الحرب تتسبب في انتشار الفقر وتدفع الاسر لتقليص وجباتهم الغذائية

لم تعد الحرب وحدها هي من تهدد حياة السكان في الحديدة فالجوع  بات أخطر من الحرب نفسها حيث اصبحت الكثير من الاسر تعاني من الجوع بسبب استمرار الحرب العسكرية والاقتصادية  وانعدام فرص العمل  الأمر الذي دفع الكثير من الاسر لتقليص عدد وجبات الأكل اليومية بسبب عدم امتلاكها للمال لشراء ما يحتاجونه من اكل

يقول سالم محمد من محافظة الحديدة وهو رب اسرة ولدية سبعة اطفال ان استمرار الحرب وتوقف صرف الرواتب وانعدام فرص العمل جعلهم يضطرون لتقليص الوجبات اليومية المعروفة الفطور والغداء والعشاء واصبح هو واسرته يتناولون وجبه واحدة باليوم وهي الغداء ويتم الحصول عليها بصعوبة بعد ان يضطر ان يستلف من جيرانه واصدقاءه

ويضيف سالم، انه لم يعش ابدا في حياته مثل هذه الظروف القاسية والتي لم يكن يتوقع في يوم من الايام ان تمر عليه

ويبدي سالم مخاوفه من تداعيات استمرار هذا الوضع، مطالباً القوى السياسية بإيجاد حلّ ووقف الحرب إنقاذاً للفقراء بحسب قوله، “فالمواطن الضعيف والفقير لا يستطيع تحمّل تبعات الحرب كالسياسيين الأغنياء”.

الحاج حيدر علي لايختلف وضعه عن وضع سالم فهو يصف وضعه بالكارثي حيث يقول انه اصبح يعيش اوضاعا صعبة فحالته المادية تدهورت كثيرا واصبح لايمتلك من المال الا ما يجمعه احد ابناءه من عمله على دراجته النارية والذي لايكفي لشراء احتياجاتهم من الاكل الامر الذي جعلهم يقومون بتخفيض .وجبات الاكل لوجبة واحدة في اليوم فقط

ويتابع القول ان غلاء الاسعار وتدهور العملة اليمنية تعد من الأسباب الرئيسية ايضا في انتشار المجاعة وحرمان الاسر من شراء احتياجاتهم من المواد الغذائية

الى ذلك تكتظ شوارع ومساجد مدينة الحديدة هذه الايام بالمتسولين حيث اضطر عدد من المواطنيين للتسول من اجل الحصول على المال لشراء ما يحتاجونه من اكل لهم ولأطفالهم

ويقول الاخ محمد حسن وهو امام مسجد بالحديدة ان الكثير من الناس اصبحوا يقفون امام المصلين وخارج المسجد لطلب المساعدة بعد ان ضاق بهم الحال بسبب الحرب التي حولت حياة اليمنيين الى جحيم وفاقمت من معاناتهم وتسببت في انتشار المجاعة والفقر

منظمات الأمم المتحدة بدورها قد حذرت في العديد من التقارير من حدوث مجاعة كبيرة في اليمن خصوصا في حال تعرض ميناء ومدينة الحديدة لاي عملية عسكرية

واشارت في تقاريرها ان اكثر من 14 مليون يمني اصبحوا يعتمدون على المساعدات الغذائية التي تقوم بتوزيعها منظمات دولية

كما حذرت من انتشار امراض سوء التغذية في اطفال الحديدة حيث سجلت اصابة اكثر من 400 الف طفل بسوء التغذية توفي منهم المئات بسبب اصابتهم بالمرض وعدم حصولهم على الرعاية الصحية الكاملة

الحديدة

قد يعجبك ايضا