الاردن.. ومحاولات انقاذ اتفاق السويد “الهش”
رغم مرور نحو شهر على اتفاقات المشاورات اليمنية في العاصمة السويدية ستوكهولم، والتي رعتها الأمم المتحدة، إلا أن الوضع على الأرض لم يشهد تغيرا ملموسا في هذا النزاع المعقد. فما تزال هناك تعقيدات أمام تنفيذ بنود الاتفاق، لا سيما ما يتعلق بتبادل الأسرى، علاوة على أن اتفاق الحديدة يتضمن بنودا “مطاطة”، تجعله “هشا” وتعطل تنفيذه بشكل كامل.
كان من المفترض أن تكون أولى خطوات تنفيذ الاتفاق هي وقف إطلاق النار، مع انسحاب الجيش واللجان الشعبية من موانئ «الحديدة» و«الصليف» و«رأس عيسى»، وتسليمها إلى قوات خفر السواحل، ثم انسحاب قوات عبد ربه منصور هادي إلى من مناطق سيطرتها الى خارج المدينة، وإعادة فتح الطرقات والمعابر ونزع الألغام، في موعد أقصاه 4 يناير الحالي، لكن بعد انسحاب الجيش واللجان الشعبية وتسليم الميناء الى خفر السواحل لم يتم حتى اليوم تسجيل أي انسحاب لقوات هادي المدعومة من قبل تحالف العدوان السعودي من موانئ ومدينة الحديدة في ظل استمرار العدوان ومرتزقته في الخروقات وعرقلة عملية السلام.
وفي إحاطته لمجلس الأمن الدولي في التاسع من الشهر الحالي، اشار المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث الى التزام أنصار الله، إلى وقف إطلاق النار في محافظة الحديدة، وكان هناك انخفاض ذو مغزى في الأعمال العدائية منذ ذلك الحين.
وأضاف: إن تفعيل لجنة تنسيق إعادة الانتشار خطوة مهمة، مشددًا على الطرفين بمواصلة الانخراط بشكل منتظم وبحسن نية مع الجنرال كاميرت وفريقه، حتى يتم التنفيذ السريع للترتيبات الأمنية ولتحسين مرور المساعدات الإنسانية.
وبالنسبة لاتفاق تبادل الأسرى، أشار غريفيث إلى أن مكتبه واللجنة الدولية للصليب الأحمر، يقومان بمواصلة العمل مع الطرفين لتنفيذ الاتفاق، وأنه سيتم عقد اجتماع للجنة الإشرافية لمتابعة عمليات تبادل الأسرى في العاصمة الأردنية عمان الأسبوع المقبل.
وللتباحث والنقاش حول المشكلات التي أعاقت تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى خلال الأسابيع الماضية وبعد ما أعلنت عمان موافقتها على طلب الأمم المتحدة استضافة الاجتماع المقبل بين الأطراف اليمنية وصل الاثنين مندوبون عن حكومة صنعاء وحكومة هادي المدعومة من السعودية إلى عمان.
وانتهى اليوم الأول من جدول أعمال اجتماع لجنة الأسرى المنعقد في العاصمة الأردنية عمان الأربعاء الماضي، دون إحراز أي تقدم، في الوقت الذي كان من المقرر أن يجتمع طرفا النزاع في اليمن للبدء في إجراءات الإفراج عن الأسرى. کما تبين للجميع مرة اخری أنّ قوى العدوان لا تلتزم بالهدنة وذلك عندما أطلقتْ الأعيرةَ الناريةَ خلال مرورِ موكبِ رئيسِ اللجنة الأممية لمراقبةِ وقفِ إطلاقِ النار في مدينةِ الحديدة باتريك كاميرت وفريقِه وفق ما افاده الجيشُ اليمني.
وردا علی قيام قوی العدوان باطلاق النار قال وزير الإعلام اليمني “ضيف الله الشامي” امس الخميس ان استهداف قوى العدوان للفريق الأممي بقيادة باتريك مثل فضيحة للعدوان وفضيحة لباتريك.
رغم هذا فقد اختتم مساء الخميس الاجتماع الفني المشترك بين الامم المتحدة والصليب الأحمر، وممثلي حکومة هادي وحركة أنصار الله، بعد يومين من الاجتماعات الفنية المستمرة، بشأن الأمور العالقة بخصوص قوائم الأسرى وتبادل المعتقلين بين الطرفين.
وقالت مسؤولة الإعلام والاتصال في مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن، حنان البدوي إن اجتماع لجنتي الأسرى والمعتقلين انتهى في وقت متأخر من مساء الخميس، وأضافت أن هناك ملاحظات من الطرفين على القوائم التي تم تبادلها أثناء المشاورات في السويد، واصفة أجواء الاجتماع بـ”الإيجابية”.
ووفق الانباء الواردة فقد اتفق الوفد الوطني (انصار الله) مع وفد الحكومة المستقيلة على تشكيل لجنة مشتركة باسم “لجنة المفقودين” لتحديد أعداد الأسرى والمفقودين، وطرح معلومات محددة تتضمن أسماءهم، خاصة أن هناك ملاحظات من الطرفين على القوائم التي تم تبادلها أثناء المشاورات في السويد، ومنها تكرار الأسماء وعدم وضوح ودقة أسماء أخرى.
وقدّم الوفد الوطني أسماء 7500 من الأسرى والمفقودين، فيما قدمت حكومة هادي أسماء 9000 أسير ولكن يبقى الخلاف بين الطرفين حول دقة الكشوفات المقدمة.
ووصف الوفدان المشاركان الاجتماعات الفنية في عمان بالإيجابية، مؤكدين أن الحكم الدقيق والحقيقي على هذه الاجتماعات سيكون مع الخطوات العملية التي ستنفذ خلال الفترة المقبلة، وهو المقياس الحقيقي لنجاحه .
وتتعثر عملية تبادل الأسرى بسبب عرقلة حكومة هادي بالتخلي عن مسؤولياتها وإنكارها وجود العديد من الأسرى والمعتقلين ممن تم تسليم أسمائهم في إطار العملية الجارية برعاية أممية.
هل بإمکان اجتماع الاردن أن ينقذ اتفاق السويد؟ ان المتابع لما يجري في الساحة اليمنية من خروقات وانتهاکات مستمرة من قبل تحالف العدوان ومرتزقته ليس بامکانه ان يکون متفائلا کل التفاؤل