موظفة إغاثة اسكتلندية تروي تفاصيل عملها في اليمن (ترجمة خاصة)
Share
كشفت صحيفة اسكتلندية عن حالة عاملة اغاثة اسكتلندية في اليمن التي تواجه فيه إطلاق النار والحرمان من النوم والحرمان من المكالمات الهاتفية المستمرة مع أسرتها التي تمكنها من محاولة الحفاظ على هدوئها في خط النار مع المساعدة في التعامل مع أسوأ كارثة إنسانية في العالم.
وذكرت الصحيفة “هيرالد سكوتلاند” في تقرير أعده الصحفي البريطاني مارتن ويليامز وترجمه للعربية “الموقع بوست” أن لورا فيليبس المحللة البالغة من العمر 28 عاماً، تتبع خطى والدها من خلال المخاطرة بحياتها في العمل في بعض من أسوأ مناطق الصراع في العالم.
وتعمل لورا لدى برنامج الغذاء العالمي في مجمع الأمم المتحدة في العاصمة اليمنية صنعاء منذ شهر يناير وذلك لمساعدة 12 مليون يمني نازح وجائع شهرياً في مشاريع تدعمها إدارة الشؤون الدولية التنمية.
تقول لورا إن والدها بول، البالغ من العمر 51 عاماً – الذي يعمل حالياً في مقر قيادة القوات التابعة للجيش وكان قريباً قد تحصل على وسام الخدمة الجديرة بالتقدير وذلك تقديراً للخدمة لأكثر من 30 عامًا – ساعدها في التعامل مع البيئات الصعبة.
وقالت إنها كانت لديها نصيحة من السيد بول حول كيفية إلتزام الهدوء بحكم خبرته الذي مع الجيش في أيرلندا الشمالية والعراق وأفغانستان.
وتضيف لورا: “منذ أن كنت بعيدة، كل ما نتحدث عنه هو الوضع الأمني والأخبار وما يحدث. إذا كان هناك إطلاق نار فأصوره أحيانًا ويخبرني ما هو وأين يبعد وهل ما إذا كانت غارة جوية أو لا. إنه يعرف كل شيء متعلق بهذا ألامر
وتابعت: “دائماً ما يخبرني بكيفية الحفاظ على الهدوء في هذه المواقف وكيفية التعامل مع البيئة وما الذي يجب فعله إذا واجهت أي موقف معقد. إنها محادثة يومية ودردشة يومية ولكن عندما يحدث شيء ما أو نحصل على تنبيه، أخبره بذلك وعادة ما يخبرني بما يجب القيام به”.
وفقا للصحيفة، أتصلت بها والدتها كارلين فور سماعها أنباء أن سبعة أشخاص قد قُتلوا بغارة جوية ضربت مستشفى تدعمه منظمة إنقاذ الطفولة في نهاية مارس. حدثت الواقعة الفظيعة بالقرب من مدخل مستشفى ريفي على بعد حوالي 180 ميلاً من العاصمة.
وأضافت لورا: “إنها تشعر بالقلق ولكنها ترى أن الفوائد وتأثير الوظيفة يفوقان ذلك القلق وهي فخورة بي. أظل هادئة بالتحدث مع عائلتي يومياً. أفضل شيء هو أن يكون لديّ إتصال بالمنزل وأتطلع للعودة إلى المنزل. أتحدث مع صديقي وعائلتي على فيس تايم كل يوم، هذا هو الشيء الرئيسي الذي يبقيني هادئة”.
وبحسب الصحيفة الاسكتلندية فإنه على الرغم من وجود حماية شديدة في المجمع، إلا أنه مرة تم تدمير مبنى مجاور لمكتبها بسبب غارة جوية.
وقالت: “إن الأمر يتعلق بمحاولة الحصول على نوم جيد ليلاً، وهو أمر لا يحدث في كثير من الأحيان. هذا يعتمد على ضغوط العمل وإطلاق النار، إنه مجرد ضجيج دائم في الخارج. كل ليلة يحدث فيها إطلاق نار لذلك لا تعرف متى ينتهي لكنه يبدأ دائماً في الليل ولا تسمعه طوال اليوم”.
وأشارت أنه في عام 2017، أوقفت خريجة جامعة أبردين دراسة الدكتوراه في الأمن الغذائي وانضمت إلى عملية برنامج الأغذية العالمي في بنغلاديش، حيث فر مئات الآلاف من مسلمي الروهينجا من ميانمار مما تسبب في أكبر أزمة لاجئين في العالم.
وذكرت أن لورا واصلت العمل مع الوكالة السورية وكانت في دمشق في أبريل من العام الماضي عندما أجرت المملكة المتحدة والولايات المتحدة وفرنسا غارات جوية وحلقت فوق فندقها فيما وصفتها بأنها “واحدة من أكثر الأوقات رعباً”.
تشير الصحيفة أن دور لورا الحالي يتضمن في تقديم نظرة عامة على الصورة الكبيرة لعملية برنامج الغذاء العالمي في اليمن – وهي أكبر وكالة في أي مكان في العالم – وتجميع كل البيانات والمعلومات مما يضمن ترتيبها ودقتها.
في الشهر الماضي، زارت مدينة الحديدة الساحلية الحيوية والتي كان فيها وقف لإطلاق النار منذ ديسمبر 2018. وتتحرك في الميدان عربات مدرعة لدعم الشعب اليمني.
وقالت: “إنه الوصع جنوني هناك. عندما تدور حول المدينة فهي مدينة أشباح، إنه شعور غريب تماماً حيث لا يوجد أحد في الشوارع ولا يوجد شعور بالحياة الطبيعية ولا توجد متاجر مفتوحة وهناك مبان مدمرة في كل مكان. إنه مزعج للغاية”.
وأضافت:”عندما كنت هناك ذهبنا إلى نقطة توزيع المواد الغذائية. كانوا يأتون لجمع حصصهم الشهرية وكان الرجال في الصباح والنساء في فترة ما بعد الظهر. وترى الكثير من الأطفال الصغار يرتدون ملابس سيئة وممزقة ويمكنك أن ترى كيف هم نحيفون. يمكنك أن ترى أولئك الذين يأتون لتناول الطعام في حاجة ماسة ومن الصعب للغاية عليهم رؤيته. لا يمكنك أبداً تحديد عدد الأشخاص الذين يحتاجون بشدة إلى المساعدة أو لا يعرفون من أين سيحصلون على الوجبة التالية. نحن نقدم سلل الطعام أو قسيمة نقدية لشراء المواد الغذائية من الأسواق المحلية والتي تعيد بذلك الأموال إلى الإقتصاد. هذا يعتمد على الحالة الأمنية والوصول إلى الأسواق”.
وينتهي عقد لورا الحالي في فبراير من العام المقبل، وفقا للتقرير.
وقالت: “إما سأمدد أو أذهب إلى مكان آخر، فهذا يعتمد على الوضع هنا أو إذا كانت هناك حالة طوارئ أخرى أو إذا كنت أرغب في الذهاب إلى مكان أكثر هدوءًا بعض الشيء. لم أقرر ذلك وأعتقد أنني كنت في ثلاث حالات طوارئ وسيكون من الجيد للغاية الحصول على خبرة في المقر أو تجربة بلد مختلف”.
في مارس، ساعدت السيدة لورا وزملاؤها 10.6 مليون شخص بالمساعدة الغذائية الشهرية. تشمل المساعدات الغذائية الدقيق والزيت والسكر والملح والبازلاء.
وأشاد وزير التنمية الدولية روري ستيوارت بعملها قائلاً: “عمال الإغاثة الشجعان مثل لورا هم في قلب جهود المملكة المتحدة للاستجابة للأزمة الإنسانية في اليمن. لديها أقصى درجات الإحترام والامتنان.