منظمات إغاثة: أوضاع المتضورين جوعاً في اليمن تتدهور سريعاً
قالت منظمات إغاثة دولية إن أوضاع آلاف المتضورين جوعاً في اليمن تتدهور سريعاً.
وأكدت منظمات الإغاثة التي اجتمعت في لندن أن الناس يواجهون صعوبة في إطعام أطفالهم في أجواء باتت تمثل أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
في الوقت نفسه أكد تقرير مشترك، صدر الإثنين، عن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) أن اليمن يشهد أكبر أزمة إنسانية في العالم وأن الحالة تفاقمت خلال الجزء الأخير من 2018؛ بسبب الصراع الدائر في البلاد منذ قرابة الأربع سنوات.
ودعت 14 منظمة خيرية في اجتماع لندن إلى تحرك لتخفيف الأزمة الإنسانية.
وقالت المسؤولة بالصليب الأحمر البريطاني كيمبرلي براون إن ” 85 ألف طفل هلكوا وإن سوء التغذية يترك أثراً بالغاً”.
وأضافت “أعلم من زملائي أن الوضع يتدهور بشدة في الوقت الحالي”.
ويوم الجمعة الفائتة تضرّرت اثنتان من صوامع الغلال في مطاحن البحر الأحمر غربي اليمن والتي تحتوي على مخزون كبير من القمح نتيجة حريق نشب فيهما، ورجحت الأمم المتحدة أن يكون الحريق ناتجاً عن قصف بقذائف الهاون.
وأكد برنامج الأغذية العالمي أنه لم يتمكن من الوصول إلى مطاحن البحر الأحمر الواقعة في الأطراف الشرقية لمدينة الحديدة منذ سبتمبر 2018 بسبب القتال بين قوات هادي والحوثيين.
وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانیة في الیمن لیز غراندي في بيان “نفقد هذا القمح في وقت صعب للغایة، حیث یعاني أكثر من 20 ملیون شخص یمني، أي ما یقرب من 70 بالمئة من إجمالي عدد السكان، من الجوع”.
وأضاف “تتقدم أربع خطوات ثم ترجع خطوتين إلى الوراء. ولكن ما زلت متفائلا بشكل حذر”.
ويعد فرض حصار على المطاحن بمثابة عقاب جماعي لليمنيين الجياع على طرفي النزاع.
ورداً على سؤال حول عدم تمكن وكالات الإغاثة من الوصول إلى مخازن المساعدات الغذائية في الحديدة، أكد ستيفان دوغاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أمس الإثنين للصحفيين في نيويورك أن المبعوث الأممي مارتن غريفيث ورئيس لجنة تنسيق إعادة انتشار القوات باتريك كاميرت يعملان مع الأطراف من أجل تفعيل ما تم الاتفاق عليه في ستوكهولم.
وأردف “ما هو واضح أن استمرار الصراع وحقيقة عدم تفعيل كل ما تم الاتفاق عليه، له تأثير مباشر على الوضع الإنساني للشعب اليمني”.
وأضاف “أحد أسباب تركيز الأمم المتحدة على الحديدة هو أهميتها من حيث توزيع المساعدات الإنسانية، ونحن بحاجة للوصول إلى المساعدات الموجودة بالفعل هناك وتوزيعها دون أي عوائق.”
واعتبر المدير التنفيذي لوكالة تنمية المنشآت الصغيرة والأصغر، التابعة للصندوق الاجتماعي اليمني (منظمة غير حكومية) وسام قائد، أن “مطاحن البحر الأحمر نقطة قوة تستغلها الأطراف المتنازعة لتحقيق أهداف سياسية”.
وقال إن “من يسيطر على هذه المنشآت سيكون له القرار الأكبر حول من يحصل على الطعام. الغذاء هو سلاح”.
وتطل مدينة الحديدة على البحر الأحمر ويمر عبر مينائها نحو 70 بالمئة من الواردات اليمنية والمساعدات الإنسانية، مما يوفر شريان حياة لملايين من السكان الذين باتوا على حافة المجاعة.