موقع أمريكي يكشف عن أبرز الأهداف التي حققتها غارات التحالف في اليمن

عندما وقعت الغارات في أوائل شهر أبريل الماضي،أصابت الشظايا المنازل والمدارس في جميع أنحاء “سعوان “الحي السكني الهادئ في العاصمة اليمنية، وتحطمت النوافذ وحاولت الفي طالبة في مدرسة قريبة الهروب في وقت واحد ، وتسابقت العديد منهن في الدرج ومات البعض بسبب التدافع.

 

صفية الوصابي ، طالبة في مدرسة الراعي البالغة من العمر 10 سنوات ، نجحت في الخروج بأمان ، لكنها لم تجد شقيقتها الأكبر سناً، وقالت: “كنت أبكي..اعتقدت أنها دعست حتى الموت “.

قُتل أكثر من 15 طفلاً وأصيب 100 آخرون في ذلك اليوم، لكن الحرب مجرد أحد الأسباب العديدة التي أدت إلى عدم قدرة البلاد في تعليم الأطفال وحتى الحفاظ على حياتهم في كثير من الأحيان و مع دخول الحرب على اليمن عامه الخامس منظمات الإغاثة وصفتها بأنها “حرب على الأطفال”.

وقالت هنريتا فور، المديرة التنفيذية لليونيسف في خطاب ألقته مؤخراً: “نحن في مرحلة حرجة..إذا استمرت الحرب لفترة أطول، فقد تتخطى الدولة نقطة اللاعودة، إلى متى سنستمر في السماح لليمن بالتدهور والذهاب إلى غياهب النسيان؟”.

أثناء هروب الأطفال من الزجاج المتطاير والشظايا في مدرستهم الشهر الماضي، كان حميد الوصابي والد صفية في منزله الواقع في منطقة قريبة اهتز منزله وكسرت النوافذ اسرع إلى المدرسة للبحث عن بناته، وقال: “لم نكن نعرف ماذا كان يحدث”..في وقت لاحق من ذلك اليوم ، نجت كل من الفتيات وأبيهما من الدمار وذهبوا الى المنزل.

بعد أسابيع قليلة ، كانت المدرسة مفتوحة مرة أخرى للامتحانات النهائية وعادت بنات الوصابي في حين اختارت العديد من الطالبات عدم العودة.

واحدة على الأقل من بين خمس مدارس في اليمن فقط من كانت تستقبل الطلاب بسبب تدميرها نتيجة العدوان أو بسبب استخدامها كملاجئ طارئة أو قواعد عسكرية..وأغلقت ايضا المستشفيات بمعدلات تنذر بالخطر، وأصيب نصف الأطفال اليمنيين دون سن الخامسة بسوء التغذية، ففي كل 10 دقائق يموت طفل في اليمن من أسباب يمكن الوقاية منها، وفقاً لتقرير صدر مؤخراً عن اليونيسف.

غالبًا لا يتم دفع رواتب المعلمين، مما يجبر الكثيرين على البحث عن وظائف أخرى، يقول تقرير اليونيسف إن الأطفال يخافون في بعض الأحيان من الذهاب إلى المدرسة.

استغرقت صفية امتحاناتها لكن كتبها الدراسية فقدت نتيجة الغارات، لذا لم تستطع الاستعداد لخوض الامتحانات بشكل جيد..أطفال آخرون لم يحالفهم الحظ.

كانت “بيان” البالغة من العمر 8 أعوام جالسة بجوار صفية في مكتب خشبي ، غائبة عن التفكير عندما سُئلت عن أختها الكبرى ، التي قُتلت في تحت اقدام فتيات يحاولن النجاة سألناها هل تشتاق لأختها، فاجابت بهدوء: “نعم”.

أطلقت المملكة العربية السعودية وحلفاؤها غارات جوية تدعي انها تستهدف الحوثيين غالبًا في مواقع يسكنها مدنيون لمدة أربع سنوات حتى الآن بدعم من القوى الغربية مثل الولايات المتحدة وبريطانيا حيث قُتل عشرات الآلاف من الناس ، كثير منهم من المدنيين، بمن فيهم الأطفال.

إن هذه الحرب على أفقر بلد في العالم العربي قد حولت اليمن إلى ما يسميه الكثيرون أسوأ كارثة إنسانية في
العالم، ومع تهديد المجاعة الواسعة التي تلوح في الأفق الآن ومع استمرار محادثات السلام والخروج عن مسارها، انهار وقف لإطلاق النار في مدينة ساحلية رئيسية في الأسبوع الماضي مما أدى إلى تفاقم التهديد حيث ظلت المواد الغذائية والمعونات متوقفة خارج البلاد بسبب الحرب.

إلى جانب العنف والجوع والمرض، يتعرض الأطفال في اليمن أيضًا للتهديد العميق من الصدمة النفسية التي يتعرضون لها، وفقًا لما ذكرته فتحية الكحلاني، مديرة مدرسة الراعي في صنعاء،

وقالت: “بعد الصدمة، إذا لم يعود الطلاب إلى المدرسة يمكن أن يؤدي القلق إلى الاكتئاب”، وأضافت: “كان من الصعب علينا حتى دخول المدرسة في اليوم التالي للإضراب، لكننا كنا بحاجة إلى القدوم لتشجيع الطلاب على العودة”.

…………………………………….
المصدر: موقع صوت أمريكا “voice of America “

قد يعجبك ايضا