رانيا المصرية تحكي عن الحرب اليمنية: انهض أيها اليمني
رانيا لماذا الحرب على اليمن؟
فتذكرتُ قصةَ القرية التي خرج كُلُّ رجالها لملاقاة العدوّ وبَقيت نساؤها، فاستغل العدوّ الأمرَ ودخلوا القرية واغتصبوا كُلّ النساء ما عدا امرأة واحدة قتلت مَن أراد اغتصابها.
فاجتمعت نساء القرية وقالوا إذَا أتى أزواجُنا سيقولون لنا: “لماذا هي فقط قاومت وقتلت من حاول اغتصابها”؛ لذا قرّرن قتلها.
أي قتلوا الشرف حتى يحيا العار.
وهذا ما يحدث الآن.
إن الدولَ التي اجتمعت لقتال اليمن بقيادة بني سعود تعي تماماً أنها حرب باطلة وأنها ليست لأجل الشرعية ولكن لأسباب أُخْــرَى، أولها خوفهم من أفكار المسيرة القُــرْآنية التي تتعارض مع الحكم المستبد الملكي أَو الديكتاتوري الرئاسي.
ولأنها تهزُّ عروشَ الوهّابية وتنسفُ مبادئها التي تخالف الإسْـلَام الحنيف.
والأهم هي حربٌ بالوكالة عن الدول الاستكبارتية الطامعة في السيطرة على طرق التجارة العالمية التي شريانها اليمن.
وفى زمن انتهى فيه الرّقُ، نجد أن بني سعود أعادوا تلك العادة الجاهلية. فنرى الحُكَّامَ يبيعون جنودَهم مقابل الريالات من السودان حتى باكستان.
إن الإعلامَ السعوديَّ والإعلامَ الموالي له يفشلُ دائماً وتُكتشَفُ ألاعيبه فهذه مكة ءامنة لم يمسسها قذيفة وإذ باليمنين ليسوا أبرهة بل هم طيرٌ أبابيل سخرهم الله لإسقاط المستكبرين.
وإذ بورقة توت تسقط تسمى خاشفقي لتظهر للعالم كله مدى قذارة النظام السعوديّ القاتل الَّذِي لم يسلم منه جارٌ ولا حتى أبناء البلد نفسها..
اليمن بعيوني.
هي يوسف الَّذِي اجتمعوا إخوته ورموه بالجُب.
وما أنصارُه إلّا قميصُ يوسف الَّذِي رد البصر ليس فقط لليمن بل للعالم كله.
يعطي اليمن درساً هاماً للبشرية أن الإرَادَة الحرة قادرة على التصدي لأعتى القوى العالمية.
وكما تحدى الكاتب المصري الكبير هيكل بني سعود فليحرقوا كتبي إذَا انتصروا باليمن ولم يغرقوا فيها.
أيها المقاوم اليمني لك مني رسالة، ابتسم أَيُّـهَـا الغريب.. لقد مررت بأسوأ من هذا وعبرت.. وخفت مما هو أكبرُ من هذا ونجوت.. أنت بخير.. أنت بخير.. حزنُك مقاوَمة.. وألمُك مقاومةٌ.. وما دمت تقاومُ فأنت بخير… وما دام القلبُ لم يمت بعدُ، فسيزهر.. أنت بخير.. كما قال الكاتب ديك الجن.
لن تحصل على كُلّ ما تريده.. هذا مؤكّد.. لم يحصلْ هذا لأحد منا.. لكن تذكّرْ أنك لستَ هنا لتجمع الألعاب كطفل.. أنت هنا لتفعلَ شيئاً ما، لتحَـرّكَ شيئاً ما.. لتبنيَ شيئاً ما.. لتحطم شيئاً ما..
سيأتي ذلك اليوم الذي سنجلس فيه جَميعاً حول النار لنشربَ قهوتنا ونغني ونضحك.. لكن ليس الآن.. الآن يجبُ علينا أن نملأَ الحيزَ الذي ينتظرُنا.. أن نقول الكلمات التي تنتظرنا.. أن ننهضَ.. أن نمشيَ.. أن نعرق.. أن نصرُخَ.. أن نتعبَ.. أن نقاتلَ.. أن نكون..
انهض أَيُّـهَـا اليمني.
وقاتل.. لا تزال الكثير من الخطى بانتظارك.. والكثير من الدروب.. والكثير مما لا تعرفُه في داخلك.. من حزن وفرح وماء وورد ونار وأغاني..
انهض.. أنت بخير.. ونحن بخير.
وتذكّروا دائماً أن النجاةَ بصلاة جماعة واحدة الكتف بالكتف بلا مسافات حتى يُطرَدَ سلمان من وسطكم بوحدةِ صَفِّكم واستقلالِ أرضِكم ورفعِ عَلَمِكم لا عَلَم أعدائكم.