تزامنا مع تمويل خطة الاستجابة الانسانية في اليمن.. أسرة نازحة من مأرب تكشف حقيقة دعم المنظمات
انتظر اليمنيون بفارغ الصبر زيارة وكيل الأمين العام للشئون الانسانية ومنسق شئون الاغاثة الطارئة، مارك لوكوك، إلى اليمن أواخر نوفمبر الماضي إلى صنعاء بفارغ الصبر، وحبس النازحون وسكان صنعاء أنفاسهم، معولين على لوكوك أن يخرجهم من معانتهم ويخفف من سوء ما حل بهم.
وصل مارك لوكوك العاصمة صنعاء يوم الخميس 29 نوفمبر، كما أعلن ” للاطلاع مباشرة على أسوأ أزمة انسانية في العالم”. ولم يستعيد لوكوك أنفاسه من وعثاء السفر وتجشمه لوعورة الطريق التي قطعها من عدن للوصول إلى صنعاء، حتى ظهر في مقطع فيديو مؤكدا أنه زار مخيم ضروان للنازحين، أكبر مخيم للنازحين شمال العاصمة صنعاء.
وبالتزامن مع تحشيد الأمم المتحدة الجهود لدعم خطة الاستجابة الإنسانية لليمن، أجرت وكالة الصحافة اليمنية زيارة خاطفة لمخيم ضروان واستطلاع أوضاعهم لمعرفة هل غيرت زيارة لوكوك من أوضاعهم شيئا.
” جاء يتصور ويستعرض في المخيم”
في الوقت الذي تتبادل فيه سلطات صنعاء مع برنامج الغذاء العالمي الاتهامات حول أين تذهب المساعدات التي يتم جمعها لليمنيين، تقول سلطات صنعاء أن مساعدات برنامج الغذاء العالمي فاسدة وأن المستفيدين يضطرون لبيعها في الاسواق لرداءتها.
ويتهم برنامج الغذاء العالمي من أسماهم “الحوثيون” ببيع المساعدات في الأسواق، لكن رد سلطات صنعاء كان سريعا ومزودا بالوثائق ان المساعدات التي يجمعها البرنامج لا يصل منها الا القليل، فضلا عن رداءتها، ما يدفع بالمستفيد لبيعها في السوق لشراء مواد ذو جودة عالية.
زارت “وكالة الصحافة اليمنية” مخيم ضروان للنازحين شمالي العاصمة صنعاء، للوقوف على أوضاع النازحين ونقل صوتهم.
أحمد علي محسن, نازح من أبناء محافظة مأرب شكى مع بعض النازحين في مخيم ضروان لـ “وكالة الصحافة اليمنية” قلة الغذاء وسوء الحال. النازحين في المخيم من عدة محافظات تشهد فروا من حربا ضروسا كالحديدة وصعدة وتعز ومأرب.
محسن ، أكد ل”وكالة الصحافة اليمنية” أن زيارة مارك لوكوك الاخيرة للمخيم لم تخفف من معاناة النازحين في المخيم: “ولا فعلنا لنا حاجة.. جاء يصور وجاء يعرض هانا في المخيم .. والله ما أدوا لنا حاجة ما بلا استعراض.”
وأقسم محسن، وأطفاله الستة حوله، أنه لم يتلقى شيئا عندما زار لوكوك المخيم: “ورب الكعبة لم يعطونا حاجة .. لا فراش ولا طرابيل .. ولا معنا إلا هذا الصرف الذي يعطونا رأس الشهر وما يكفينا لكن قلنا يالله..ما معنا إلا نصبر”.
“المخيم سيء”
النازح أحمد علي محسن, أوضح لوكالتنا أنه من أبناء محافظة مأرب شمال اليمن أجبرته الحرب في العام 2016م على ترك منزله والبدء في رحلة البحث عن مكان آمن يحمي حياته وأطفاله من لظى الحرب في صراع أقل ما يقال عنه أنه صراع من أجل البقاء.
محسن، السبعيني، أب لثمانية أطفال، يعاني من اعاقة مستدامة في قدمه اليسرى، انتهى به الحال في مخيم ضروان حيث لا يمكن تخيل إلى أي مدى يعيش مع المعاناة مع أطفاله الذين لا يرتدي بعضهم حتى الملابس.
محسن، الذي كان جالس متكأ في بوابة المخيم الذي يتكون من ثلاث خيام مع “سور”، وفي منتصف السور يقف “تنور ترابي للحطب” بداخله أواني الطهي التي أكد أنه لا يعلم من أين ستأتي وجبة الغداء.
” أولادي هنا ستة، الكبار اثنين منهم واحد 11 عاما والآخر 12 عام، خرجوا الى السوق(ضروان) يدوروا لنا قيمة زبادي ليتم تناوله مع السلة الغذائية التي يعطيها برنامج الغذاء العالمي كل شهر”، يقول محسن.
وأضاف: “نحن نعيش في مخيم سيئ وحالتنا حالة، لا فراش ولا معنا إلا الله، الطرابيل منتهية والصيف جاء، أمطار وحالتنا حالة”. ويشكو محسن من انعدام غاز الطبخ , وأنه لا يملك سوى تنور الحطب ، حيث لا حطب وإنما قراطيس يتم استخدامها للطهي.
“لحقنا الصاروخ الى الأزرقين”
عبده مقبل الشميري، نازح من تعز، مع أسرته أكد أنه غادر محافظة تعز بحثا عن مأوى يستطيع ايضا ان يجد له عمل يوفر له المستلزمات اليومية.
وصل الشميري الى مخيم الازرقين، وفي الجهة الشمالية لمقلب “القمامة” نصب خيمته، لكن استهداف التحالف لمقلب الأزرقين بصاروخ دفع بالشميري للانتقال الى مخيم ضروان. “نازح من تعز وحالتي صعبة ولحقني الصاروخ إلى الأزرقين”.