كشف حقيقة حريق مصفاة عدن
أصيب ستة عمال في مصفاة عدن جنوبي اليمن، جراء حريق مستمر بالمصفاة منذ مساء الجمعة امتد إلى صهريج آخر بعد انحساره، مسببا انفجارَهُ وتصاعد ألسنه اللهب. ویاتي ذلك بعد العملية النوعية التي نفذها سلاح الجو المسير اليمني والتي استهدفت قيادات عسكرية تابعة لمرتزقة العدوان في قاعدة العند الجوية بمحافظة لحج.
أفاد مصدر في السلطة المحلية بمحافظة عدن لوكالة “سبوتنيك”، أنه على الرغم من استمرار جهود فرق الإطفاء في إخماد الحريق، تسود مخاوف من اتساع رقعته إلى خزانات أخرى في أكبر مصافي تكرير النفط في اليمن.
وبينما لم يتضح حتى الآن الجهة المسؤولة عن التفجير اتهمت القنوات الممولة سعوديا مثل العربية والحدث فور الحادث حركة انصار الله باستهداف المصفاة بطائرة مسيرة، لكن سرعان ما نفت وزارة داخلية حكومة هادي في بيان تعرض مصافي عدن لأية عملية قصف. في المقابل حمّل رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي، تحالف العدوان بقيادة السعودية الداعم لحكومة هادي بالوقوف وراء الحريق.
وفي رده على خبر استهدف الطيران المسير للمصافي، قال الحوثي إن القوات المسلحة والأمن ليس بقوائم أهدافها استهداف المنشآت اليمنية الحيوية مؤكدا ان القوات المسلحة والأمن واللجان تعمل على دحر الغزو والاحتلال وحفظ الأمن والاستقرار، وليس بقوائم أهدافها استهداف المنشئات اليمنية الحيوية، وهذا ما عهده لشعب منهم خلال العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي وحلفائه.
وكان المتحدث الرسمي للقوات المسلحة العميد يحيى سريع قال في وقت سابق أن سلاح الجو المسير لم ينفذ أي عملية، في إشارة إلى نفي خبر قنوات العدوان التي قالت إن الحريق في مصافي عدن ناتج عن استهداف سلاح الجو المسير.
وفي وقت سابق الجمعة، نفت وزارة داخلية حكومة هادي في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني تعرض مصافي عدن لأية عملية قصف وقالت أن سبب اشتعال النيران في أحد خزانات الشركة يعود إلى بقايا مشتقات بترولية بالقرب منه، من دون إعطاء مزيد من التوضيحات.
وكانت شركة مصافي عدن قالت في بيان إن الحريق في أحد الخزانات الصغيرة كان يحتوي على بقايا مشتقات بترولية عقب صوت انفجار لم يعرف مصدره حتى الآن وتمكنت فرق الإطفاء اليمنية من السيطرة على حرائق خزانات مصافي عدن، بعد مرور أكثر من 24 ساعة على اندلاعها، مؤدية إلى إصابات وخسائر مادية.
وبينما دعت الإمارات الشريك الرئيسي في التحالف العسكري الداعم للقوات هادي، المجتمع الدولي للضغط على حكومة صنعاء محمّلة إياهم مسؤولية بطء العملية السلمية، انتقد صحفي يمني تقاعس التحالف السعودي من اندلاع حريق مصافي عدن وامتداده والتهام النيران خزانا آخر.
وقال الكاتب الصحفي على الفقيه في منشور بصفحته على فيسبوك: مقابل عجز سلطاتنا الحكومية تتوارى قدرات “إسبرطة” التي تسيطر على المدينة وتختفي طائراتها المختصة بإطفاء الحرائق، في إشارة منه إلى الامارات التي تسيطر على عدن وتشرف عسكريا وأمنيا على تلك المحافظة ومحافظات جنوبية أخرى.
وخاطب دول التحالف قائلا: “يا أطفال الطفرة النفطية وتوازياً مع رغبتكم في أن تقدموا أنفسكم كقوة احتلال أن ترسلوا طائرة تطفئ الحريق وأخرى تصور لتستعرضوا وتقولوا للناس كم أنكم حريصون على اليمن“.
وتردد عن الحريق ان جهات نافذة تقف خلف حريق انفجار واحراق أحد خزانات الوقود والذي تستخدمه لجنة المشتقات السعودية لتزويد محطات كهرباء عدن بالوقود وان ما جرى في مصافي عدن عمل تخريبي تم عبر ادوات لنافذين داخل المصافي بعد ان بات الخزان المستهدف خارج سيطرة النافذين المرتبطين بالحكومة اليمنية وجهات نافذة.
وتفيد معلومات ان المصافي تشهد منذ فترة صراعا خفيا نتيجة سحب عدد من الخزانات من ايدي احمد العيسي لتخزين فيها المشتقات النفطية السعودية المخصصة للكهرباء.
وفي السياق قال الشيخ جمال بن عطاف وهو عضو في الجمعية الوطنية للمجلس الإنتقالي الجنوبي أن حريق مصافي عدن بفعل فاعل، ويأتي بسبب المنحة السعودية المقدمة من المشتقات النفطية.
وأضاف في تغريدات على موقعه بتويتر: “تم السيطرة على الحريق في خزان مصفاة عدن واتوقع انه بفعل فاعل بعدما فضحتهم رقابة المنحة السعودية ويريدون التستر على جريمة الاختلاس“.
وأوضح بن عطاف في أخرى: “الأنباء الأولية تشير إلى أن الحريق في خزان مصفاة عدن بفعل فاعل من داخل المصفاة وتم تشكيل لجنة للتحقيق برئاسة مدير شرطة البريقا وسبعة آخرين وتم منع جميع موظفي المصافي من المغادرة“.
وفي اول تعليق من خبير نفطي على الحريق قال في حديث هاتفي خاص مع “عدن تايم” وفضل عدم ذكر اسمه ان كل ما صدر عن الشركة وبقية الاجهزة ذات العلاقة مجرد استعراض للواقعة وتطمين فقط وليس من المعقول ان لا يتوفر في الشركة العتيقة من الفنيين والمهندسين والكادرات الرفيعة التي يمكن ان تحدد من الوهلة الاولى طبيعة الحريق وتركت الحديث من خارجها لاجتهادات العامة “طائرة مسيرة .. رصاص راجع” وأول من روج للطائرة المسيرة قناة عربية كبرى محسوبة على التحالف العربي بحجم قناة الحدث وعاجلاتها.
واستغرب الخبير النفطي ان تكون منشأة تكرير كبرى كمصافي عدن لا تحاط بسياج أمني رفيع مجهز بكل تقنيات الحماية وافراد أمن على مستوى عال من التدريب والتأهيل الذين يكونون على يقظة عالية وحس ووعي امني عال قادر على التعامل مع أي حدث طارئ في المنشأة كما هو متعارف عليه في المنشئات النفطية في البلدان المجاورة ولو بأدنى حد من المسؤولية الامنية.
وتأتي التطورات الأخيرة في عدن بعد ساعات على عملية سلاح الجو المسير التي استهدفت قيادات عسكرية تابعة لمرتزقة العدوان بقاعدة العند الجوية بمحافظة لحج والتي شكلت ضربة معلم موجعة ومؤلمة لقوى العدوان ومرتزقتهم فذهبوا للبحث عن ذريعة تدين الجيش واللجان الشعبية بعد أن فشلوا في استغلال عملية قاعدة العند لتأليب المجتمع الدولي على القوى الوطنية تحت شماعة تقويض اتفاق السويد.
وعلى الفور سارعت قنوات العربية والحدث والفضائيات السعودية والإماراتية وتلك التابعة لمرتزقة العدوان وفضائيات دولية ممولة من المال والنفط السعودي والإماراتي إلى الإعلان عن استهداف طائرة مسيرة لمصفاة عدن وماهي إلا ساعات وتراجعت هذه الأبواق عن اتهاماتها بعد إعلان المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة والأمن العميد يحيى سريع وتأكيدات محمد علي الحوثي رئيس اللجنة الثورية العليا بأن سلاح الجو المسير لم ينفذ أي عمليات في عدن ولا في غيرها يوم أمس الأول ، وأنه لا يمكن أن يستهدف الطيران المسير المنشآت الحيوية للجمهورية اليمنية كونها تعد ملكا للشعب اليمني وللأجيال المتعاقبة ، لتأتي الأخبار حاملة معها الحقيقة والتي تشير إلى أن الحريق الذي اندلع في مصفاة عدن ناجم عن عمل مدبر استهدف أحد خزانات الوقود التابعة للمصفاة والذي ارجعته مصادر محلية في عدن إلى قيام مجهولين بافتعال الحريق للتغطية على عملية فساد خاصة بالوقود الذي يحويه الخزان الذي طاله الحريق .
والملاحظ هنا تماهي مرتزقة العدوان مع كل ما تنشره وتعرضه العربية والحدث، وهم يعلمون علم اليقين كذبها ودجلها وتضليلها وتلبيسها وتدليسها على المشاهدين والمتابعين، فلو كان أبطال الجيش واللجان الشعبية يريدون تدمير البنية التحتية والمنشآت الحيوية والاقتصادية اليمنية لكانوا قد دمروا منشآت مارب النفطية التي تخضع لسلطة قوى العدوان ومرتزقتهم، ولكنهم يدركون جيدا بأن كل هذه المنشآت هي ملكية عامة للشعب اليمني ولا يمكنهم المساس أو التفريط بها على الإطلاق .
وتكشف تخرصات قوى العدوان ومرتزقتهم بشأن الحريق الذي شب في مصفاة عدن مردودة عليهم ، وتكشف عن حجم الصدمة والرعب الذي خلفته عملية قاصف 2k بقاعدة العند الجوية ، فذهبوا إلى افتعال حريق المصفاة على أمل أن تسلط عليها الأضواء على حساب عملية قاعدة العند، ولكن الفشل والإخفاق كان حليفهم وسرعان ما انكشف كذبهم ودجلهم لتظل عملية العند محط اهتمام وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية ، وتبقى شاهد الحال على إنجاز يمني فريد من نوعه استهل به أبطالنا العام الميلادي الجديد 2019م.
يشار إلى أن مصفاة عدن للنفط، التي تعرّضت لانفجار نتج عنه حريق كبير، اليوم الجمعة، شُيّدت في العام 1954 من قِبل شركة البترول البريطانية المعروفة بـ “BP” في عهد الاستعمار الإنجليزي لمدينة عدن وبدأت بتشغيلها في تموز/يوليو 1954، بطاقة انتاجية 150 ألف برميل يوميا، وآلت ملكيتها إلى الدولة في العام 1977، أي بعد نحو 10 سنوات من الاستقلال.
وتقوم المصافي بتكرير النفط الخام، حيث بلغت أقصى طاقة تكرير لها نحو 150 ألف برميل نفط في اليوم.
وتعرَّضت مصافي عدن في العام 1994 أثناء العدوان السعودي واشتعلت النيران في بعض خزاناتها، حيث تسبب ذلك في إخراجها عن الخدمة، فضلًا عن خلق أزمة حادة في الوقود.
ومنذ ذلك الحين، وحتى العام 2014 تأرجحت مصافي عدن في عملها بين الارتفاع والانخفاض، حتى توقفت عمليات التكرير فيها بشكل كامل في يونيو من العام 2014 عقب خروج محطة الكهرباء التابعة للمصفاة عن الخدمة، وهو ما أدى إلى توقف تام للمرافق الإنتاجية في المصافي.
وفي يونيو من العام 2015 تعرَّضت خزانات مصافي عدن لقصف القوات اليمنية ادى إلى اشتعال النيران في بعض خزاناتها وفي أنبوب رئيس لضخ النفط .
وحاولت شركة المصافي أن تُعيد نشاطها في أكتوبر/تشرين الأول من العام ذاته، إذ بدأ ميناء الزيت التابع لشركة المصافي باستقبال أولى السفن المحملة بالمشتقات النفطية. وفي مطلع العام 2016 تعرَّض أحد الأنابيب الرئيسة في شركة مصافي عدن إلى عمل تخريبي أدى إلى اشتعال النيران فيه من خلال زرع عبوة ناسفة بجانبه.
وفي سبتمبر /أيلول من العام 2016، أعلنت شركة المصافي استئناف بدء التشغيل في وحدة الإنتاج والتكرير بالمصفاة التي توقفت عن العمل منذ قرابة عام ونصف عام لنفاد مخزون الشركة من النفط الخام.
لكن سرعان ما توقف العمل داخل شركة مصافي عدن بسبب نفاذ المخزون، وتوقف توريد النفط الخام إليها، فضلًا عن خروج محطة الكهرباء الخاصة بالشركة عن العمل، والتي ما زال العمل جاريًا فيها حتى اليوم الذي تعرَّض أحد خزانات شركة مصافي عدن للتفجير واشتعلت النيران فيه، ولم يُعرف حتى اللحظة حجم الخسائر التي لحقت بالشركة