موقع“بوليتيكو” : تضاؤل النفوذ السعودي في نقاش مجلس الشيوخ حول اليمن
كشف موقع “بوليتيكو” الأمريكي عن تضاؤل النفوذ السعودي في واشنطن فيما يخص التصويت على قرا ر بسحب الدعم الأمريكي للحرب السعودية على اليمن.
وقال التقرير، أن خمس من شركات للضغط والعلاقات العامة التي كانت تحت تصرف المملكة استقالت في أعقاب وفاه خاشقجي.
ولفت تقرير الموقع الأمريكي الى انه عندما صوت مجلس الشيوخ في آذار/مارس علي قرار بسحب الدعم العسكري الأمريكي للحرب السعودية في اليمن، قام ولي عهد محمد بن سلمان شخصيا بزيارة الكابيتول هيل” مقر المجلس التشريعي لحكومة الولايات المتحدة ” لحث أعضاء الكونجرس علي معارضته.
وذكر الموقع ان القرار عاد، الا ان ولي العهد لم يعد، مشيرا الى ان عمليه الضغط الهائلة والمعهودة التي تقوم بها المملكة العربية السعودية ظلت هادئة في الوقت الذي يستعد فيه مجلس الشيوخ للتصويت علي القرار مره أخرى، وهو ما يدل علي تضاؤل نفوذ المملكة في واشنطن بعد مقتل الصحفي والمنشق السعودي جمال خاشقجي منذ شهرين.
ويفيد الموقع ان السفارة السعودية بذلت جهود محدودة لتحسين صورة المملكة حيث اكتفت بارسال رسائل عبر البريد الإلكتروني لمكاتب مجلس الشيوخ لترويج لما تقول إنها جهود إنسانية في اليمن، لكن جماعات الضغط في المملكة انسحبت إلى حد كبير منذ مقتل خاشقجي في أكتوبر / تشرين الأول في القنصلية السعودية في إسطنبول، وعاد السفير السعودي لدي الولايات الأمريكية، الأمير خالد بن سلمان، إلى واشنطن الأسبوع الماضي بعد ما يقرب من شهرين.
وقال الموقع انه حصل على رسالة الكترونيه أرسلت الأسبوع الماضي توصف بان “مركز الملك سلمان للمساعدات الإنسانية والإغاثة سيبذل جهودا للحد من المخاطر المرتبطة بالألغام الأرضية التي زرعها الحوثيون المدعومون من إيران بشكل عشوائي في اليمن، وأضاف ان مكاتب ثلاثة من أعضاء الكونجرس الجمهوري وهم ” لأمار الكسندر ، وجيف فليك من اريزونا وروب بورتمان من ولاية أوهايو” الذين انضموا إلى الديمقراطيين في أواخر الشهر الماضي للدفع قدما بالقرار الذي يدعو إلى سحب دعم الولايات الأمريكية للجهود السعودية في اليمن، قالوا انهم لم يسمعوا أي من جماعات الضغط للسعوديين التي تمثل السعوديين قبل التصويت النهائي علي مشروع القانون.
ونقلا عن كيت غولد، وهي أحد أعضاء جماعة الضغط بلجنة الأصدقاء المعنية بالتشريعات الوطنية هي شركه غير ربحيه من كويكر والتي كانت تدافع عن القرار ” ليست هناك نفس البيئة التي تجعل من الحكومة السعودية مرحبا بها في مبنى الكونغرس.
ووجد الموقع ان الاستنتاج الذي توصلت اليه وكاله الاستخبارات المركزية بان محمد بن سلمان قد أمر علي الأرجح بوفاة خاشقجي، إلى جانب السخط الدولي المتزايد علي الازمه الإنسانية في اليمن، أدى إلى تقليص نفوذ المملكة العربية السعودية في واشنطن، حيث استقال خمسه من الجيش الصغير من شركات الضغط التي عملت للمملكة بعد وفاه خاشقجي، الذي عاش في ولاية فرجينيا وكتب لصحيفة واشنطن بوست.
وفي تصريح لأحد المسؤولين الإداريين في إدارة ترامب، الذي اشترط عدم الكشف عن اسمه قال فيه ان السعوديين كانوا بطيئين في تقدير مدي تآكل موقفهم في واشنطن، مضيفا “لا اعتقد انهم يفهمون تماما مدي قوه المشاعر هنا في هذه البلدة، ومدى أهمية مقتل خاشقجي لسمعة ومصداقية المملكة العربية السعودية.
وينقل الموقع إفادة أحد الأشخاص المطلعين علي جهود الضغط السعودية، الذي طلب عدم الكشف عن هويته لأنه لم يؤذن له بالتحدث إلى الصحفيين، بأن السعوديين “مدركون لذلك” ويدركون ان “الدعوة المباشرة بشأن اليمن تزداد صعوبة” بسبب الغضب من مقتل خاشقجي.
وينوه الموقع إلى أن أداره ترامب تعمل علي هزيمة قرار اليمن، الذي أعتبر علي نطاق واسع وسيله لتوبيخ المملكة العربية السعودية، حيث اجتمع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ووزير الدفاع جيم ماتيتس مع أعضاء الكونجرس يوم التصويت علي القرار الشهر الماضي للحديث عن اهميه التحالف الأمريكي مع المملكة العربية السعودية، وحذر بومبيو من ان الانسحاب في المنطقة من شانه ان يقوي إيران-التي تدعم الحوثيين الذين يقاتلهم السعوديون بالإضافة الى تنظيم الدولة الإسلامية وتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.
كما قال الشخص المطلع علي جهود الضغط السعودية أنه وفي حين صوت أعضاء الكونجرس للمضي قدما في القرار علي اي حال، فان ذلك “لا يزال فعال بالنسبة لوزير الخارجية ماتيتس ومايك بوميبو لممارسة الضغط عليه أكثر من اي شيء يمكن ان تفعله الحكومة السعودية. واعتبر التقرير ان جماعات الضغط الخاصة بالسعوديين لا يبدو انها تبذل المزيد من الجهود الكبيرة للمساعدة في عرقله القرار.
وأفاد أحد الموظفين لدى عضو في مجلس الشيوخ أن الديمقراطيين صوتوا للمضي في القرار في الشهر الماضي إلى جانب 14 عضوا جمهوريا، الا ان الصوت الوحيد الذي كان يدعم السعوديين في هذه المرحلة هو الإدارة.
ويضيف التقرير ان عدم وجود دفعه كبيره لقتل القرار يتناقض تناقضا صارخا مع جهود جماعات الضغط السعودية السابقة، والتي قفزت للرد عندما قدم نفس القرار في فبراير، حيث قام أعضاء في جماعات الضغط في “براونشتاين حياة فاريز شرياك”، التي تمثل الحكومة السعودية، بالاتصال عبر البريد الإلكتروني والالتقاء مع اكثر من 12 عضوًا لمناقشة القرار.
وبحسب التقرير فانه وفقا لملف الكشف عن البيانات، فقد وصلوا إلى مساعدين للنائب إد رويس عن ولاية كاليفورنيا، ورئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب.
وبعد ذلك بأسابيع، بعث أحد أعضاء جماعة الضغط في “براونشتاين حياة” بالبريد الإلكتروني لعشرات من أعضاء الكونغرس لدعوتهم لتناول العشاء مع ولي العهد.
ويختم “بوليتيكو” تقريره بالإشارة الى ان السعودية حشدت جماعات الضغط العام الماضي خلال المواجهة الدبلوماسية بين قطر والسعوديين وحلفاءهم، وسارعت قطر إلى توظيف شركات الضغط في واشنطن لمواجهه الشركات التي تحتفظ بها المملكة العربية السعودية في ذلك الوقت.