معارك دامية بين الإصلاح وجماعة أبي عباس داخل أحياء مدينة تعز يدفع ثمنَها المدنيون
في مأساةٍ جديدةٍ تعيشُها مدينةُ تعز؛ بسَببِ اقتتال مرتزِقة التحالف في الأَحياء القديمة للمدينة، سقط العشراتُ من المدنيين شهداء وَجرحى بينهم أطفال خلال الأيام الماضية جراء تجدد الاشتباكات بين قوات تابعة لمرتزِقة حزب الإصلاح الموالين للسعوديّة من جهة، وبين مرتزِقة تابعين “لأبي العبّاس” الموالين لدولة الاحتلال الإماراتي من جهة أُخْــرَى والتي أدّت بدورها إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى من الطرفين، مع استمرار الحصار للمدنيين في منازلهم وعدم قدرتهم النزوح أَو التوجه إلى مكان آخر؛ بسَببِ القصف العنيف الذي يستهدف المناطق السكنية، الأمر الذي خلّف أكثرَ من مائة قتيل وجريح من المدنيين.
وشهدت المدينةُ القديمة قصفاً مدفعياً وصاروخياً من قبل طرفي النزاع أظهر وحشيةَ وإجرام المرتزِقة بحق المدنيين الّذين لم يعيروهم أي اهتمام بحياتهم، بل أصبحوا هدفاً لقناصي الطرفين، الأمر الذي جعل سكان المدينة إرسال نداءات استغاثة عبر مكبرات أصوات المساجد لإنقاذهم من ما يجري لهم من انتهاك للحُرُمات واقتحام للبيوت وقتلٍ واستهداف مباشر بالمدفعية والسلاح الثقيل.
وأظهرت مقاطعُ فيديو بُثَّت على الانترنت نشرها سكان محليون في تعز وعشرات النشطاء، عمليات الاستهداف المباشرة للمنشئات الحكومية ومنازل المدنيين بالمدفعية والقصف الصاروخي وكذا الرصاص العشوائي من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، والذي يبرهن على أن لا ميثاقَ لمرتزِقة باعوا دينَهم وأعراضهم مقابل فتات المحتلّ ولا أمان لمن يقبل باحتلال أرضه.
وقالت مصادر محلية: إن 11 مواطناً قُتلوا بينهم طفلة وأصيب 11 مدنياً آخر، أمس الجمعة، جراء الاشتباكات والقصف المستمرّ بين فصائل التابعين التحالف، مشيرة إلى توسع الاشتباكات المصحوبة بقصف مدفعي وعمليات قنص إلى داخل أحْـيَـاء المدينة القديمة والمناطق المجاورة لها.
وبيّنت المصادر، أن قذائفَ القصف المتبادل أدّت إلى احتراق عمارتين وثلاثة متاجر في شارع الخياطين وبسطات تجارية في باب موسى وباب الكبير، كما أدّت إلى تدمير عددٍ من المنازل في المدينة القديمة، لافتةً إلى تعرض مستشفى بالمدينة القديمة إلى قصف مدفعي عنيف.
من جانبها قالت منظمةُ أطباء بلا حدود على حسابها على تويتر، إنه منذ يوم الجمعة الفائتة “اندلعت الاشتباكات العنيفة داخل مدينة تعز، حَيْثُ استقبلت المرافقُ الطبية التي تدعمها المنظمات 91 مصاباً و5 قتلى من المدنيين، مشيرة إلى أن الاشتباكات “تعرقل وصولَ المرضى والنساء الحوامل إلى الرعاية الطبية”.
وأشارت المصادر، إلى أن طرفي النزاع يمارسون شتى أنواع الانتهاكات ضد المواطنين، مبينة أنه يتم اقتحامُ المنازل بالإكراه واعتلاء اسقفها من قبل القناصة ليتم استخدام المدنيين كدروع بشرية، لافتة إلى تبادل اتهامات بينهما عن استقدام إجراميين يتبعون تنظيمات داعش والقاعدة.
كما أفادت المصادر بأن المعارك المستمرّة بين فصائل التحالف في مدينة تعز أدّت لمقتل وإصابة عشرات المرتزِقة من الطرفين، كما أشارت مصادرُ أُخْــرَى إلى أن معاركَ المرتزِقة شهدت عملياتِ إعدام متبادلة للأسرى وتنكيلاً بالجثث.
وفي السياق، تبادلت قوى المرتزِقة الاتهامات عن تجنيد مرتزِقة عرب، بينهم جزائريون متخصصون في عمليات القنص، حَيْثُ نشر مرتزِقةُ الإصلاح صوراً لشخصٍ جزائري قيل إنه خبير قِنَاصَة يُشتبَهُ انتماؤه لتنظيم القاعدة قدم من عدن للقتال ضمن مرتزِقة أبي العباس، بينما وجّه مرتزِقة العباس الاتهاماتِ إلى حزب الإصلاح بتجنيد مقاتلين ينتمون إلى تنظيم داعش .