الأمم المتحدة تؤكد حدوث تقدم في تطبيق الاتفاق الخاص باليمن
أكد مارتن غريفيثس المبعوث الدولي لليمن تحقيق تقدم كبير على مسار تطبيق اتفاق ستوكهولم الذي أعلن آخر العام الماضي بين الحكومة اليمنية وأنصار الله (الحوثيين).
وعبر دائرة تليفزيونية من العاصمة الأردنية عمان، قال غريفيثس أمام مجلس الأمن الدولي إن الطرفين أكدا اتفاقهما على المرحلة الأولى من خطة إعادة الانتشار في الحديدة.
“تحت قيادة اللوتانينت جنرال لوليسغارد (رئيس لجنة إعادة الانتشار) اتفق الطرفان على إعادة الانتشار من ميناءي صليف ورأس عيسى كخطوة أولى تليها إعادة الانتشار من ميناء الحديدة والأجزاء الحيوية في المدينة المرتبطة بالمنشآت الإنسانية كخطوة ثانية. سييسر ذلك الوصول الإنساني إلى مطاحن البحر الأحمر. إنني ممتن لقيادة الطرفين، التي قدمت تنازلات للسماح بحدوث ذلك. وأدعو الطرفين إلى البدء الفوري في تطبيق الاتفاق بدون مزيد من التأخير والاتفاق على تفاصيل المرحلة الثانية من إعادة الانتشار.”
ويوجد بمطاحن البحر الأحمر إمدادات غذائية تكفي لإطعام ملايين اليمنيين، إلا أن الوضع الأمني يحول دون الوصول إليها.
إن الأطراف، بعد أن إجتمعت برعاية الأمم المتحدة في الفترة ما بين 6/12/2018 و13/12/2018 في مملكة السويد،
وإذ تعبّر عن إمتنانها لحكومة مملكة السويد على إستضافتها للمشاورات وعلىى حسن الضيافة والدعم الذي قدمته لهذه المشاورات،
وإذ تعبّر أيضاً عن إمتنانها لكافّة الدول والمنظمات التي ساهمت في توفير الدعم لإنجاح هذه المشاورات،
وإدراكاً منها للحاجة الملحّة لمواجهة الظروف المعيشية والإنسانية والأمنية الصعبة التي يعاني منها الشعب اليمني،
لقد إتفقت الأطراف على ما يلي:
1. إتفاق حول مدينة الحديدة وموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى
2. آلية تنفيذية حول تفعيل إتفاقية تبادل الأسرى
3. إعلان تفاهمات حول تعز
نتعهد:
– تنفيذ أحكام هذا الاتفاق تنفيذاً كاملاً والعمل على إزالة أية عوائق تحول دون تنفيذه.
– الإلتزام بالإمتناع عن أي فعل أو تصعيد أو إتخاذ أيّة قرارات من شأنها أن تقوّض فرص التطبيق الكامل لهذا الاتفاق.
– الإلتزام بمواصلة المشاورات دون قيد أو شرط، في غضون شهر يناير 2019 في مكان يتفق عليه لاحقاً.
وعلى الرغم من عدم الالتزام دائما بالمواعيد المحددة في اتفاق ستوكهولم، إلا أن غريفيثس قال إن الطرفين أظهرا دوما التزامهما بتطبيق الاتفاق.
وأبدى المبعوث الدولي امتنانه للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لتأكيده على مواصلة السير على مسار تطبيق الاتفاق، ولعبد المالك الحوثي وقيادة أنصار الله لالتزامهم بإنجاح الاتفاق.
وقال غريفيثس، في إحاطته، إن هناك مؤشرات على زيادة النشاط المدني في الحديدة وإن سكان المدينة يشعرون بالفوائد الملموسة لتراجع الأعمال العدائية.
“مع بداية تطبيق اتفاق الحديدة، لدينا الآن فرصة للانتقال من منطق الحرب إلى منطق السلام. إن الاتفاق على إعادة الانتشار مهم أيضا للجهد الإنساني الواسع في اليمن. خلال الأيام الماضية، شددت مع منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة على مسؤولية الطرفين المشتركة للسماح لبرنامج الأغذية العالمي بالوصول إلى مطاحن البحر الأحمر التي يوجد بها غذاء يكفي لإطعام 3.7 مليون شخص لمدة شهر.”
تبادل الأسرى
وقد كثف الجانبان جهودهما أيضا لتطبيق اتفاق تبادل الأسرى. وقد عقدت اللجنة الإشرافية المعنية بمتابعة تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى اجتماعها الثاني في الأردن بين يومي الخامس والثامن من الشهر الحالي.
وتضم اللجنة ممثلين عن الحكومة اليمنية وأنصار الله، ويرأسها مكتب المبعوث الدولي لليمن واللجنة الدولية للصليب الأحمر.
“أرحب بالتقدم المهم المحرز من اللجنة لدفع عملية إطلاق الأسرى قدما، عبر توفير الطرفين مزيدا من المعلومات ومن خلال روح التعاون، والإصرار الواضح على إيجاد حل. ويناقش الطرفان في الوقت الراهن مقترحا حول المرحلة الأولى للتطبيق باتجاه الإطلاق الشامل لسراح الأسرى.”
تعز
وقال المبعوث الدولي إن الجانبين أكدا التزامهما بإعلان تفاهمات تعز، وهي جزء من اتفاق ستوكهولم. ومن المقرر عقد الاجتماع المقبل لممثلي لجنة تعز في الثالث والعشرين من الشهر الحالي للاتفاق على الخطوة الأولى التي يمكن اتخاذها لتحسين حياة سكان تعز.
“سأركز جهودنا على الخطوات ذات المغزى التي ستحدث فرقا. نحتاج إلى الاتفاق على فعل أشياء صغيرة الآن، بدلا من انتظار الاتفاق على أشياء كبيرة لاحقا. لا يقول أحد إن العملية لن تواجه عوائق. شهدت تعز بعض أسوأ حوادث الصراع، ولكننا نعتقد أن هناك فرصة جيدة لتحقيق بعض التقدم الملموس خلال الأسابيع المقبلة.”
الحل الشامل
وشدد مارتن غريفيثس على ضرورة التركيز على إيجاد حل سياسي للوضع في اليمن، وبدء الحديث عن المستقبل. وقال إن بدء مناقشة التدابير السياسية والأمنية، سيكون خطوة كبيرة إلى الأمام وإعلانا مهما للنوايا من قبل الطرفين يؤكد عزمهما على إنهاء الصراع.
وقال غريفيثس إن اتفاق ستوكهولم ما هو إلا خطوة أولية:
“يذكرنا دائما الطرفان والمجتمع المدني وممثلات المرأة والمجتمع الدولي بأن الحل الشامل هو السبيل الوحيد لوضع حد لهذا الصراع. أشير بشكل خاص إلى دعم المجموعات الجنوبية لجهودي ورغبتها الواضحة في التسوية السلمية للصراع ولشواغلها الأوسع بشأن مستقبل البلاد.”
واختتم المبعوث الدولي كلمته بالتأكيد على مسؤولية البناء على الزخم الناجم عن اتفاق ستوكهولم لحل الصراع. وقال إن بديل ذلك لا يمكن تصوره.
وأضاف أن ثمن الحرب سيزداد بشكل حاد على حساب الشعب اليمني لو فشلت الجهود الجماعية.
نص إحاطة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الى اليمن، السيد مارتن غريفيث الى مجلس الأمن
السيد الرئيس، شكرا جزيلا،
أود أن أشكركم على إتاحة هذه الفرصة لي لكي أقدم احاطتي للمجلس اليوم.
لقد أحرزنا تقدما كبيرا، منذ أن تحدثت إليكم آخر مرة، في تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها في أواخر العام الماضي في استوكهولم، وقد أكد لي الطرفان وللجنرال مايكل لولسغارد موافقتهما على المرحلة الأولى من خطة إعادة انتشار في الحديدة. أرحب بالاتفاق الذي تم التوصل إليه، وبالالتزام الذي أبداه الطرفان بتنفيذ اتفاق استكهولم وبالالتزام بالوعود التي قُدمت في ذلك الاجتماع في أوائل ديسمبر الماضي.
بقيادة الجنرال لولسجارد، وافق الطرفان على إعادة الانتشار من موانئ الصليف ورأس عيسى كخطوة أولى، تليها إعادة انتشار من ميناء الحديدة وأجزاء مهمة من المدينة المرتبطة بالمرافق الإنسانية في الخطوة الثانية. سيسهل هذا وصول المساعدات الإنسانية إلى مطاحن البحر الأحمر، حيث كما نعلم ان هناك كمية كبيرة من الحبوب تنتظر أن يتم توزيعها على الشعب اليمني. أنا ممتن هنا لكلا الطرفين لما قدماه من موائمات للسماح بحدوث ذلك، وأدعوهم إلى البدء فوراً بتنفيذ الاتفاقية دون مزيد من التأخير، وللاتفاق على تفاصيل المرحلة الثانية من عمليات إعادة الانتشار في الحديدة، والتي نأمل أن تؤدي إلى انهاء المظاهر المسلحة في المدينة.
لم يكن هذا الاتفاق ممكنا من دون القيادة القوية للجنرال مايكل لولسغارد، الذي قاد هذه المفاوضات بالصبر والمثابرة. أنا شخصيا ممتن جدا له وممتن لتحليه بتلك الصفات.
لم يكن ذلك ممكنا لولا الالتزام القوي الذي أبداه الطرفان. وبالرغم من التأخير في الجداول الزمنية لتنفيذ الاتفاق، فقد أبدى الطرفان باستمرار التزامهما بتنفيذ الاتفاق، وقد أكدا لي هذا الالتزام مرارا. انا لا أنكر التحديات التي نواجهها. لكن يمكننا اليوم أن نتشجع بهذا الالتزام، بدلاً من أن نجزع بشأن التحديات. ومما يثلج صدري ان الطرفان يقومان بتذكيري انا وزملائي بشكل متكرر بأن هذه فرصة فريدة.
سيدي الرئيس، منذ آخر إحاطة قدمتها لهذا المجلس، كان لي شرف الاجتماع ثلاث مرات مع فخامة الرئيس هادي بشأن مجموعة واسعة من القضايا التي تهمه وبالطبع تهمنا. أنا ممتن للمرونة التي أظهرها، وللمشورة التي قدمها لي ولزملائي بشأن المفاوضات حول الحديدة. ان التقدم الذي نعلنه اليوم هو نتاج تلك اللقاءات. أنا أعتمد عليه لمواصلة ذلك في المستقبل.
وأود أيضا أن أضيف أننا نثمن للغاية الاجتماعات المتعددة التي عقدناها يوميا تقريبا مع التحالف، حيث كانت هذه الاجتماعات لإلقاء الضوء على المسائل المطروحة على الطاولة بما يساعد على التقدم نحو حلها.
السيد الرئيس،
هناك زخم حول الصراع في اليمن، وتم وصف الاتفاق الذي تم التوصل إليه في ديسمبر العام الماضي في استوكهولم بالاختراق، وأعتقد أن هذا وصف في محله. لقد كان تحولًا كبيرًا وأظهر لشعب اليمن أن شيئًا ما يمكن أن يحدث بالفعل. كما ذكرت من قبل، كانت هناك مؤشرات على نشاط حركة المدنيين بشكل متزايد في الحديدة، ويشهد سكان المدينة بالفعل بشائر الفائدة الملموسة في الانخفاض الملحوظ والمتواصل في الأعمال العدائية في تلك المنطقة نتيجة لاتفاق استوكهولم.
إن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بشأن المرحلة الأولى لإعادة الانتشار في الحديدة هو علامة على التزام الأطراف بالحفاظ على الزخم الذي أتحدث عنه. ذلك يوضح أن الأطراف قادرة على الوفاء بالتزاماتها، وتحويل التعهدات إلى تقدم ملموس على أرض الواقع. إنه يعزز الثقة، وهذا امر في غاية الاهمية بين الأطراف، وربما الأهم أيضا أنه يظهر وجود الإرادة السياسية.
مع هذه البداية، ربما اليوم أو غداً مع بدء تنفيذ ذلك الجزء من اتفاق الحديدة، سيكون لدينا فرصة، سيدي الرئيس، للانتقال من الوعد الذي قطعناه في السويد نحو الأمل في اليمن.
ان الاتفاق على إعادة الانتشار مهم أيضا بالنسبة للجهود الإنسانية الأوسع في البلاد. وبما أن مارك سوف يصف لنا الوضع في غضون دقيقة. فقد أكدت انا ومارك معًا، في الأيام القليلة الماضية، على مسئولية الأطراف بشأن منح برنامج الأغذية العالمي إمكانية الوصول إلى مطاحن البحر الأحمر وإلى مخزون الحبوب الذي يحوي ما يكفي من الغذاء لإطعام 3.7 مليون شخص لمدة شهر.
السيد الرئيس،
في الأسابيع الأخيرة ومن أجل إحراز تقدم في الاتفاقات التي أبرمت في السويد، قمت بالعديد من الزيارات إلى صنعاء والحديدة، حيث التقيت هناك في كل مرة مع السيد عبد الملك الحوثي وزملائه في حركة أنصار الله. يسرني أن أبلغ هذا المجلس بانخراطه الايجابي والمستمر في جميع المناقشات التي أجريناها حول الحديدة، بشأن القضايا اللوجستية الحيوية اللازمة لنشر بعثة الأمم المتحدة الى الحديدة، وبشأن إطلاق سراح أفراد محددين وإطلاق سراح السجناء بشكل عام. وأنا ممتن لالتزامه بدعم جميع جهودنا. لقد عدت يوم أمس من صنعاء، ومن الواضح لي أن الالتزام من هناك بتنفيذ اتفاق الحديدة هو بالفعل حقيقي، وبالتالي فهو موضع ترحيب كبير.
السيد الرئيس،
لقد كنا مشغولين أيضا في الأسابيع الماضية بالسعي لإتمام الاتفاق بشأن إطلاق سراح وتبادل السجناء والمعتقلين. وسوف تتذكرون ربما أن التوصل إلى اتفاق حول هذا الامر وعلى آلية لتوفير مثل هذا الإفراج والتبادل كان في الواقع أول اتفاق بين الطرفين وتم التوصل إليه قبل أن نذهب إلى السويد في نوفمبر الماضي. في الأسابيع الأخيرة، عقدنا اجتماعين جوهريين وموضوعيين بين الطرفين هنا في عمان التي أتحدث منها. إنني ممتن لحكومة المملكة الأردنية الهاشمية وانا ممتن شخصيا لمعالي وزير الخارجية الأردني لتسهيل عقد تلك الاجتماعات.
بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، والتي هي شريكة في رئاسة الجنة الإشرافية، تمكنا في هذه الاجتماعات وفي المناقشات الثنائية مع الأطراف من إحراز تقدم نحو ما نأمل أن يكون الإفراج عن الدفعة الأولى من السجناء. وأود أن أؤكد هنا ان نية اتفاق تبادل الأسرى الذي أشرت إليه، كما عبر الأطراف وقادتهم بشكل مباشر في أكثر من مناسبة هي الإفراج عن جميع لأسرى من جميع الأطراف ومن كلا الجانبين في هذا الصراع. الكل مقابل الكل، هو مبدأ هذه العملية، ويبقى هذا التزامنا ومسؤوليتنا كما هي مسؤوليتهم.
أعتقد أننا لسنا بعيدين عن إطلاق سراح الدفعة الأولى من الأسرى والمعتقلين. وأنا ممتن جدا للطرفين على تعاونهم لتحقيق هذه الخطوة. ما زال أمامنا بعض العمل الذي يجب القيام به قبل إتمام ذلك، ليس أقله ضمان أن تكون هذه الدفعة جزءًا من عملية أكبر لإطلاق سراح باقي الأسرى والمعتقلين. آمل أن يتمكن الطرفان من الاستمرار في دفع هذه الجهود قدما، حتي يمكن جمع شمل آلاف العائلات وانهاء المعاناة الانسانية للقابعين في السجون في هذا الصراع.
أرجو أن تسمحوا لي بالإعراب عن امتناني لبيتر ماورر، صديقي العزيز، رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر الذي أوجد وقتاً ضمن جدول أعماله المزدحم للغاية للمشاركة في افتتاح آخر تلك الاجتماعات التي عقدت في عمان. إن مشاركة منظمته، اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في هذه العملية يضمن النزاهة والمهنية.
السيد الرئيس،
كلا الطرفين أكدا لي مجددا التزامهما بإعلان التفاهمات حول تعز المتفق عليه في استوكهولم. تذكرون أني أشرت إلى هذا في إحاطتي السابقة، ومدى أهمية ورمزية تعز في هذا الصراع. هذه الأهمية تكمن في أنه يمكننا تحسين حرية الوصول وحركة الأشخاص في تلك المنطقة. سأركز جهودنا على احراز خطوات ذات مغزى لتحقيق تقدم في هذا الامر. نحن بحاجة إلى الاتفاق على خطوات صغيرة الآن، وليس خطوات كبيرة في وقت لاحق. لا أحد يشير إلى أن العملية ستكون يسيرة: تعز هي المكان الذي شهد بعض أسوأ مراحل الصراع. لكننا نعتقد أن لدينا فرصة جيدة لرؤية بعض التقدم الملموس في الأسابيع القادمة.
السيد الرئيس،
لقد قلت من قبل لهذا المجلس في أكثر من مناسبة أن الحديدة هي مركز ثقل هذا الصراع، وربما هي كذلك. ولكن في الحقيقة، فإن اهتمامنا الرئيسي، وبمعنى ان مركز الثقل الحقيقي لهذا الصراع بالنسبة لنا، هو المضي نحو حل سياسي. يمنحنا الاتفاق حول المرحلة الأولى من إعادة الانتشار في الحديدة، كما تم تأكيده اليوم، الفرصة للتطلع إلى ما بعد اتفاق ستوكهولم. بينما نحتاج إلى إحراز تقدم ملموس بشكل واضح، قبل أن نتحرك إلى الأمام، يمكننا الآن أن نتخيل كيف سنبدأ في معالجة هذه الأمور الصعبة والجوهرية. نحن ملتزمون بالعمل على إيجاد هذا الحل السياسي. ونحن بحاجة إلى البدء في الحديث عن المستقبل، حيث سيكون بدء النقاش حول الترتيبات السياسية والأمنية خطوة كبيرة إلى الأمام، وسيكون دليل هام على جدية الطرفين في وضع نهاية لهذا النزاع، معًا ومعنا ومع دعمكم لإنهاء هذا الصراع.
سيتذكر أعضاء هذا المجلس أن اتفاق استوكهولم كان الغرض منه أن يكون خطوة أولية وخطوة إنسانية، وكان لحظة عظيمة. لكن هذه ليست نهاية القصة. في الواقع، أن الأطراف والمجتمع المدني وممثلي المرأة والمجتمع الدولي ذكّروني مراراً وتكراراً كما فعلتم عندما اجتمعنا آخر مرة حول هذا الموضوع، بأن الحل الشامل هو السبيل الوحيد لوضع حد لهذا الصراع. وأنوه خصوصا بالدعم المتزايد من قبل المجموعات الجنوبية لجهودنا ورغبتهم الواضحة في التوصل إلى تسوية سلمية للصراع ولمخاوفهم الكبيرة بشأن مستقبل البلاد.
ولذلك، لدينا مسؤولية جسيمة للبناء على الزخم الناتج عن استوكهولم من أجل انهاء الصراع. أقول ذلك وآمل ألا أكون ساذجا بشأن الصعوبات التي نواجهها في تنفيذ الوعود والاتفاقات. ستكون هناك انتكاسات، لكن علينا أن ننظر إلى أبعد من ذلك، إلى الأفق المفتوح أمامنا. الأسبوع القادم – كما سيخبرنا مارك – سيتم تذكيرنا في جنيف بالاحتياجات المالية للبرامج الإنسانية في اليمن وأبعادها الضخمة، وشجاعة هؤلاء الزملاء الذين ينهضون يوميا بمسؤولياتهم وواجباتهم هناك. يذكرنا ذلك بأن تكلفة الحرب، إذا فشلت جهودنا الجماعية سيدي الرئيس، ستستمر في الارتفاع الحاد على حساب شعب اليمن، بشكل مأساوي.
شكرا جزيلا، سيدي الرئيس.
الوضع الإنساني
مارك لوكوك منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة قال إن نحو 80% من اليمنيين، أي 24 مليون شخص، بحاجة إلى المساعدة الإنسانية والحماية. ويحتاج حوالي 20 مليون شخص إلى الغذاء لتأمين احتياجاتهم الغذائية، منهم 10 ملايين على بعد خطوة واحدة من المجاعة، كما قال لوكوك مشيرا إلى نتائج تقرير الاحتياجات الإنسانية في اليمن لعام 2019.
“نحو 240 ألف شخص يواجهون مستويات كارثية من الجوع. ويفتقر حوالي 20 مليونا إلى الرعاية الصحية الكافية، ولا يتوفر الماء النظيف أو الصرف الصحي الكافي لما يقرب من 18 مليون شخص. أكثر من ثلاثة ملايين شخص، منهم مليونا طفل، يعانون من سوء التغذية الحاد. نزح 3.3 مليون شخص عن ديارهم، منهم 685 ألفا، فروا من القتال على طول الساحل الغربي في يونيو 2018.”
وقال لوكوك إن الصراع وعدم احترام القانون الإنساني الدولي مع الانهيار الاقتصادي في منتصف 2018، هم القوى الدافعة وراء هذا التدهور. وأضاف أن أكبر الاحتياجات موجودة في مناطق الاقتتال النشط أو المناطق التي يوجد بها أعداد كبيرة من النازحين.
ووفقا لمنسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة، فإن الأموال لدى الوكالات الإنسانية تنفد، ومن المتوقع استخدام كل الموارد الحالية بنهاية مارس/آذار أي بعد حوالي ستة أسابيع فقط. وذكر أن عمليات الإغاثة في اليمن ستتوقف بدون توفير الموارد الكافية، في وقت تشتد فيه الاحتياجات للمساعدات.
وتعتزم الوكالات الإنسانية إلى مساعدة 15 مليون شخص بأنحاء اليمن خلال عام 2019.
وأشار مارك لوكوك إلى فعالية إعلان التعهدات لدعم اليمن، التي ستعقد في جنيف الأسبوع المقبل، ودعا الدول الأعضاء إلى المشاركة في الفعالية بممثلين رفيعي المستوى والتعهد بمبالغ سخية لمساعدة اليمنيين.