أعلنت قوى الحرية والتغيير في السودان اعتزامها تنفيذ إضراب في القطاعين العام والخاص يوم الثلاثاء واليوم الأربعاء، وقالت إنه لم يحدث أي تقدم في ملف التفاوض مع المجلس العسكري، ولا وجود لمقترحات جديدة للاستماع إليها.وتعهد القيادي في قوى الحرية والتغيير وجدي صالح بالدخول في إضراب شامل وعصيان مدني مفتوح في حال عدم التوصل إلى اتفاق نهائي مع المجلس العسكري.وأضاف صالح خلال مؤتمر صحفي عقدته قوى الحرية والتغيير مساء أمس الاثنين أن المجلس العسكري يعتبر نفسه الضامن للثورة، في حين أن الضامن هو الشعب السوداني والقانون، مشيرا إلى عدم وجود مشكلة بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري أو أشخاص هذا المجلس.
في سياق متصل، أعلنت اللجنة التمهيدية لنادي القضاة في السودان الدخول في الإضراب الذي دعت له قوى إعلان الحرية والتغيير يومي الثلاثاء والأربعاء.
وأكدت اللجنة في بيان أن الإضراب سيتم من داخل المحاكم بحضور القضاة إلى مواقعهم والانصراف منها في المواعيد الرسمية دون ممارسة أي أعمال قضائية أو إدارية.
وشددت اللجنة على ضرورة تنفيذ الإضراب في كافة المحاكم التابعة للأجهزة القضائية الثلاثة بولاية الخرطوم وجميع الأجهزة القضائية بولايات السودان.ونفذ عاملون في هيئة السكك الحديدية وقفات احتجاجية في مدن الخرطوم وعطبرة (شمال) ومدني (وسط) وكوستي (جنوب)، بحسب تجمع المهنيين السودانيين أبرز مكونات قوى إعلان الحرية والتغيير.
ونشر التجمع في صفحته على فيسبوك صورا لوقفات احتجاجية لعشرات العاملين في تلك المدن وهم يرفعون شعارات تطالب بمدنية السلطة، كما نفذ عاملون في مطار الخرطوم وقفة احتجاجية، بحسب بيان لحزب البعث.ونقلت وكالة الأناضول عن شهود عيان أن عمالا وحرفيين في المنطقة الصناعية كوبر شمالي الخرطوم نظموا وقفة احتجاجية ورفعوا شعارات تطالب بتسليم السلطة للمدنيين وتؤيد الإضراب العام.
ودعت تنظيمات مهنية السودانيين إلى المشاركة في الإضراب، بحسب بيانات للجنة أطباء السودان وشبكة الصحفيين ونادي القضاة وتجمعات للصيادلة والمهندسين وأستاذة الجامعات والمحامين.وأعلن حزب المؤتمر والحركة الشعبية (قطاع الشمال) في بيان مشترك دعمهما خيار الإضراب العام.
وقال الحزب الشيوعي في بيان إنه “لا سبيل أمامنا سوى التصعيد الجماهيري والمشاركة الفاعلة في الإضراب حتى الإطاحة بالعسكر وقيام الحكم المدني الديمقراطي”.
وكان محمد حمدان دقلو “حميدتي” نائب رئيس المجلس العسكري في السودان قد قال في وقت سابق إنه ليس هناك من يحظى بقاعدة شعبية أكثر من المجلس، حسب تعبيره.
وأضاف حميدتي خلال كلمة ألقاها أمام جهاز الشرطة السوداني أن شعارات قوى الحرية والتغيير غشتهم، وأن نياتهم الحقيقية ظهرت، على حد تعبيره، وأن عليها أن تشارك مثل بقية الشعب وإلا فلتفعل ما شاءت أن تفعل فالمجلس لا يخشى شيئا، على حد قوله.
وأضاف حميدتي أن المجلس لا يغلق باب التفاوض، ولكن يجب تمثيل كل مكونات الشعب في الحوار، على حد تعبيره.
ونظم ناشطون سودانيون مظاهرات في مناطق متفرقة من العاصمة الخرطوم تدعو لإنجاح الإضراب الذي دعا إليه تحالف قوى الحرية والتغيير المعارض.
ورفع المتظاهرون في شارع محمد نجيب بحي العمارات شعارات مؤيدة لهذه الخطوة، ودعوا المجلس العسكري إلى تسليم السلطة للمدنيين، كما وزعت مجموعات منهم منشورات تحض على الاستجابة للإضراب، معتبرين هذه الخطوة تصحيحا لمسار الثورة، على حد قولهم.
من جهته، انتقد مجدي عكاشة القيادي في حزب المؤتمر السوداني وهو أحد مكونات تحالف إعلان الحرية والتغيير، التصريحات التي جاءت على لسان حميدتي، وقال إنها تؤدي إلى إرباك كامل في المشهد على حد تعبيره.