الحديدة ومطار صنعاء .. ابرز محطات الخلاف بين الوفود اليمنية
تستمر المفاوضات اليمنية – اليمنية في العاصمة السويدية ستوكهولم برعاية المبعوث الاممي الى اليمن مارتن غريفيث لليوم الثالث على التوالي،والحديث عن القضايا السياسية والعسكرية لم يحسم بعد، لان الطرفين منخرطان في النقاش للتوافق على اجراءات بناء الثقة في الملف الانساني.
اجرى المبعوث الأممي الى اليمن “مارتن غريفيث” في السويد، لقاءات منفصلة مع اللجان الممثلة لطرفي النزاع خلال اليومين الماضيين، وركزت المشاورات على إجراءات بناء الثقة، خصوصا في ما يتعلق بميناء الحديدة والبنك المركزي اليمني، بالإضافة إلى بحث آلية تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى. وتجري هذه المشاورات وسط أجواء كلامية تصعيدية وتهديدات من الجانبين.
واعلن غريفيث في افتتاح الجولة الاولى توقيع اتفاق مشترك بشأن تبادل الاسرى والمعتقلين بين طرفي النزاع، مشيراً الى انه سيتم تطبيقه بأقرب وقت، كما اكد على فتح مطار صنعاء الدولي وايصال المساعدات الانسانية.
وتبحث المشاورات -التي يقودها المبعوث الأممي- ست قضايا وهي: إطلاق الأسرى، القتال بمدينة الحديدة، البنك المركزي، حصار مدينة تعز، إيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين ومطار صنعاء المغلق.
رفض تسليم الحديدة
رفض وفد حركة انصارالله إلى مشاورات السويد تسليم ميناء الحديدة وإعادة فتح مطار صنعاء بإشراف حكومة هادي ، ولكن طرفي المشاورات اتفقا في وقت سابق على إطلاق جميع الأسرى.
فقد اعتبر عبد الملك العجري من وفد انصارالله للمشاورات -التي انطلقت الخميس الماضي- إن فكرة تسليم ميناء الحديدة للحكومة الشرعية “غير واردة إطلاقا”.
واعتبر الوفد -على لسان رئيسه محمد عبد السلام- تسليم الميناء بأنه مطلب احتلال لا يمكن قبوله.
ودعا وفد انصارالله لتولي الأمم المتحدة دورا رقابيا وفنيا في ميناء الحديدة، وضمان انسياب المواد الضرورية عبره لكل اليمينين.
لكن حكومة هادي رفضت المقترحات الدولية بإشراف الأمم المتحدة على ميناء الحديدة، وقال عثمان مجلي (عضو وفد الحكومة) إن اليمن دولة ذات سيادة ولديها القدرة على إدارة ميناء الحديدة.
وفي خلاف آخر، اقترحت حكومة المستقيل هادي، فتح مطار صنعاء أمام الرحلات الدولية شرط تفتيش الطائرات في عدن.
وقالت “رنا غنام” عضو وفد حكومة هادي إنه لا يمكن فتح مطار صنعاء أمام الرحلات الدولية والتعامل مع المحافظة كدولة مستقلة في ظل إذعانها للانقلاب، على حد قولها.
ومن بين الحلول المطروحة -حسب غنام- فتح مطار صنعاء وغيره من مطارات البلاد أمام الرحلات الداخلية، على أن يكون الإشراف في مطار عدن.
لكن رفض القيادي في انصارالله محمد عبد السلام اقتراح السلطات ربط فتح مطار صنعاء بتفتيش الطائرات بمطاري عدن وسَيْئُون. ووصف مطار عدن بأنّه تحت الاحتلال الإماراتي، ودعا عوضاً عن ذلك إلى فتح المطار وفق المعايير الدولية، كما ورد بمبادرة سابقة للاتحاد الأوروبي.
لا يوجد سقف زمني للمشاورات اليمنية في ستوكهولم
قال مصدر في مكتب مارتن غريفث، المبعوث الخاص الى اليمن، إنه لا يفرض على أي من الوفدين أية أجندة، ومهمته الوصول إلى حلول يقبل بها الطرفان.
وأكد المصدر أنه لا يوجد سقف زمني للمشاورات اليمنية في ستوكهولم، مشيرا إلى أن المرحلة الحالية من المشاورات اليمنية تركز على بناء الثقة.
عبد السلام : الطرف الآخر ليس جادا ويتم إدارته من الخارج
اتهم رئيس وفد صنعاء محمد عبد السلام، وفد حكومة هادي بعدم الجدية في مشاورات السلام المنعقدة في السويد.
وقال عبد السلام في تصريح نقلته قناة المسيرة الناطقة عن حركة أنصار الله: “إن الطرف الآخر ليس جادا لأن مواقفه لا تملك قضية ولا قرارا وان بعض اليمنيين هم وكلاء الوكلاء، ولا يملكون رأيا ولا قضية ويتم إدارتهم من الخارج، وأن التاريخ يحاسب عاجلا المتغطرسين الذين وضعوا أنفسهم في موقع التهمة والإجرام”.
وأضاف: “وفد صنعاء يملك قرارا مستقلا ورؤية مرتبطة بالمجلس السياسي الأعلى، وما يطرحه لا يستطيع أحد أن يواجه في الرد إلى مستوى أن الأمم المتحدة لم تجد أي رد”.
وتابع: “يدنا ممدودة للسلام ويدنا الأخرى على الزناد وقدرنا أن نواجه هذا العدوان”.
وأشار إلى أنه تم طرح موضوع تبادل الأسرى بين الطرفين، وأن وفد صنعاء بانتظار تقديم الوفد الحكومي كشوفات بأسماء كافة الأسرى لديهم.
واعتبر عبد السلام تصعيد التحالف في مختلف جبهات القتال، يثبت عدم الجدية في الذهاب إلى حلول تخدم الشعب اليمني، كما أنه ينعكس بشكل سلبي على طاولة المفاوضات.
ولفت إلى وجود رأي عام وتوجه دولي للدفع بالمشاورات إلى أفق أوسع للحل.
وذكر أن “الرأي العام العالمي بات يضج من المجازر البشعة التي ترتكبها دول العدوان بحق الشعب اليمني، وبات العالم يرى أن الحرب تسير باتجاه مسدود، وأن اليمنيين يمتلكون قضية محقة”.
الأنظمة العالمية تتعاطى مع السعودية من باب المصلحة
ورأى رئيس وفد صنعاء أن “الأنظمة العالمية تتعاطى مع السعودية من باب المصلحة، ودورنا هو في التأثير على الرأي العام العالمي”.
واكد رئيس الوفد اليمني محمد عبد السلام على الحوار والمفاوضات وقال: ان القوى الوطنية حريصة على ان تكون هناك مرحلة انتقالية جديدة تستند شراكة جميع الاطراف وان تشمل جميع الترتيبات الامنية والعسكرية وان تكون الدولة صاحبة النفوذ الاوحد في امتلاك السلاح وان لا تكون هناك تدخلات خارجية من كل الاطراف اياً كانت.
واضاف، انهم يبحثون عن سيادة واستقلال اليمن، مشدداً على ان هناك تصعيداً لقوى العدوان في الميدان بالتزامن مع المشاورات، موضحاً انهم يهيبون بالجيش واللجان باخذ الحيطة والحذر.
الوفد اليمني المفاوض يحمل على عاتقه معاناة 22 مليون يمني
واكد عضو المكتب السياسي لحركة انصار الله حزام الاسد، ان الوفد اليمني المفاوض جاد في مهمته، ويحمل على عاتقه معاناة 22 مليون يمني يتعرضون لهجمات العدوان السعودي الاماراتي بشكل مباشر او غير مباشر كالحصار البري والبحري والجوي.
وقال الاسد في حوار مع قناة العالم عبر برنامج “المشهد اليمني”: ان الوفد اليمني المشارك في المفاوضات يأمل من هذه المفاوضات ان تكون هناك انفراجاً للحل السياسي في حال صدقت نوايا وفد دول العدوان.
واوضح الاسد، ان وفد الرياض المفاوض لا يمثل ولا يملك اي قرار، او وجود ارادة لوقف معاناة الشعب اليمني، معتبراً ان هذه الارادة تأتي من الولايات المتحدة الاميركية كونها تقف على رأس العدوان وتديره وهي من تحاصر بشكل رئيسي الشعب اليمني طوال الفترة المنصرمة والحالية.
ولفت الى انه كان من المفترض معالجة الملف الانساني منذ اشهر وان لا يخضع للابتزازات والمزايدات، مضيفاً ان حركة انصار الله واللجنة الوطنية للاسرى بادرت على توقيع الاتفاق منذ اشهر.
واعرب الاسد عن تفاؤله بنجاح مسار مفاوضات السويد اذا صدقت نوايا الادارة الاميركية كونها هي من ترعى منظومة العدوان على الشعب اليمني بشكل عام.
واستطرد عضو المكتب السياسي لحركة انصار الله قائلا: طالما المال السعودي والاماراتي والغطاء الاميركي للعميات العسكرية مازال مستمراً، فبالتأكيد ستكون هناك عقبات وعرقلة، معتبراً ان مفاوضات ستوكهولم لن تمثل الا غطاءاً للمزيد من الجرائم والمآسي والفتك بالشعب اليمني.
واضاف الاسد، ان قوى العدوان وبعد مرور اربعة اعوام لم تحقق اي شيء من اهدافها على الصعيد العسكري فقط الفتك بالمدنيين.
من جانبه، اكد عضو الوفد اليمني المفاوض “حميد عاصم” ان المبعوث الاممي الى اليمن مارتن غريفيث سيقوم في اطار جدول اعمال ومشاورات السويد باجراء مباحثات ثنائية مع كل من الوفد الوطني اليمني ووفد الرياض.
وقال عاصم: ان طاولة السويد للحوار ستتطرق الى القضايا الانسانية والاقتصادي بالاضافة الى القضايا العسكرية والامنية والحكومة المستقبلية، وقد تم التوقيع على اتفاق تبادل الاسرى والمعتقلين.
واوضح، ان وفد الرياض ليست لديه اية صلاحيات ولا نوايا التوصل الى تسوية، وذلك لان اميركا والسعودية والامارات هي تقودهم ويتسلمون الاوامر منهم.
لولا حرص الوفد الوطني لكانت عقبة امام اجراء المشاورات
وقال عضو الوفد الوطني المفاوض سليم المغلس :”من خلال اللقاءات الاولية نلاحظ البحث الحثيث من وفد الرياض عن اي قضايا فنية ولوجستية تافهة لاثارتها كعدد الفنيين والاداريين المصاحبين للوفود وعدد الاعلاميين الحاضرين الجلسة الافتتاحية واحيانا يظهروا اعتراضهم على مصاحبة المبعوث للوفد بالطائرة، كل ذلك ليس سوى محاولة لتضييع الوقت و من باب وضع مطبات وعراقيل واضحة للمشاوراتكنا نتمنى ان يترفعوا عن هذه القضايا التافهة والصغيرة الا انهم وقفوا عندها للاسف .
فلولا حرص الوفد الوطني المسئول لكانت عقبة امام اجراء المشاورات ولكن بحكمته وتعاطيه الايجابي المتعاون مع المبعوث تجاوزنا هذه المسائل ونامل ان لا يعاد اثارتها او اثارة مسائل مشابهة لاحقا بعد تجاوز الوفد الوطني والمبعوث الاممي الامور الفنية والشكلية حاول وفد الرياض عرقلة اجندة المشاورات مطالبا الغاء بعض الاجندة خصوصا موضوع الاطار العام الا انه فشل في ذلك انعدام ثقة اعضاء وفد الرياض ببعضهم البعض واختلاف ارائهم وتوجهاتهم يمثل صعوبة امام المبعوث في النقاش معهم .
واضاف سليم المغلس انه :”من الواضح ان السعودية تعيق اي انجاز ولذلك تتعزز يوما بعد يوم قناعة المجتمع الدولي باهمية حضور السعودية كطرف مفاوض اذا كان هناك جدية نحو ايجاد حلول سياسية وهو مااكده مشروع القانون الذي اعده مجلس الشيوخ الامريكي ،فعندنا تجربة سواء في السابق او حاليا .
واشار الى انه لو تم التفاوض مع السعوديين كنا اقرب لانجاز اتفاق ، فمثلا اتفاق الاسرى عندما تفاوضنا مع السعودية بملف الاسرى انجزنا اتفاق عن طريق مراسلات من صنعاء الى الرياض وكان ممثلهم مجرد ناقل يرسل مانقوله فقط حتى وصلنا الى صيغة مشتركة للاتفاق ثم فوضوه للتوقيع، نحن على استعداد كامل لنقاش كافة القضايا والملفات ونامل ان نصل الى اتفاق على اطار عام للمفاوضات المقبلة وكذلك زحزحة بعض الملفات والقضايا ذات البعد الانساني والاقتصادي بما يخفف المعاناة عن شعبنا، الا ان كل ذلك يعتمد على توفر ارادة دول العدوان ورفع الغطاء الدولي عن الحرب على اليمن”.