أوضاع الجنوب في الذكرى التاسعة والعشرين للعيد الوطني
احمد السعيدي
الوحدة اليمنية في ذكراها التاسعة والعشرين تحل علينا في العام الرابع على التوالي من العدوان في ظل مخاطر كبيرة وتحديات أكبر نتيجة مؤامرات داخلية واقليمية كثيرة تخطط لها قوى العدوان ومرتزقتها في الداخل ويروج لها العملاء ليخدعوا بها الأغبياء والجهلاء من أبناء المحافظات الجنوبية.
وبالتالي فنحن أمام احتفالية استثنائية في زمن استثنائي فاليوم تشهد عدن والمحافظات الجنوبية اضطرابات وتداعيات خطيرة تتمثل في نتوءات تحاول قوى الاحتلال من خلالها فرض أجندات تمزيقية وتفتيتية ترمي إلى ضرب النسيج الوطني وكل هذا يحدث تحت مزعوم شرعية هادي التي أضحت مجرد شماعة لاحتلال اليمن وتمزيقه.. بينما اطماعهم الاستعمارية تتكشف يوما بعد يوم وتقاسمهم لثروات البلاد والمحافظات الجنوبية أصبح عيانا بيانا بعد فشلهم في تحقيق أي انتصار عسكري حقيقي على الأرض بعد أربعة أعوام من العدوان.
“الثورة”.. التقت عددا من الاكاديميين والسياسيين للتحدث حول هذا المنجز التاريخي وما يتعرض له اليوم من مؤامرات يحيكها العدوان وأدواته لتنفيذ المخططات التي تقسم وتمزق البلاد..نتابع ما قالوه:
الأكاديمي فوزي الصغير – رئيس جامعة صنعاء السابق تحدث لـ”الثورة” قائلاً: لقد كانت الوحدة اليمنية نقطة تحول كبير في المنطقة خصوصاً ان التلاحم اليمني كان كبيرا ومرحبا بهذه الوحدة كما رحبت بها معظم شعوب المنطقة لكن اتت حرب الخليج الأولى لتدخل الوحدة اليمنية في امتحان صعب استطاعت ان تتجاوزه بالرغم من ان اليمن اتخذت موقفاً مغايرا لدول الخليج العربي في الموقف من احتلال العراق للكويت ولقد تعرضت الوحدة الى هزة قوية عام 1994م ومجددا استطاعت ان تتجاوزها لتظل الوحدة اليمنية حلما عربيا في زمن الانعكاسات وبعد 2011م تحولت الوحدة اليمنية الى قضية اسمها القضية الجنوبية التي بدأت بحراك جنوبي لبعض المطالب لبعض العسكريين حتى اتى العدوان ليجهز على مشروع الوحدة من خلال التفتيت ونشر الفوضى والتقسيم الممنهج لنهب الثروات ولذلك اني ارى ان الوحدة اليمنية تتعرض الى اخطر المراحل خصوصاً في ظل دعم السعودية لشرعية الفار هادي وتم تقاسم الامارات للجنوب وعدن بشكل خاص مما يعرض الوحدة اليوم لأكبر خطر تاريخي تتحمل تبعاته السعودية والامارات وافشال اهم حدث عربي في القرن العشرين ولكني اعتقد ان زمن الاحتلال قد ولى وستعود المقاومة الشعبية لطرد المحتلين من ارض اليمن لأن اليمن على مر العصور لا يقبل الغزاة.
التحالف يخطط للانفصال
ومن المحافظات الجنوبية وتحديدا محافظة عدن التي تشهد انفلاتا امنيا واجراءات تتسم بالمناطقية وتهدد الوحدة اليمنية. التقينا الصحفي وليد الزامكي – رئيس تحرير صحيفة “عدن الغد” والتي منعتها مليشيات الامارات من معاودة الإصدار.. فقد تحدث عن مخطط يديره الفار هادي لانفصال الجنوب وتوزيع المحافظات الجنوبية لدول تحالف العدوان قائلاً: لقد قام الرئيس المتنازع حول شرعيته والخاضع للمحاكمة بتهمة الخيانة العظمى عبدربه منصور هادي بداية العدوان باستدعاء امين عام الحزب الاشتراكي اليمني الدكتور عبدالرحمن عمر السقاف الى الرياض لإبلاغه فحوى رسالة حول ترتيبات شرع فيها تحالف العدوان السعودي (الرياض، ابو ظبي، واشنطن) لتأمين انفصال الجنوب عن شماله فيما رفض السقاف الادلاء بموقف قطعي حول هذه الخطوة ولقد علمنا حينها ان هادي اكد للسقاف ان الخطوة التي شرع فيها بالتنسيق مع تحالف العدوان السعودي تحظى بدعم عواصم غربية بعد فشل التحالف في تحقيق اهداف عدوانه في الحرب التي شنها على اليمن لأكثر من اربعة اعوام وعدم رغبة واشنطن وعواصم غربية اخرى باستمرار الحرب بعد اليأس من تحقيق جحافل العدوان انتصارات ميدانية حقيقية على الارض مما لا يدع مجالاً للشك ان النظام السعودي قرر المضي بخطوة فصل جنوب اليمن عن شماله بعد التظاهرات الكبرى والمنددة بالأوضاع الامنية في عدن ومن المؤكد ان النظامين السعودي والاماراتي يوزعان أدوار تنفيذ سيناريو فصل الجنوب عن الشمال بالعمليات العسكرية الوهمية التي اقيمت لتنظيف المحافظات الجنوبية من اوكار وعناصر تنظيمي القاعدة وداعش ومحاولة نقلهم الى محافظات شمالية وايضاً انشاء المليشيات المسلحة التابعة للامارات كالنخبة والحزام وغيرها وارسال تعزيزات عسكرية كبيرة للجنوب وما تلاها من انزال قوات امريكية بعدتها وعتادها الى بعض المحافظات الجنوبية وتمركز بوارج حربية في خليج عدن قبل ان تبدأ بخطوة تهجير المواطنين المنحدرين من اصول شمالية وابعادهم عن المحافظات الجنوبية في عمليات اللهم والاحتجاز والترحيل التي تستمر حتى اليوم، وتشير مصادرنا الخاصة إلى ان سيناريو انفصال الجنوب عن الشمال احيط بقدر عالٍ من السرية وانحصرت مشاوراته في هادي وعدد محدود من القادة الجنوبيين المقربين خشية اتهامات قد توجه لهادي بقيادة مشروع الانفصال إلا ان مضايقة ابناء الشمال المتواجدين في المحافظات الجنوبية جاءت بأوامر شفيهة مباشرة من هادي الى محافظي المحافظات الجنوبية والسلطات الامنية فيها وقادة المناطق العسكرية الموالين لهادي وان بعضهم رفض الانصياع لهادي مما اضطر هادي للركون على شخصيات متطرفة في الحراك الجنوبي يتقلدون مناصب محلية مدنية وعسكرية للتنفيذ مقابل وعود لهم بالحصول على مناصب كبيرة في المستقبل.
التقسيم والاقلمة
بدوره تحدث الدكتور محمد شرف الدين – رئيس جامعة القرآن الكريم والعلوم الاكاديمية عن اهم المخاطر التي تهدد الوحدة في الذكرى التاسعة والعشرين قائلاً: اليوم لم تعد المخاطر تهدد الوحدة اليمنية التي قامت في22 مايو 1990م بل ان الخطر أصبح يهدد الهوية اليمنية والدولة القومية التي قامت قبل1990م وبعدها لتقسيم اليمن الى اقاليم ومناطق على اساس مناطقي وطائفي هو الهدف الذي تسعى اليه دول الاستكبار الجديد واثارة النعرات العنصرية والمناطقية والمذهبية في المجتمع وما العدوان على اليمن الا وسائل مادية تعمل لفرض الاقاليم الستة في الواقع فالأقاليم الستة هي المصوغ القانوني التي يراد من خلاله هدم الدولة القومية والهوية اليمنية.
واضاف شرف الدين: لا بد من مراجعة بعض الوقائع السابقة والحالية للوصول الى مؤشرات ما يحاك من مؤامرات باليمن ارضا وانسانا وتجدر الاشارة الى ما ورد في المكالمة المسربة للفار هادي مع مدير مكتبه بداية العدوان عن الاقاليم حين قال لن يعود الشمال كما كان والجنوب كما كان وذلك يكفي بالإضافة الى العدوان على اليمن والاحتلال الاجنبي لأجزاء من اليمن وما نتج عنها من تعميق الشرخ داخل المجتمع اليمني في توطئة لتنفيذ التقسيم كحل لابد منه يتبعه في نقل اللامركزية السياسية الى تجزئة المجزأ والحل باختصار شديد يتمثل في وعي المجتمع ككل بتلك المخاطر ومن ثم التحرك في الاتجاه المضاد لذلك على المستوى الثقافي والاعلامي والسياسي والعسكري “.
مخطط الانفصال يتوسع
الإعلامية والناشطة الحقوقية ميرفت أبوبكر – رئيس مؤسسة ” نور للتنمية الإنسانية ” من عدن تحدثت عن أهمية الوحدة والحفاظ عليها وشرحت الناشطة حقيقة ما يدار اليوم في عدن حيث قالت: في العام 1990م تحققت الوحدة وكم أفرحت قلوب اليمنيين في الشمال والجنوب حينما ارتفع علم اليمن الموحد في العاصمة الاقتصادية عدن ليعيش أبناء اليمن عهدا جديدا من الاخوة والتسامح والتصالح والتعايش السلمي وتبادل مشاعر الود والاحترام فعلى مدى فترات من الزمن كانت بعض القوى الجنوبية وعلى رأسها الحراك الجنوبي تقوم بالتلويح بخيار الانفصال تهديدا لا قناعة وذلك كوسيلة ضغط على السلطة في صنعاء لإصلاح وضع معين يتعلق بمصالح المواطنين في الجنوب فكانوا ينظمون المسيرات والوقفات الاحتجاجية والرسائل الإعلامية مع أن قناعتهم ” قادة الحراك الجنوبي ” ثابتة بضرورة الوحدة وخطورة التفريط فيها واعني هنا القيادات الجنوبية الذين لم تتلطخ ايديهم بالعمالة لدول عربية واقليمية متربصة وثبت دعمها لهم وتكررت زياراتهم لها اما اليوم فأصبح الانفصال مشروعا واقعا تدعمه الامارات والسعودية وتنفذان مخططه عبر هذه القيادات الجنوبية التي استسلمت للمال السعودي المدنس ووافقت على نشر الفوضى والاغتيالات لتحقيق مشاريع التقسيم التي تخدم الدول المتورطة بالعدوان على اليمن.
وترى أبوبكر أن الوضع اليوم أخطر واوسع واشمل فالذي خطط هذه المرة دولة عربية خليجية مجاورة وقد بيتت النية وسخرت الامكانيات الكبيرة وتسعى بكل قوة لتنفيذ مخطط الانفصال لتحقيق مكاسبها التي لم تتحقق من قبل هذه الدولة هي الإمارات غير العربية المتحدة والتي منذ أن قررت الاشتراك في تحالف السعودية وعينها على محافظتي عدن وشبوة وثرواتهما المتعددة واهمها ميناء عدن والنفط وكانت تتعمد دعم المواطنين لكسب ولائهم وتنفيذ المشاريع المتكررة ولكنها ومع مرور الوقت ادركت أنها فشلت في فرض السيطرة الكاملة هناك لأسباب متعددة تارة لخلافاتها المتواصلة مع الشريكة السعودية وتارة للضغط الذي تمارسه عليها قوى اقليمية.
وأوضحت أبوبكر أن المحتلين وجدوا في مشروع الانفصال والاستقلال طريقا اسهل لتحقيق مشروعهم ويجنبهم المضايقات والتدخلات كون الجنوب دولة مستقلة ولاءها للإمارات وهاهم اليوم يدعمون بقوة لتحقيق هذا المشروع واستغلوا الذكرى السنوية للوحدة المباركة لتنفيذ مشروعهم ودعم وتوسيع علاقات المجلس الانتقالي بدول خارجية عبر زيارات رسمية رتبتها مؤخرا وذلك لقيادة الجنوب لكن ذلك سيتحطم على صخرة وعي أبناء هذا الشعب العظيم.
شبوة نموذجاً
ما يحدث في محافظة شبوة من احتلال سعودي لنهب الثروات النفطية عبر انبوب ممتد الى السعودية هو جزء لا يتجزأ من محاولة تقسيم البلاد واستهداف الوحدة اليمنية عبر سياسة قذرة تهدف الى احتلال البلاد ونهب ثرواتها , الشيخ احمد صالح المطري – عضو مجلس النواب بمحافظة شبوة تحدث لـ “الثورة” قائلا: منذ الوهلة الاولى لانطلاق العدوان السعودي على البلاد كان اليمنيون صفا واحدا ضد هذا التدخل السافر باستثناء المرتزقة واصحاب المصالح والمشاريع الانانية الضيقة يومها خرج اليمنيون رافضين هذا العدوان ومواجهين له بكل الوسائل المتاحة وعرفوا ان الهدف منه احتلال البلاد ونهب ثرواتها بعد تقسيمها شمالا وجنوبا ومن ثم تقسيم المحافظات الجنوبية لهذه الدول وإذا كانت هذه ردة الفعل نتيجة تدخل من دولة مجاورة محسوبة على الدول العربية والاسلامية فما بالكم بتواجد قوة عسكرية امريكية ضخمة بكل عتادها العسكري النوعي في الاراضي اليمنية وهذه الحقيقة صارت واضحة وشاهدنا تواجدهم عبر الصور والفيديوهات وربما هم من أرادوا ان تصل هذه المقاطع لليمنيين لشيء ما وحتى ادوات العدوان في الداخل لم ينكروها بل اعلنوها منذ قدومهم محافظة شبوة ومن لا يعرف من هم الامريكان فليستدل بأعمالهم القذرة في العراق وافغانستان وغيرهما من الدول التي احتلوها، هم من قتلوا المسلمين ونكلوا بهم واغتصبوا نساءهم وذبحوا ابناءهم ودمروا مقدساتهم ونهبوا ثرواتهم واستعبدوا احرارهم واذلوا شرفاءهم وبعد ذلك يقوم الأعداء بتفريقنا وتقسيمنا إلى دويلات داخل دويلات ومن ثم احتلالنا وإذلالنا ليصبح الدم العربي والإسلامي أرخص دم يراق دون أن يحرك احد ساكنا ويستمر الأعداء في تقسيم الدول المقسمة الى دول مجزأة كما يحدث اليوم في جنوب اليمن حينما يدعمون المطالبين بالانفصال دعما سخيا لأن في الانفصال تمزيقاً وإضعافاً لليمن حتى يتمكن العدو من احتلالها ونهب ثرواتها والتمتع بخيراتها وما يجري اليوم في عدن يدعمه التحالف المتمثل بالإمارات والسعودية لتقاسم البلاد فلابد أن يقف كل العقلاء والحريصين على الوحدة اليمنية ان يقفوا صفا واحدا في وجه المرتزقة والعملاء من الداخل الذين بأيديهم ينفذون هذا المشروع الكوني البغيض ويكفينا أن الله يأمرنا في القرآن الكريم أن نعتصم بحبل الله جميعا وألا نتفرق لكي لا تذهب ريحنا وقوتنا. ,ومن يرضى لوطنه ونفسه الذل والعبودية فهو معدوم الرجولة ولا يستحق ان يعيش في بلاد الايمان والحكمة بل الموت تحت الاقدام هو مصيره وما يستحقه ،اما المستعمر الامريكي فسينال جزاءه على تراب هذا الوطن فلا تقلقوا، اثق في نصر الله وفي شدة وبأس المقاتلين اليمنيين الابطال فقط اثبتوا وسترون.