مشاورات السويد اليمنية مع التمني ان تكون الاخيرة بتحقيق اهدافها وتنفيذها على ارض الواقع
Share
حيث البحث يتركز على قضايا الاسرى والاقتصاد ومطار صنعاء وميناء الحديدة، بعدما عقد المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيت اجتماعين منفصلين مع رئيسي وفدي صنعاء والحكومة المستقيلة ونائبيھما.
وبينما ناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الخميس الوفدين اليمنيين إظهار مرونة والالتزام بحسن النيّة وبدون شروط مسبقة بهدف إحراز تقدّم، قال وفد الحكومة المستقيلة،يوم الجمعة الموافق 7 ديسمبر 2018م، إنه لا يمكن تحقيق السلام دون إلقاء قوات انصارالله لسلاحهم على حد وصفه، لافتا إلى أن الحكومة مستعدة لفتح مطار صنعاء فورا وفق شروط معينة، وأضاف، “لدينا وسائل لحسم ملف ميناء الحديدة إذا فشلت الجهود السلمية”.
وهدد وفد هادي باللجوء الى الخيار العسكري في حال رفض انصار الله الانسحاب من مدينة الحديدة في غرب اليمن.
وتخضع مدينة الحديدة لسيطرة حكومة صنعاء منذ 2014، وتحاول حكومة هادي المستقيلة بدعم من التحالف السعودي استعادتها منذ حزيران/يونيو الماضي. وتمرّ عبر الميناء غالبية السلع التجارية والمساعدات الموجّهة الى ملايين اليمنيين الذين يعتمدون عليها للبقاء على قيد الحياة، كما تضرّر مطار صنعاء جرّاء القصف، وهو مغلق منذ منذ ثلاث سنوات بعد بداية التدخل العسكري للتحالف.
هذا فيما اكد رئيس الوفد الوطني في مشاورات السويد محمد عبد السلام في إتصال هاتفي مع قناة الجزيرة مساء يوم الجمعة
الموافق 7 ديسمبر 2018م ان مشاورات السويد لم تتجاوز الأفكار والآراء حتى الآن ومطار صنعاء يجب أن يفتح أمام الطائرات المحلية والدولية، وبشأن مطار عدن وإعلان حكومة هادي استعدادها لفتحه بشكل داخلي وتفتيش الطائرات في مطار عدن قال عبدالسلام أن مطار عدن تحت الاحتلال الاماراتي وأن مطار سيئون غير مؤهل.
مضيفاً :”نحن نطالب أولاً بتحرير المطارات والمدن اليمنية من الاحتلال ونحن نعلم أن طائرات اليمنية لا تستطيع أن تبيت ولو ليلة واحدة في الجنوب، كما نطالب بفتح مطار صنعاء الدولي وفق المعايير الفنية الدولية والتي يمكن أن نستفيد منها من قبل الإتحاد الأوروبي، أما إن الطائرات تذهب للتفتيش إلى عدن فهذا لن يختلف عن مطار بيئة السعودي”.
وبخصوص ميناء الحديدة قال عبدالسلام بالقول :”طرحنا مقترحاً للأمم المتحدة بأن تشرف بشكل فني على البضائع الواردة إلى ميناء الحدية والإشراف على إيراداته المالية أما غير هذه المطالب فنحن نعتبرها مطالب عسكرية ولا يمكن القبول بها”.
من جانبه قال السفير عبد الإله محمد حجر مستشار رئيس المجلس السياسي الأعلى لشؤون العلاقات الدبلوماسية في حكومة صنعاء إنه لا يحق للتحالف الذي تقوده السعودية إغلاق مطار صنعاء كما لا يحق له أن يمنع ذهاب المرضى للعلاج في الخارج.
وتعليقا على جولة المشاورات الجارية في السويد قال السفير حجر إن المفاوضات تمثل المخرج الوحيد للحرب الدائرة في اليمن.
كما عبر المجلس الانتقالي الجنوبي عن أسفه لعدم اشراكه في مشاورات السويد، مهددا بحقه في اتخاذ الإجراءات المناسبة لمواجهة أي طارئ أو تهديدات أو ترهيب تستهدف الجنوب.
وقال مصدر في وفد حكومة هادي المشارك بالمشاورات، لوكالة “الأناضول”، شريطة عدم الكشف عن هويته، إن جدول أعمال المشاورات سيبحث 6 قضايا خلافية بين الطرفين خلال أسبوع.
واضاف المصدر إن القضايا التي ستُناقش هي؛ أولاً إطلاق سراح الأسرى والمعتقلين والمحتجزين من الجانبين، وثانياً تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين في كافة مناطق البلاد.
أما القضية الثالثة وهي الأكثر تعقيداً فتتعلّق بالوضع العسكري في مدينة الحُديدة، دون أن يوضح المصدر تفاصيل في هذا الجانب وأي جهة ستُسلّم الميناء.
وقال إن القضية الرابعة هي فك الحصار على مدينة تعز (جنوب غرب).
المصدر ذاته أشار إلى أن القضية الخامسة تتعلّق بالبنك المركزي المنقسم بين الطرفين؛ واحد في صنعاء والثاني في عدن.
أما القضية السادسة، وفق المصدر ذاته، فهي إعادة الرحلات إلى مطار صنعاء المغلق من قِبل التحالف السعودي، منذ أغسطس 2016.
واتفق الطرفان في مشاورات السويد على إطلاق سراح آلاف الأسرى، في خطوة وصفها مبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيث، في مؤتمر صحفي باستوكهولم، بأنها “بداية مبشّرة وسيسمح بلمّ شمل آلاف الأسر”. وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن 5 آلاف أسير على الأقل سيُفرج عنهم.
ومشاورات السويد بين الأطراف اليمنية، التي انطلقت أمس الخميس، هي الجولة الخامسة من المشاورات بين الفرقاء اليمنيين، التي بدأت جولتاها الأولى والثانية بمدينتي جنيف وبيل السويسريتين (2015)، ثم جولة ثالثة في الكويت (2016)، تلتها جولة رابعة وفاشلة في جنيف (سبتمبر 2018).
وتحظى هذه الجولة بدعم دولي كبير، وقال غريفيث، إن هناك جهداً ودعماً دوليين لنجاح هذه المشاورات وحل أزمة اليمن.
ومنذ 2015، ينفّذ التحالف السعودي عمليات عسكرية في اليمن أودت بحياة عشرات الآلاف، وسبّبت بأسوأ أزمة إنسانية في العالم.
وإضافة لغياب أهم طرفين في الحرب يعني أمريكا والسعودية، فإن العقدة الجوهرية التي تهدد مشاورات السويد كما سابقاتها بالفشل هي أن جدول الأعمال المطروح علي الطاولة يناقش ذرائع الحرب وليس دوافعها الحقيقية.
ويعتقد المحللون ان الحكومة المستقيلة واستعادة مؤسسات الدولة وإنهاء الانقلاب هي مجرد ذرائع لأهداف غير معلنة . الولايات المتحدة والسعودية تنظران لليمن من زاوية جيوسياسية باعتباره ساحة صراع مهمة في مواجهة ما يسمى النفوذ الإيراني وإبقاء المناطق المطلة على الممر الملاحي الدولي “باب المندب” تحت السيطرة.
السعودية لا يهمها دولة ولا شرعية ولا ديمقراطية في اليمن ولا هدف لها إلا إبقاء اليمن بلدا ضعيفا ودولة هشة ومعتمد عليها بدرجة أساسية .
وكلا الدولتين لا يهمهما الحل ولم يصدر عنهما حتى الآن ما يؤكد أنهما أصبحتا راغبتين في الحل وباستثناء تلك التصريحات المظللة لوزيري الخارجية والدفاع الأمريكيين إلا أن إحاطتيهما المقدمة لمجلس النواب نسفتها نسفا وكانت مداخلاتهما واضحة في دعم الإدارة خيار الحرب إلى النهاية والتهديد بالفيتو ضد أي إجراء يؤثر على استمرار دعم الحرب، وأن المسالة أكبر من حكاوي “الشرعية” لها علاقة بأمن “إسرائيل “ومصالحهم الحيوية في المنطقة .
ولنجاح المشاورات يجب أن تحضر أمريكا والسعودية على الطاولة أو بأي شكل وأن يخضعوا مخاوفهم ودوافعهم للنقاش على الطاولة بدلا من التستر بقضايا مضللة ونحن جاهزون لمحاورة كل الأطراف وكل القضايا .
ونتائج المفاوضات مرهونة بان تضع الرياض حدا لعدوانها لا ان تضع العراقيل لتقف عجلة سير هذه العملية وهو ما قاله رئيس اللجنة الثورية العليا في اليمن محمد علي الحوثي مؤكدا ان الشروط التی يضعها العدوان السعودي وحلفاؤه هي سبب فشل جميع مفاوضات السلام السابقة في الیمن .فقد فشلت الأمم المتحدة في عقد جولة محادثات في جنيف سابقا بسبب عرقلة العدوان السعودي لرحلة طائرة وفد صنعاء وعدم منح ضمانات بعودته الى صنعاء وكذك موقف انصار الله بضرورة إجلاء مصابين من صفوفها إلى سلطنة عمان.