التوعية الصحيّة.. الوقاية من الكوليرا قبل الإصابة بها
محمد عبدالمؤمن الشامي
منذ بدء التحالف العربي بقيادة السعودية في مارس 2015 على اليمن والشعبُ اليمني يعاني من انتشار الأمراض والأوبئة مثل: الدفتريا وتفشي وباء الكوليرا؛ بسَبب الحرب والحصار خانق على اليمن براً وبحراً وجواً.
كارثةٌ إنسانية صحية حقيقية تفتكُ بالمئات من اليمنيين، ولا يزال تفشّي وباء الكوليرا يفتك بأرواح الآلاف من اليمنيين الى اليوم وهو الأسوأ في التاريخ على مستوى العالم، استهدف طيران العدوان المنظومة الصحية والمستشفيات الحكومية والمرافق الصحية والكارد الصحي، يأتي هذا في إطار هجوم متعمد وممنهج منذ بدء العدوان.
لذلك فإن المستشفيات الحكومية والخاصة والمرافق الصحية والمختبرات العامة مهددة بالإغلاق نتيجة غارات طيران العدوان الذي طاولها من جهة، ومن جهة أخرى من خلال منع إدخال المساعدات الطبية والغذائية، فالقطاع الصحي اليوم يمر بوضع كارثي انساني بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، جراء استهداف العدوان للقطاع الصحي وتدمير بنيته التحتية، ونقص حاد في الأدوية والمحاليل والمستلزمات الطبية والأطباء وفرق التمريض ومغادرة الكادر الأجنبي من المرافق الصحية الحكومية والخاصة، و أوبئة فتاكة أودت بحياة الآلاف من اليمنيين.
وَلذلك تجدر الإشارة هنا إلى أهمية توعية أفراد المجتمع عن وباء الكوليرا وتوضيح التدابير الواجب اتّباعها للوقاية من مرض الكوليرا، فالتوعيةُ الصحيةُ مطلوبةٌ لذاتها؛ لما فيها من نفع على الفرد وعلى الدولة.. فالكوليرا هي عدوى معوية حادة تنجم عن ابتلاع بكتريا الكوليرا المنقولة بالمياه أو الأطعمة الملوثة بالبراز. وترتبط عدوى الكوليرا في المقام الأول بقلة توافر المياه المأمونة والإصحاح الجيد، ويظهر على حوالي فرد واحد من كل 10 أشخاص علامات وأعراض أكثر خطورة لمرض الكوليرا، وعادةً ما يحدُثُ ذلك في خلال أيام قليلة من الإصابة بالعدوى.
قد تتضمنُ أعراضُ عدوى الكوليرا ما يلي:
1- الإسهال.. يحدث الإسهالُ المرتبط بالكوليرا فجأةً وقد يسبب فقدَ السوائل بدرجة خطيرة — تصل للتر واحد (ربع غالون) في الساعة. ويكون الإسهالُ الناتجُ عن الكوليرا شاحبًا وعكرًا ويشبه الماء التي يغسل بها الأرز (البراز الشبيه بماء الأرز)
2- الغثيان والقيء.. ويحدث في مرحلة مبكرة من مرض الكوليرا بشكل خاص، وقد يستمرُّ القيءُ لساعات في المرة الواحدة.
3- الجفاف.. يمكن أن يحدثَ الجفافُ في خلال ساعات من ظهور أعراض الكوليرا. وعلى حسب كمية السوائل التي فقدها الجسم، يمكن أن يتراوح الجفاف من خفيف إلى حاد. ويشير فقدان 10 بالمائة أو أكثر من الوزن الكلي للجسم إلى حدوث جفاف حاد. وتشمل علامات وأعراض جفاف الكوليرا الهياج، والخمول، وعيون غائرة، وجفاف الفم، والعطش الشديد، وجفاف الجلد وتجعده بحيث يعود كما كان عند قرصه ببطء، وعدم وجود بول أو بول قليل، وانخفاض ضغط الدم، شذوذ ضربات القلب (اضطراب النظم القلبي).
وقد نشرت منظماتٌ دوليةٌ ومنظماتُ المجتمع المدني و وزارة الصحة العامة والسكان و وزارة المياه في اليمن، بالأساليب والتدابير الوقائية للحماية من الإصابة بوباء الكوليرا. وهذا بعض النصائح:
1- غسل اليدين مراراً وتكراراً بالماء والصابون.
2- التأكد من نظافة أيدي الأطفال قبل الأكل وبعده، وبعد استخدام المرحاض.
3- تقليم الأظافر؛ لأنها تعتبر موطناً للجراثيم، والتي لا يطاولها الصابون في أغلب الأحيان.
4- التأكد من نظافة مصادر المياه.
5- وضع قطعة قماش نظيفة على حنفية مياه الاستخدام المنزلي لتصفية المياه من الشوائب.
6- عند استخدام مياه الآبار الجوفية للشرب، فيجب قبل ذلك غليها لتصفيتها من البكتيريا.
7- وضع المياه المغلية في قناني زجاجية شفافة، وإغلاقها، وتعريضها لأشعة الشمس.
8- عند عدم التمكن من غلي الماء يجب تعقيمُها بمادة مطهرة من الجراثيم، مثل الكلور، وهذه المادة يتم توزيعها من قبل وزارة الصحة والمنظمات الدولية العاملة بالمجال الصحي والتي توزعها على مستوى المنازل في المدن اليمنية.
9- وضع الكلور بالمياه، أقراصاً أو محلولاً، وفق كميات محددة، مع اتّباع التعليمات.
10- الاعتناء بالنظافة الشخصية لكل أفراد الأسرة، ونظافة المرحاض وتعقيمه.
11- الامتناع عن تناول أية أطعمة خارج المنزل، وخصوصاً الأطعمة المكشوفة.
12- الامتناع عن شرب العصير والمشروبات خارج البيت.
13- عدم تناول الآيس كريم، وعدم شراء الثلج واستخدامه.