تصاعد الاحتجاجات في عدن عقب مقتل الشاهد الوحيد على اغتصاب طفل المعلا
تصاعدت وتيرة الاحتجاجات في مدينة عدن مساء الاثنين، لليوم الثاني على التوالي، لتتوسع إلى قطع طرقات رئيسية في مديريتي المنصورة وخور مكسر بالأحجار وإحراق الإطارات التالفة، وذلك تنديداً بمقتل شاب اكتشف جريمة اغتصاب طفل في مديرية المعلا.
وقام المحتجون بقطع طرقات رئيسية في مديرية المنصورة كبرى مديريات عدن الثمان وذات الكثافة السكانية العالية، احتجاجاً على مقتل الشاب رأفت دمبع في مديرية المعلا متأثرا بإصابته برصاص مسلحين يعتقد بأنهم قوة أمنية هاجمت منزله فجر يوم الجمعة.
والشاب رأفت دنبع، اكتشف واقعة اغتصاب طفل، في حادثة اشتهرت باسم “طفل المعلا”، وذلك من قبل رجال أمن قبل أشهر، في جريمة هزت أرجاء مدينة عدن التي تتخذها حكومة هادي عاصمة مؤقتة للبلاد.
وقال مواطنون إن محتجين قطعوا الطرقات الرئيسية في مديرية المنصورة بالأحجار وإضرام النار في إطارات السيارات التالفة ومنعوا المواطنين من المرور، من جهة دوار “كالتكس” وصولا إلى الشارع العام في المديرية، إضافة إلى قطع شوارع رئيسية في مديرية خور مكسر مثل شارع الشابات (ساحة العروض) وطريق ساحل أبين.
أوضح المحتجون الغاضبون أن احتجاجاتهم تأتي بسبب مقتل الشاب رأفت دمبع في المعلا متأثراً بإصابته برصاص مسلحين على متن طقم عسكري فجر الجمعة، مطالبين بضرورة سرعة تحرك الأجهزة الأمنية للقبض على قتلة الشاب البريء الذي كان الشاهد الوحيد على جريمة اغتصاب طفل في المعلا.
وأوضحت المصادر أن محاكمة المتهمين في قضية اغتصاب “طفل المعلا” كانت قد بدأت في مايو العام الماضي، لكن المحاكمة توقفت في وقت لاحق، قبل أن يتم قتل الشاب رأفت دمبع الشاهد الوحيد في هذه القضية الجمعة الماضية.
وينتشر السلاح على نطاق واسع في شوارع مدينة عدن الساحلية، مع تزايد مظاهر الفوضى والعنف وتنامي نفوذ المسلحين بينهم جماعات جهادية كتنظيمي القاعدة الدولة الإسلامية.
وتعاني عدن من وضع أمني غير مستقر منذ يوليو 2015م، وبدلاً عن وجود قوة أمنية واحدة تفرض سلطتها على عدن وعلى كل المحافظات التي من المفترض أن تكون خاضعة لسيطرة الحكومة، برزت عدة قوى تنازع الحكومة سلطاتها على المدينة وباقي المناطق، وصارت هذه القوى تمتلك السلاح الثقيل والمتوسط، وتفرض سيطرتها على أجزاء واسعة من عدن، وعلى عدة محافظات.
وتشهد عدن منذ ذلك الوقت من حين لآخر، حوادث اغتيالات طالت رجال دين ودعاة وعسكريين وأمنيين وسياسيين وقضاة وجنود وشيوخ وأئمة مساجد سلفيين وإصلاحيين ومدنيين وناشطين وصحفيين، كما طالت محافظها الأسبق جعفر محمد سعد.