ماذا تبقى لـ”غريفيث” كوسيط، ينفذ أجندة بلاده عبر منصة الأمم المتحدة
في الوقت الذي يواصل فيه الصمت حيال تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن نتيجة منع السفن المحملة بالمشتقات النفطية من الدخول الى اليمن، اعلن المبعوث الاممي الخاص الى اليمن مارتن غريفيث أن طرفَي اتفاق استوكهولهم وافقا على خُطة اعادة الانتشار التي وضعتها اللجنة الاممية في الحديدة.
وعن مستجدات الوضع في اليمن قال غريفيث خلال تقديمه إحاطة لمجلس الأمن الدولي أن “القوى اليمنية قبلت خطة إعادة الانتشار المفصلة للمرحلة الأولى في الحديدة”، مضيفا: “سننتقل إلى المرحلة التالية من اتفاق الحديدة” بمجرد انتهاء المرحلة الأولى.
وأضاف غريفيث، أثناء تقديمه اليوم الاثنين إحاطة لمجلس الأمن الدولي عبر الدائرة المغلقة من عمان حول مستجدات الوضع في اليمن، “أن التوصل إلى توافق بين طرفي النزاع، بشأن إعادة الانتشار في الحديدة استغرق وقتا أطول مما كنا نأمل، لكننا ممتنون لأن ذلك قد حدث أصلا”، دون أن يذكر جدولا زمنيا لعمليات سحب القوات.
وأبلغ غريفيث مجلس الأمن بأنه قد تلقى تأكيدات من السيد عبدالملك الحوثي خلال لقائه الأسبوع الماضي في صنعاء، بأن قواته ستدعم اتفاق الحديدة.. في حين يواصل العدوان ومرتزقته ارتكاب الخروقات للهدنه المعلنه في الحديدة، مسجلين خلال أسبوع الماضي أكثر من 1221 خرقا تنوعت بين إطلاق 16 صاروخ و41 قنبلة و416 قذيفة مدفعية و415عملية إطلاق نار من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة وقيامهم ب 262 عملية تعزيز وتحركات لقواتهم ومقاتليهم وعمليتي استحداثات وتحصينات فيما ارتكب طيران العدوان 69 خرقا بمواصلة تحليقه في أجواء الحديدة.
وأعرب المبعوث الأممي عن أمله بإحراز تقدم في تنفيذ الاتفاق، وقال: “دعونا نوضح أنه عندما ستحصل إعادة الانتشار، ستكون أول عملية سحب طوعي للقوات في هذا الصراع الطويل.. وسننتقل بكل سرعة بعد حصولها نحو حل آخر المسائل العالقة المتعلقة بالمرحلة الثانية ونشر قوات الأمن المحلية في المدينة”.
وأشار إلى أن تطبيق اتفاق الحديدة يمهد الطريق لمفاوضات جادة أوسع نطاقا بشأن إنهاء الحرب في اليمن، مضيفا: “نحن جميعا بحاجة إلى رؤية تقدم ملموس في الحديدة قبل التركيز على الحل السياسي”.
وفي المقابل هاجم رئيس الوفد الوطني المفاوض “محمد عبد السلام” اليوم الاثنين، المفوض الأممي “مارتن غريفيث” وبريطانيا وامريكا ودورهم التلاعبي في إطالة امد الحرب في اليمن.
وقال “عبد السلام ” :”في تغريدة له: “لا غرابة أن يصدر من بريطانيا أو أمريكا موقف يطيل أمد العدوان طمعًا في إنهاك اليمن خدمة لمشاريعهما في المنطقة”.
وفي حديثه عن المبعوث الأممي ودوره الأخير في اليمن قال “عبد السلام” : ماذا تبقى للمبعوث الأممي كوسيط من حيادية طالما وهو يظهر منفذًا لأجندة بلاده عبر منصة الأمم المتحدة.
هذا وتعمد دول العدوان بقيادة النظام السعودي وحكومة الفار هادي إغراق اليمن بالإزمات الاقتصادية المختلفة ومنها أزمة المشتقات النفطية التي تتسبب بكوارث إنسانية وهذا ما تجاهله المبعوث الأممي في احاطته تلك، وسط دعوات ومطالبات رسمية وشعبية واسعة بتحييد العملية الاقتصادية ووقف استهداف الاقتصاد الوطني واستخدام سياسة التجويع وخلق الازمات كأسلحة حرب من قبل دول العدوان ومرتزقته ضد شعب اليمن المحاصر والصامد منذ نحو أربع سنوات.
وفي سياق متصل واصل موظفو شركة النفط اعتصامهم لليوم العاشر على التوالي اليوم الأثنين أمام مقر مكتب الأمم المتحدةأمام مقر الأمم المتحدة في العاصمة صنعاء للمطالبة بالإفراج عن السفن النفطية المحتجزة من قبل تحالف العدوان الذي تعمد منعها من الوصول إلى ميناء الحديدة، رغم قبول حكومة صنعاء بوجود الدور الرقابي على ميناء الحديدة من قبل الامم المتحدة التي غظت الطرف عن مايحصل والأثار المترتبة من وراء احتجاز سفن المشتقات النفطية على مستوى توقف الخدمات الصحية والنظافة والمياه والاتصالات والنقل والكهرباء في جانب الزراعة والغذاء وغيرها من الخدمات المرتبطة بحياة المواطن.
وانتقد مراقبون لدور السلبي للأمم المتحدة ومبعوثها الأممي الى اليمن وعدم اكتراثهم لمعاناة الشعب اليمني من خلال تجاهلهم الضغط على دول العدوان بإطلاق سفن المشتقات النفطية منذ فترة تتجاوز 20 يوماً على الرغم من حصولها على تصاريح من الأمم المتحدة ومنعها من اجراءاتها التعسفية لما سيترتب على ذلك من كارثة إنسانية.