حذرت الامم المتحدة من ان نصف سكان اليمن يواجهون خطر المجاعة الذي اصبح وشيكاً جدا في وقت يواصل فيه التحالف بقيادة السعودية حصاراً وحرباً اقتصادية على اليمنيين تسببا في خسارةِ العملة الوطنية لثلثي قيمتها امام العملات الاجنبية وهو ما ادى لارتفاع كبير في اسعار المواد الغذائية.
على نحو متصاعد تتفاقم خطر المجاعة في اليمن بشكل اكبر مما كانت عليه منذ عام، الامم المتحدة حذرت من ان اربعة عشر مليون شخص قد يجدون انفسهم على شفا المجاعة خلال اقل من شهرين في حال استمرت الاوضاع على حالها، وهو رقم اكبر مما اعلنته المنظمة في وقت سابق والذي قدرت اعداد من يحتاجون للغذاء لاحد عشر مليون ونصف المليون شخص
وقال المتحدث باسم وزارة حقوق الانسان اليمنية، طلعت الشرجبي، ان” بالرغم من اعلانات الامم المتحدة والتحذيرات لا يوجد هناك خطوات عملية من قبل الامم المتحدة لتوفير الاحتياجات الضرورية لتجنيب وازدياد المجاعة في اليمن “. تفاقم خطر المجاعة ياتي متزامناً مع التدهور الاقتصادي في البلاد وخسارة الريال اليمني لاكثر من ثلثي قيمته، وهو ما تسبب بتوسيع الازمة الغذائية و عدم قدرة المواطنين على شراء المواد الاساسية التي ارتفعت بنسبة ثمانية وستين في المائة ، كما ادى تصعيد تحالف العدوان السعودي في الحديدة ومنعه لدخول السفن التجارية والاغاثية الى تعقيد الوضع الانساني ونقص في الامدادات الغذائية. وقال رئيس مركز الخبر للدراسات والاعلام، حسن الوريث ” ارتفاع سعر العملة وطباعة العملة بدون غطاء التصعيد في ميناء الحديدة منع الايرادات كل هذا ادى الى تدهور اقتصادي كبير وهذا التدهور الاقتصادي يؤثر على حياة المواطنيين حيث ارتفعت اسعار المواد الغذائية و الادوية وكل السلع”. ويحوم خطر المجاعة بشكل لافت بين فئة الاطفال حيث يعاني اكثر من خمسة ملايين طفل من نقص الغذاء وفقا للمنظمات الدولية التي حذرت في وقت سابق من انها تخسر معركتها ضد المجاعة جراء هذا التطور، وتعمل في اليمن اكثر من مئتين منظمة في اطار خطة الاستجابة الانسانية الا انها لم تستطع الوصول للاعداد الكبيرة من المحتاجين للمساعدات والذين يقدرون باثنين وعشرين مليون شخص.
وعلى مدى اكثر من ثلاث سنوات يستخدم التحالف العربي بقيادة السعودية الغذاء كاداة في اطار حرب اقتصادية غير انسانية قد يفوق خطرها خطر الحرب المباشرة.