في اليمن … صرخة الطفولة مذبوحة بين اضراس المجاعة !
Share
يواجه خمسة ملايين طفل يمني خطر المجاعة، حسب ما حذّرت منظّمة “أنقذوا الأطفال” الإنسانية، في وقت تتواصل المعارك وترتفع أسعار المواد الغذائية والمحروقات بسبب الهجوم الشرس للسعودية وحلفائها على اليمن.
حيث قالت المنظمة البريطانيّة في تقرير إنّ الهجوم الذي تشنه قوات تحالف بقيادة السعودية والإمارات على الحُديدة شمال غرب صنعاء سيزيد عدد الأطفال المهدّدين بالمجاعة في اليمن إلى 5,2 مليون طفل.
وحذرت الأمم المتحدة مجددا من شبح المجاعة الذي يهدد حياة 14 مليون شخص في اليمن خلال الأشهر القليلة المقبلة إذا بقي الوضع على ما هو عليه الآن.
واعتبرت الأمم المتحدة في مذكرة لها: أن “الوضع الإنساني في اليمن هو الأسوأ في العالم والأزمة الغذائية التي يعرفها على ارتباط مباشر بالنزاع” الذي تشهده البلاد منذ 2014.
جاء في مذكرة لمساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك كاتبا فيها: إن
“الوضع الإنساني في اليمن هو الأسوأ في العالم. 75% من السكان، أي ما يعادل 22 مليون شخص، بحاجة إلى مساعدة وحماية، بينهم 8,4 ملايين في حال انعدام الأمن الغذائي الخطير وبحاجة إلى توفير الغذاء لهم بصورة عاجلة“.
وأوضح المسؤول “في أسوأ الحالات، قد يزداد عدد 8,4 ملايين بمقدار 5,6 ملايين، ما يرفع العدد الإجمالي للأشخاص على شفا المجاعة في اليمن إلى 14 مليونا”، مؤكدا أن “الأزمة الغذائية في هذا البلاد على ارتباط مباشر بالنزاع”.
وذكر بهذا الصدد سعر البنزين الذي ارتفع بنسبة “45%” والريال الذي “تراجعت قيمته بنسبة 47% مقابل الدولار” مشيرا إلى أنه “منذ أيلول/سبتمبر فقد 20% من قيمته (…) ووطأة هذا التراجع في قيمة العملة يطال جميع العائلات في اليمن”.
بينما كانت وزارة الصحة في صنعاء قدأعلنت في الشهر الماضي، وفاة 141 شخصا بوباء الدفتيريا منذ انتشار المرض قبل عام ومعظمهم من الأطفال، وقد وصل عدد حالات الإصابة إلى 2570 حالة.
وفي هذا السياق قد اتهمت وزارة الصحة التحالف العربي الذي تقوده السعودية، بأنه السبب الرئيسي بتفشي الأوبئة والأمراض نتيجة حربه على اليمن وحصاره المتواصل.
“أمل” وردة تنثرها عاصفة الجوع السعودية…
الطفلة “أمل”… على كل ما جناه المتسببون في تلك الحروب الطاحنة التى قسمت البلد وأهلكته ومزقت وحدته.
كانت أمل حسين، الطفلة ذات الـ7 أعوام، ترقد في مركز صحي في مدينة أسلم الواقعة على بعد 90 ميلا شمال غرب العاصمة اليمنية صنعاء، وكانت مستلقية على سرير مع والدتها، بينما كانت الممرضات تغذيها كل ساعتين بالحليب، لكنها تتقيأ بانتظام وتعاني من الإسهال المستمر.
جلست دكتورة مكية مهدي، الطبيب المسئول، على سريرها، مررت يديها على شعرها. أمسكت بالجلد الرخو الذي يغطي ذراع أمل الذي أصبح أشبه بالعصا، قائلة: “انظر. لم يعد هناك لحم، عظام فقط”.
والدة أمل تستلقي إلى جوارها فقد كانت هي الأخرى مريضة أيضا، إذ كانت تتلقى علاجا من نوبة “حمى الضنك”، أصابتها بسبب البعوض الذي يتكاثر في المياه الراكدة في مخيمهم.
لقد أجبرت الغارات الجوية أسرة أمل على الفرار من منزلها في الجبال منذ ثلاثة أعوام. إذ كانت الأسرة تعيش في صعدة، والتي تلقت نحو 18 ألف غارة جوية على الأقل منذ عام 2015.
أُخرجت أمل من المستشفى في أسلم الأسبوع الماضي في حين لا تزال مريضة، لكن دكتورة مكية قالت إن الأطباء احتاجوا إفساح المجال أمام مرضى جدد.
وقالت: “لقد كانت طفلة نازحة تعاني من المرض والتشريد. نحن لدينا العديد من الحالات مثلها”.
نقلت الأسرة أمل إلى المنزل، إلى كشك من القش والأغطية البلاستيكية، في مخيم حيث تقدم وكالات الإغاثة بعض المساعدة، بما في ذلك السكر والأرز. لكن لم يكن كافيًا لإنقاذ أمل.
نعم … هكذا طارت طائرة النورس الصغير من قفص الدنيا الى السماء حيث تخلو من الحروب و المجاعة.
أجل وبالرغم من أن الدكتورة كانت قد حثت والدة “أمل” على نقل الطفلة إلى مستشفى “أطباء بلا حدود” في مدينة عبس، على بعد نحو 15 ميلا، ولكنها لكن لم يكن لدى أسرتها المال الكافي لنقلها.
فتدهورت حالة “أمل”مع نوبات متكررة من القيء والإسهال، وفي 26 أكتوبر، بعد ثلاثة أيام من خروجها من المستشفى، ماتت.
قالت والدتها في مقابلة هاتفية مع “نيويورك تايمز”: “لقد انفطر قلبي. فالبسمة لم تفارق وجهها والآن، أنا قلقة على باقي أطفالي”.