تناوله نشطاء يمنيون حقوقيون وإعلاميون، نسعى إلى إثبات أن الحقائق التي كشفها مدير مكتب الرئاسة في صنعاء تداولها الجميع في إطار حملات في المواقع الإلكترونية والصحف ومواقع التواصل الاجتماعي معززة بأرقام صادمة لمبالغ خيالية كانت كفيلة بإخراج الشعب اليمني من مداومة المعاناة الاقتصادية التي ازدادت شدتها بسبب الحرب العدوانية والحصار الخانق الذي تتعرض له البلد.
وقال المحامي الحقوقي توفيق الشعبي في صفحته على فيسبوك :” لاتصابوا بالذهول ولا تفزعكم الأرقام، ما نشر من مبالغ مليونية مهولة هي جزء فقط لما استلمته بعض المنظمات من المانحين باسم المساعدات الإنسانية لليمن خلال عام 2018″.
ونشر الحقوقي الشعبي قائمة مترجمة بـ96 منظمة دولية ومحلية، مصدرها موقع تتبع الأموال التابع للأمم المتحدة، استلمت أموال المانحين خلال 2018 باعتبارها مساعدات إنسانية للشعب اليمني، لافتاً أن المبالغ المسلمة لهذه المنظمات هي 2,652,595,525مليار دولار.
وأكد المحامي الشعبي: “من حقنا أن نعرف من هذه المنظمات وفقا لقانون حق الحصول على المعلومة، وكيف انفقت هذه الأموال والتقارير المالية والانجاز”.
وقال :”واضح ان اليمنيين يزدادون جوعا ومسؤولي هذه المنظمات يزدادون ثراء، وحتى اللحظة لم تتجرأ أي منظمة على النفي أو بيان الإنفاق، برغم مئات الإيميلات المرسلة إليها”.
وأضاف:”ركزوا معي رجاءا عام واحد فقط لعام واحد فقط لعام واحد فقط..إذا كيف تريدون للحرب أن تتوقف؟!”.
وقال الناشط اليمني عبدالوهاب أحمد العوبال في صفحته على الفيس بوك موضحاً الهدف من حملة وين الفلوس التي اطلقها مجموعة واسعة من الناشطين الحقوقيين والاقتصاديين اليمنيين منذ أسبوع : “هناك سوء فهم لأغراض حملة وينالفلوس، الحملة لم تلق إتهامات على أحد، الحملة بكل بساطة تطالب بنشر التقارير المالية والفنية لمشاريع المنظمات، فقط لاغير”.
وأكد العوبال:” قصة النزول الميداني، هذه مرحلة أخرى ومتقدمة جدا في الموضوع.. كيف سيتم النزول وعلى أي أساس سيتم التقييم..الموضوع هذا دائما ماكانت جهات تقوم به لكن دائما ما كان يتم شرائها أو إستقطابها أو تهديدها والنتيجة صفر، لكن عندما يكون الضغط مجتمعيا..هنا يحدث الفرق”.
ملخص بالأرقام لبعض فضائح المنظمات في اليمن:
– من فضائح برنامج الغذاء العالمي أنه قال في وقت سابق من العام الماضي أن تكلفة طبق الفول في اليمن تتعدى 62 دولار، وهو ما أثار سخرية وسط نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي.
وأجرى النشطاء حسبة سريعة بصورة ساخرة أثبتوا أن قيمة العلبة الفول وفق تقدير برنامج الغذاء العالمي بـ124 دولار، ما يعني أن الكرتون الفول يصل سعره 2928دولار ما يعادل مليون ومائتين وخمسين ألف ريال يمني بحسب أسعار الصرف.
– منظمة اليونيسف لرعاية الطفولة استلمت من المانحين خلال 2018 مبلغ 444,851,563دولار مقابل رعاية الأطفال في اليمن
اليونيسف مهمتها تقديم الدعم الصحي والنفسي والغذائي ومختلف أوجه الدعم والحماية الأخرى.
– استلمت المنظمة الدولية للهجرة من المانحين في 2018 مبلغ 92,373,233دولار، فضلاً عن مااستلمته المفوضية السامية للاجئينواستلمت منظمة الأغذية والزراعة الفاو مبلغ 58,121,552 دولار، وهو ما تبقى من دعم للزراعة اثناء الحرب، كما استلم صندوق الأمم المتحدة للسكان مبلغ 35,056,633 دولار.
– 750الف دولار فقط هو مبلغ الإيجار لمقر أحد المنظمات الدولية بصنعاء.
– 15 الف دولار مبلغ رشوة دفعته إحدى المنظمات المحلية في تعز مقابل حصولها على مشروع توزيع معونات نقدية داخل المدينة يقدر بـ600الف دولار، وبعد استلامها للمبلغ تلكأت في تنفيذه بدواعي الظروف الأمنية.
– استلمت مؤسسة بناءالخيرية للتنمية البشرية خلال 2018 مبلغ 2 مليون وثمانمائة وتسعة وستون ألف وثلاثمائة وثمانون دولار.. هذه المؤسسة تعمل في مديريتي المظفر داخل مدينة تعز، وأغلب هذا المبلغ يذهب كمرتبات ومصروفات إدارية وعمومية.
– مليون دولار فقط هو المبلغ الذي استلمته إحدى المنظمات المحلية في تعز خلال عام واحد فقط لتنفيذ مشروع توزيع “وايتات” تم تنفيذ 30% منه وباقي المبلغ تم تحويله إلى أرصدة القائمين على تلك المنظمة.
– 5 مليار و330مليون دولار،إجمالي التمويل الذي تم إنفاقة على عمليات المساعدات الإنسانية في اليمن خلال عام 2018م.
– مليون و200 ألف دولار تكاليف استخدام الانترنت من قبل مكتب برنامج الغذاء العالمي في اليمن لعام واحد فقط.
– من المفارقات العجيبة والتي لا تحصل إلا في اليمن،استلام 96 منظمة دولية ويمنية خلال العام الفائت مبلغ 2,652,595,525 مليار دولار, وفي نفس العام بلغت ميزانية حكومة عدن 2.22 مليار دولار، وتظهر هذه الأرقام أن ميزانية المنظمات أكثر من ميزانية حكومة عدن المدعومة من السعودية والإمارات.
المبلغ المقر من قبل حكومة عدن كميزانية من المعلوم أن اغلبه ذهب في مهب الفساد، مثلما ذهب المبلغ الكبير المعتمد للمنظمات إلى أرصدة لا علاقة لها بالشعب اليمني ومعاناته.
– كما أن المبلغين كانا قادرين على التخفيف من الفقر في اليمن وتحسين مستوى صرف العملة الوطنية أمام العملات الأجنية، لكن ذلك يحتاج إلى “نزاهة” وشفافية افتقدتها حكومة عدن والمنظمات التي سعت إلى التربح على حساب الشعب اليمني.