بعد اكثر من عامين عاد اليمنيين الى طاولة الحوار برعاية الأمم المتحدة في العاصمة السويدية ستوكهولم. ويبحث الطرفان في السويد عددا من القضايا ابرزها ملف تبادل الاسرى وايجاد حلول للازمة الاقتصادية في اطار توحيد البنك المركزي وصرف الرواتب كما يبحث المتفاوضون موضوع الحديدة وخفظ التصعيد في الجبهات والاطار العام للمفوضات السياسية والحلول السياسية للازمة.
وخلال الايام الماضية من المشاورات فقد تبين ان هناك هوة كبيرة بين الطرفين في بحث القضايا الاساسية والمحورية وان هناك عقبات وتحديات تواجه هذه المرحلة او الدورة من المباحثات ويصر وفد حكومة عبدربه منصور هادي الذي يمثل العدوان على اليمن الى حرف مسار المشاورات والذهاب الى تجزئة الحلول والتركيز على مواضيع جانبية مثل اطلاق سراح بعض الاسرى الكبار لدى الجيش واللجان الشعبية دون التطرق الى الاخرين او تركيزه على رفع الحصار عن مطار صنعاء وتحويله الى مطار داخلي تذهب رحلاته الى مطار عدن وسيئون ليتم تفتيشها قبل التوجه الى الخارج وكذلك يصر هذا الوفد على مطالبته بانسحاب الجيش واللجان الشعبية من ميناء ومدينة الحديدة كما يرفض مناقشة اي اطار للحل السياسي والانتقالي للعملية السياسية في البلاد. هذا بينما يرفض الوفد الوطني من صنعاء هذه التجزئة في الحلول ويصر على حل شامل للازمة كما انه اعلن ان الحلول المقدمة بشان مطار صنعاء ليست مقبولة كون مطاري عدن وسيئون تحت الاحتلال الاماراتي ولا يوجد امن في هذه المطار اصلا ثم ان مطار صنعاء هو مطار العاصمة ويجب فتحه لتذهب منه الطائرات الى جميع انحاء العالم وامام الرحلات الدولية كما يرفض الوفد الوطني موضوع الخروج من الحديدة ويقول ان الحديث عن تسليم مدينة الحديدة في ظل تواجد اكثر من 30 الف جندي اجنبي منهم اثنا عشر جنديا سودانيا شيء غير قابل للتصديق ويقترح مع الامم المتحدة ايجاد رقابة فنية للامم المتحدة للتاكد من خلو الميناء من اي نشاط عسكري وكذلك تسهيل الجهود الاقتصادية لجمع ايرادات الدولة من جميع المؤانئ اليمنية وتسليم مرتبات الموظفين. واعرب محمد عبدالسلام رئيس وفد صنعاء عن امله في التوصل الى حلول مرضية رغم التحديات والمعوقات التي يقوم بها الطرف الاخر وقال ان هناك موقفا دوليا اكثر جدية من خلال اصرار المجتمع الدولي على ايجاد حلول جذرية للازمة اليمنية وفي بدايتها الازمة الانسانية واكد عبد السلام أن ايديهم ممدودة للسلام مؤكداً أن ما يطرحه وفد صنعاء، لا يستطيع أحد أن يواجهه في الرد، لدرجة أن الأمم المتحدة لم تجد أي رد. وقال عبدالسلام ان وفد صنعاء طرح في المشاورات الإفراج عن كل الأسرى لديهم، مقابل الإفراج عن كل الأسرى الموجودين في سجون العدوان، مشدداً على أن الوفد الوطني المفاوض بانتظار تقديم دول العدوان لكشوفات بالنسبة لأسماء كل الأسرى الموجودين عندهم.
المفاوضات هذه تاتي بالتزامن مع تصعيد عسكري من قبل تحالف العدوان واعلن المتحدث الرسمي للقوات المسلحة العميد يحيى سريع أن طيران العدوان شن عشرات الغارات بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي كثيف وزحوفات وتعزيزات للمرتزقة في عدد من الجبهات وذلك في ظل المشاورات.
وأشار المتحدث الرسمي إلى أن مرتزقة العدوان كثفوا قصفهم المدفعي والصاروخي على الأحياء السكنية في الدريهمي والتحيتا وعدد من الأحياء السكنية بمدينة الحديدة ألحقت أضرارا بمنازل وممتلكات المواطنين. ولفت إلى أن مرتزقة العدوان واصلوا زحوفاتهم باتجاه مواقع الجيش واللجان في جبهة نهم من مسارين، المسار الأول باتجاه تبة صمود شمال القرن وباتجاه تباب الحول والسلطاء والعظيمة والبارك، والمسار الثاني باتجاه الظبوعة بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي كثيف.
وفي ظل العرقلة التي يقوم بها تحالف العدوان ووفد حكومة هادي وتصعيدهم العسكري والاعلامي فقد برز ايضا موقف اخر يراد منه عرقلة اي حلول سياسية حيث اعلن ما يسمى بالمجس الانتقالي الجنوبي المدعوم والمرتبط بدولة الامارات عن رفضه لاي حلول تخرج بها مشاورات السويد وقال الانتقالي في بيان، إن مشاورات السويد أو أي مشاورات أخرى لا تكون القضية الجنوبية حاضرة فيها بممثلها الشرعي المجلس الانتقالي الجنوبي، فإن نتائجها غير ملزمة لشعب الجنوب ولا لقضيته مهددا بالتصعيد العسكري في الحديدة.
وعلى اي حال فان الآمال العريضة التي علقها الشعب اليمني على مفاوضات السويد تبدو مخيبة للامال مع بروز العديد من المعضلات التي تهدد بفشل هذه المفاوضات. وتظهر هذه المعضلات عدم جديت السعودية والامارات في ايقاف العدوان على اليمن وايجاد حلول سياسية وامنية للازمة الداخلية في هذا البلد.