التحالف يواصل الخروقات وتركيا تتهم دولاً خليجية بمضاعفة معاناة اليمنيين
قرار جديد لمجلس الأمن الدولي بشأن اليمن، ينص على نشر مراقبين للهدنة في محافظة الحديدة غربي البلاد، وتنفيذ نتائج تفاهمات طرفي الأزمة التي تم التوصل إليها خلال مشاورات السويد مطلع الشهر الجاري، وحظي القرار، الذي تبنته بريطانيا، بالإجماع في التصويت عليه يوم الجمعة الماضي، بعد جدل ومداولات انتهت إلى تعديل صيغته الأولى بضغوط أمريكية وروسية، من خلال حذف ما يرتبط بانتهاكات حقوق الإنسان، وخصوصاً التحالف الذي تقوده السعودية.
ورحّب طرفا الأزمة، المتمثلان بالحكومة المستقيلة وحكومة صنعاء بالقرار رغم التحفظات الضمنية على بعض المصطلحات من قِبل أنصار الله، وفقاً للمتحدث باسم الجماعة محمد عبد السلام، في حين اعتبرته السعودية نجاحاً للضغط العسكري.
وتواصل قوى العدوان منذ اللحظة الأولى لإعلان وقف إطلاق النار في الحديدة خروقها بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة والتحليق المكثف للطيران الحربي والتجسسي، حيث نتج عن هذه الخروق سقوط شهيدين وجرحى من المدنيين.
واعلنت أنصار الله عن رصد 31 خرقا للمرتزقة في الحديدة، خلال 24 الماضية.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع أن قوى التحالف واصلوا خروقاتهم لوقف إطلاق النار في الحديدة وتركزت الخروقات في اتجاه المديريات البعيدة عن تواجد فريق ولجان المراقبة كحيس والدريهمي ومنطقة كيلو 16.
وقال العميد سريع في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية “سبأ”، إن مدفعية التحالف أطلقت 9 قذائف منها قذيفتين مدفعية أطلقت من غرب هناجر الحاشدي إلى شرق الهناجر وقذيفة هاون باتجاه شارع صنعاء و4 قذائف هاون على وسط وشمال الجاح الأعلى وقذيفتين هاون من الكوعي بالدريهمي فيما واصل طيران التحالف الاستطلاعي تحليقه بشكل متقطع فوق المدينة والصليف وجزيرة كمران واللحية.
وأشار المتحدث الرسمي إلى أنه تم رصد إطلاق 5 طلقات من معدل 12.7من محيط 22مايو باتجاه شارع الخمسين وإطلاق نار باتجاه العقد ومن الكوعي باتجاه الدريهمي كما تم رصد إطلاق نار من مختلف المعدلات الخفيفة والمتوسطة من سطح مدرسة الجريبة باتجاه غرب الزعفران ومن كمران إلى قرية الشرف ومن أطراف شارع صنعاء والشرف إلى قرية محل الشيخ ومن شمال وجنوب وغرب هناجر الحاشدي إلى شرق الهناجر وإلى غرب معسكر كيلو 16 ومن جنوب غرب جامع الفاضلي إلى شرقه.
كما استشهد مواطن وإصيب 3 بينهم امرأتان اليوم الثلاثاء إثر قصف لقوى التحالف لمنزلهم بقذيفة هاون في قرية الطفسة بمديرية الجراحي بمحافظة الحديدة.
وكان ثلاثة مواطنين قد أصيبوا بجروح يوم أمس إثر قصف قوى العدوان لهم بالأسلحة الرشاشة في منطقة الجبلية بمديرية التحيتا.
ودعا رئيس فريق المراقبين الدوليين في اليمن باتريك كاميرت، في اول تصريحات له عقب زيارته ميناء الحديدة الاستراتيجي على البحر الاحمر الى انتهاز فرصة السلام المتاحة في محافظة الحديدة، التي قال انها قد تكون الاخيرة.
وحث كاميرت الاطراف اليمنية على “ترك اللوم فيما بينهم، بحيث يكون خرق إطلاق النار من الماضي وليس من المستقبل” محذرا من عدم الحصول على فرصة اخرى في حال فشل تحقيق هذا الاتفاق.
ومن المقرر، ان يعقد فريق المراقبين الدوليين اول اجتماعاته المشتركة غدا الاربعاء في مدينة الحديدة، في مسعى لا نفاذ خطة رعتها الامم المتحدة تضمن الإبقاء على الموانئ الحيوية للمساعدات الانسانية مفتوحة تحت إشراف اممي.
وهذه هي الدفعة الاولى من فريق مراقبي وقف إطلاق النار في محافظة الحديدة اليمنية الذين عينهم الامين العام للأمم المتحدة للرقابة على تنفيذ خطة متوافق عليها لوقف إطلاق النار، وسحب القوات من مدينة وميناء الحديدة، ومرفأي الصليف ورأس عيسى المجاورين.
وحسب الأمم المتحدة من المفترض انتهاء عملية إعادة انتشار القوات من مدينة الحديدة والموانئ الثلاثة في غضون 21 يوما بعد سريان وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ الثلاثاء الماضي.
وينص الاتفاق الذي حظي بدعم قوي من مجلس الامن الدولي، على انسحاب مشترك للقوات من موانئ الحديدة، والصليف ورأس عيسى، ومدينة الحديدة إلى مواقع متفق عليها.
وتضمن الاتفاق الالتزام بعدم استقدام أي تعزيزات عسكرية، وإزالة جميع المظاهر المسلحة في المدينة، ومنح الامم المتحدة دورا قياديا في إدارة وتفتيش الموانئ الثلاثة، وايداع ايراداتها في فرع البنك المركزي اليمني بمدينة الحديدة لصالح دفع فاتورة الاجور والمرتبات في محافظة الحديدة كمرحلة اولى.
ويخول الاتفاق، مسؤولية تامين مدينة الحديدة وموانئها لقوات محلية “وفقاً للقانون اليمني”.
وقد اتهمت تركيا دولاً خليجية بمضاعفة معاناة اليمنيين ودعت لقمة إسلامية بشأن اليمن الشهر المقبل.
وقال وزير الخارجية التركية مولود جالويش أوغلو خلال اجتماع لتقييم السياسات الخارجية التركية، اليوم الثلاثاء، أن أنقرة دعت منظمة التعاون الإسلامي، لعقد اجتماع في العاشر من يناير/كانون الثاني المقبل، لبحث الأزمة اليمنية.
وأضاف جاويش أوغلو: “أقولها بكل وضوح، إن السياسات الخاطئة للدول الخليجية والخطوات الخاطئة منذ البداية وجر تلك الخطوات الخاطئة إلى أبعاد مختلفة، أدّت مع الأسف إلى وفاة عدد كبير من الأطفال والنساء جراء الجوع والأمراض”.
وتابع: “مثلما دعمنا جهود المجتمع الدولي والآخرين، الآن وجهنا دعوة إلى منظمة التعاون الإسلامي لعقد اجتماع مجموعة الاتصال من أجل اليمن”.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد دعا المجتمع الدولي في وقت سابق من هذا الشهر إلى الإسراع في “تخفيف آلام الشعب اليمني المظلوم”، محذرًا من أن “الأوضاع في اليمن تدهورت حتى مرحلة لا تدمي قلوب المسلمين فقط بل أفئدة الإنسانية جمعاء”.
وخلفت الحرب أوضاعًا إنسانية وصحية صعبة، أدّت إلى تفشي الأوبئة وإغلاق عدد كبير من المرافق الصحية في البلاد التي تعد من أفقر دول العالم.
وتصف الأمم المتحدة الأزمة الإنسانية في اليمن بـ”الأسوأ في العالم”، وتؤكد أن أكثر من 22 مليون يمني، أي أكثر من ثلثي السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمن فيهم 8.4 مليون شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، ويعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.
المجتمع الدولي بات يتعاطى بشكل مختلف كليا مع الوضع في اليمن عما كان الحال عليه خلال السنوات الأربع الماضية من العدوان، ويتطلب ذلك بلورة رؤية سياسية موحدة من كافة القوى الساسية في الداخل للإسهام في الوصول إلى وقف شامل لاطلاق النار ورفع الحصار عن الشعب اليمني.