ليبيا: 264 قتيلا و1266 جريحا ومناشدات بزيادة وتسريع وتيرة الدعم الإنساني
وخلال حديثه للصحفيين في جنيف، قال المتحدث باسم المنظمة طارق ياساريفيتش إن أحدث حصيلة للقتال، حتى الليلة الماضية، بلغت 264 قتيلا و1266 جريحا.
وناشد المتحدث باسم مفوضية شؤون اللاجئين بابار بالوش وصول المساعدات الإنسانية إلى آلاف اللاجئين والمهاجرين الذين يُعتقد أنهم محاصرون في مراكز احتجاز تديرها الدولة جنوبي العاصمة. وأضاف:
“نحو 6 آلاف شخص ما زالوا محتجزين في بعض أماكن الاحتجاز. لكن الشعور بالقلق يتعلق أيضا بحوالي 3600 لاجئ يحاصرون حاليا في بعض المراكز القريبة جدا من أماكن القتال والاشتباكات المستمرة.”
وخلال الأسبوعين الماضيين، أفاد بالوش بنقل المفوضية 541 لاجئا ضعيفا من مراكز الاحتجاز في عين زارة وقصر بن غشير وأبو سليم وجنزور إلى مكان آمن وسط طرابلس، مشيرا إلى أنه وعلى الرغم من مشاكل القتال والوصول، قامت الوكالة بإجلاء أكثر من 160 لاجئا من ليبيا إلى النيجر يوم الجمعة الماضي.
وأضاف المتحدث باسم وكالة الصحة الأممية أن “موظفي المنظمة كانوا يزورون العيادات الصحية في المناطق التي يلجأ إليها عدد كبير من النازحين للتأكد من أن هذه المرافق الصحية مزودة بالاحتياجات اللازمة لعلاج النازحين،” مشيرا إلى تعرض 11 سيارة إسعاف لأضرار منذ اندلاع القتال، في انتهاك للقانون الإنساني الدولي، بحسب تعبيره.
وفي خضم الاحتياجات المتزايدة بسرعة في ليبيا والناجمة عن الاشتباك العسكري وعدم وجود ضمانات السلامة، دعا مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة إلى الحصول على دعم دولي أكبر بكثير.
وأشار المكتب إلى دعوته للمجتمع الإنساني إلى تقديم 10.2 مليون دولار، بشكل عاجل، لمواصلة عمله في مساعدة المتضررين من النزاع في ليبيا، مشيرا إلى أنه قد تم استلام 6% فقط من جملة المبلغ.
منسقة الأمم المتحدة تدعو إلى تعزيز القدرة على الاستجابة للأزمة الإنسانية
قالت ماريا ريبيرو منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في ليبيا إنه من المحتمل أن نرى استمرارا للقتال لبعض الوقت في طرابلس، مما يستدعي تسريع وزيادة قدرة العاملين في المجال الإنساني على الاستجابة.
وخلال حديثها للصحفيين في نيويورك عبر الهاتف من العاصمة الليبية، قالت ريبيرو إن القتال المستمر منذ ثلاثة أسابيع أدى إلى نزوح حوالي 35 ألف شخص في طرابلس، مضيفة أن النزوح يتزايد يوميا. وأعربت عن قلقها إزاء الأشخاص الذين يرغبون في مغادرة مناطق القتال ولكنهم لم يتمكنوا من ذلك بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة، مضيفة أن المسعفين لم يتمكنوا أيضا من الوصول إلى الجرحى في كثير من الحالات. وأعربت ريبيرو أيضا عن قلقها إزاء 3600 شخص من المهاجرين واللاجئين وطالبي اللجوء الذين كانوا في مراكز الاحتجاز بالقرب من الخطوط الأمامية.
وقالت منسقة الشؤون الإنسانية في ليبيا إن الأمم المتحدة تضغط من أجل التوصل إلى هدنات إنسانية لإعطاء الناس الفرصة لمغادرة مناطق النزاع والسماح لوكالات الأمم المتحدة بالوصول إلى المهاجرين واللاجئين وطالبي اللجوء في مراكز الاحتجاز في المناطق المضطربة، لافتة إلى أن أفضل احتمال يتمثل في وقف الأعمال القتالية للسماح للعملية السياسية بالعودة إلى مسارها.
وقالت منسقة الشؤون الإنسانية إن الأمم المتحدة وشركاءها تمكنوا من الوصول إلى حوالي 21 ألف شخص من خلال العمل عن كثب مع الهلال الأحمر الليبي ومنظمات المجتمع المدني على الأرض، مشيرة إلى أن الأمم المتحدة ناشدت توفير حوالي 10.2 مليون دولار في الأسابيع القليلة المقبلة مع التركيز على احتياجات الصحة والحماية وتمكنت من الحصول على 2.2 مليون دولار من الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ التابع للأمم المتحدة.
ولكنها أشارت إلى أن الوصول لا يزال يمثل مشكلة حرجة، داعية جميع أطراف النزاع إلى احترام القانون الإنساني الدولي وتيسير وصول العاملين في المجال الإنساني إلى المناطق المتضررة.
وفي ردها على سؤال حول رسالتها إلى الدول المؤيدة للقائد العام للجيش الوطني الليبي خليفة حفتر، قالت ريبيرو:
“هناك حاجة إلى ممارسة الضغط على الجميع لاحترام المدنيين. وأي دولة لديها نفوذ، يجب أن تستخدمه لضمان حماية المدنيين وتقليل تأثرهم بهذه الاشتباكات.”
وأوضحت ريبيرو أن الاشتباكات في طرابلس أثرت على الخدمات الاجتماعية مثل الصحة والمياه والصرف الصحي والكهرباء، مضيفة أن القصف وصل إلى منشآت طبية ودمر مخزنا تابعا لوزارة التعليم يحوي بداخله نحو مليون كتاب مدرسي.