مسؤولة أممية: العراق يمكن أن يكون عامل استقرار في المنطقة المضطربة
بالإجماع اعتمد مجلس الأمن الدولي القرار 2470 لتمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي) حتى الحادي والثلاثين من مايو/أيار عام 2020. وفي نفس الجلسة استمع المجلس إلى إحاطة من رئيسة بعثة الأمم المتحدة في العراق التي أكدت أن البلاد يمكن أن تكون عامل استقرار في منطقة مضطربة.
ويؤكد القرار على استقلال العراق وسيادته ووحدته وسلامة أراضيه، ويعرب عن الدعم للعراق في التصدي للتحديات التي يواجهها في سياق مواصلة جهود تحقيق الاستقرار في مرحلة ما بعد انتهاء النزاع، وانتقاله إلى مهمة تحقيق الانتعاش وإعادة الإعمار والمصالحة.
وقرر مجلس الأمن أن يقوم الممثل الخاص للأمين العام والبعثة، بناء على طلب الحكومة العراقية، بعدة مهام منها إعطاء الأولوية لتقديم المشورة والدعم والمساعدة إلى العراق حكومة وشعبا لتعزيز الحوار السياسي الشامل للجميع والنهوض بالمصالحة على المستوى الوطني وعلى صعيد المجتمعات المحلية.
وبعد اعتماد القرار تحدثت الممثلة الخاصة للأمين العام في العراق جينين بلاسخارت أمام المجلس عن آخر التطورات والأوضاع هناك.
“ليس سرا أن السلطات والمؤسسات والآليات والأنظمة في العراق تواصل الكفاح أمام مشاكل متجذرة بعمق تعيق غالبا تنفيذ الاستجابات العاجلة والقوية من الحكومة للاحتياجات الملحة مثل إعادة الإعمار والتنمية والأمن”.
وتطرقت المسؤولة الأممية إلى مشكلة الفساد المتفشي في جميع المستويات في العراق. وقالت إن الفساد يسلب الأموال التي كان يتعين إنفاقها على الخدمات العامة ويضعها في جيوب الفاسدين، كما أنه يعيق النشاط الاقتصادي والتنمية.
وأعربت عن تفاؤلها بشأن عمل الحكومة العراقية في مجال مكافحة الفساد، ونقلت عن رئيس الوزراء عادل عبد المهدي قوله “إن الفساد يشوه صورة الدولة وسمعتها على المستوى المحلي والعالمي”.
وقالت رئيسة بعثة الأمم المتحدة في العراق إن التغيير لن يتحقق بين ليلة وضحاها، لذا يتعين تسليط الضوء على مشكلة الفساد مرارا.
وقالت إن العراق لن يحقق كامل إمكاناته بدون المشاركة السياسية والاجتماعية والاقتصادية النشطة للنساء والشباب. وأشارت إلى تنظيم البعثة ومشاركتها في عدد من الفعاليات النسائية والشبابية بأنحاء العراق. وقالت إنها تجارب مهمة للمشاركين فيها، ولكنها شددت على ضرورة ترجمة النوايا الحسنة إلى عمل إيجابي. وقالت إن العراق لم يعين بعد امرأة وزيرة.
من ناحية أخرى أشادت المسؤولة الأممية بالقيادة العراقية لاتخاذها خطوات مهمة باتجاه سن قانون مكافحة العنف الأسري الجديد.
“هذا القانون سيحمي بشكل كامل الحقوق القانونية واحتياجات الإيواء لجميع ضحايا العنف الأسري. ويعني ذلك جميع الضحايا وليس الضحايا من النساء والفتيات فقط. وكلي أمل أن يتبع المشرعون ذلك بقانون بموجب الدستور العراقي، يحظر كل أشكال العنف والاعتداء داخل الأسرة.”
وتطرقت بلاسخارت في إحاطتها إلى الحديث عن زيارتها الأخيرة إلى سنجار التي استولت عليها داعش قبل خمس سنوات وارتكبت فيها انتهاكات جسيمة ضد السكان الإيزيديين.
“في سنجار رأيت الدمار المروع، الناجم عن داعش قبل نحو خمس سنوات. للأسف لم يتغير الكثير منذ تحرير سنجار. الكثيرون ما زالوا يعيشون في خيام على سطح الجبل الذي فروا إليه مع بداية حملة الإرهاب. في أغسطس/آب سيحيي العالم ذكرى هذه الأحداث المروعة التي وقعت قبل خمس سنوات. ولكن لم يتحقق حتى الآن إنشاء إدارة واحدة ونشر الأمن، وهما أساسا لإعادة بناء سنجار. وبصراحة فإن استمرار ذلك يعد ظلما واضحا. يتعين على القيادة العراقية، في بغداد وأربيل، العمل الآن بشكل عاجل وحاسم.”
وأعربت بلاسخارت عن سعادتها لاستمرار القيادة العراقية في التواصل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، بشكل يضعها في موقع الشريك القادر الذي يمكن الاعتماد عليه. وقالت إن العراق يمكن أن يصبح عامل استقرار في المنطقة المضطربة، وبدلا من أن يكون ساحة صراع يمكن أن يوفر مساحة للمصالحة الإقليمية تمهد السبيل لحوار أمني إقليمي.