في مواجهة “فيتو ترامب”.. اليمن تراهن على أوراق رابحة
فيتو جديد اتخذه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد قرار الكونغرس الذي قضى بإنهاء مشاركة واشنطن في الحرب على اليمن، وهو القرار الذي يصب في مصلحة السعودية والإمارات التي تقودان حرب عدوانية على اليمن منذ مارس 2015م.
وكشف ترامب خلال تبريراته التي قدمها لإتخاذ الفيتو بأن الهدف من استمرار دعم السعودية والإمارات هو حماية 80 ألف جندي أمريكي في دول الخليج، وهذا يعد اعترافاً بوحود قوات أمريكية مشاركة في العدوان على اليمن، وأنها هي من تقود وتدير الحرب من قواعدها المنتشرة في دول الخليج.
بالنسبة للشعب اليمني والقوى السياسية فلم يكن قرار ترامب مفاجئاً لأنه يعرف بأن العدوان الذي يتعرض له هو أمريكي صهيوني في المقام الأول وإن ظهرت في الصورة بعض الأدوات والدويلات المجاورة، ولذلك فهو في مقاومته لذلك العدوان الهمجي الذي تحالفت فيه كل من واشنطن وتل أبيب والرياض وأبوظبي وغيرها من الدول الغربية والعربية يعتمد على عدالة قضيته وبسالة أبنائه المقاتلين في شتى الجبهات، التي حقق فيها إنجازات عسكرية ومعجزات قتالية هز بها مصانع السلاح الأمريكي.
وبنظرة متفحصة للأحداث فإن الشعب اليمني والنحبة السياسية المقاومة لم تنتظر أي تغييرات في الإقليم والمنطقة أو العالم، مع أنه قد يستفيد من أي متغيرات على الصعيد الدولي إلا أنه لم يجعلها أساساً لثباته وصموده في مواجهة العدوان خلال أكثر من أربع سنوات، لأنه في الحقيقة يواجه ما يواجهه اليوم حروب بسبب قراره الجامع بالتخلص من التبعية للخارج وإمتلاك قرار السياسي وقطع الطريق أمام أي قوى خارجية أو داخلية تفكر بإنتهاك أو انتقاص السيادة اليمنية.
الصراع الدائر بين كل من الرئيس الأمريكي ترامب وبين الكونغرس ليس وليد اليوم، فقد بدأ نهاية الولاية الثانية لأوباما عندما أقر الكونغرس في 2016م قانون جاستا والذي يتيح لضحايا هجمات الحادي عشر من سبتمبر / ايلول 2001 بمقاضاة السعودية ومسؤوليهاومطالبتها بتعويضات مالية ضخمة، ومن نفس موقع ترامب اتخذ أوباما حينها فيتو مشابه لنقض القانون غير أن الكونغرس عاد ليرفض بأغلبية ساحقة ومطلقة قرار النقض الذي اتخذه أوباما.