أعلنت منظمة الأمم المتحدة، الجمعة، نزوح أكثر من 570 ألف شخص جراء الغارات الجوية السعودية على محافظة الحديدة غرب اليمن، وأن تصعيدا عسكريا شهدته المحافظة خلال الساعات الماضية.
وقال نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق، في مؤتمر صحافي بنيويورك: “أفاد زملاؤنا في المجال الإنساني في اليمن أن الصراع قد تصاعد خلال الـ 24 ساعة الماضية في مناطق جنوب مدينة الحديدة مع تقارير عن زيادة الغارات الجوية والقصف والاشتباكات بشكل رئيسي في منطقتي الدريهمي والتحيتا“.
وأضاف: “تعمل الأمم المتحدة على تأكيد تأثير هذا التصعيد، بما في ذلك التقارير الأولية عن الإصابات في صفوف المدنيين والأضرار التي لحقت بالبنية التحتية المدنية”.
وتابع: “منذ 1 حزيران/يونيو، نزح أكثر من 570 ألف شخص بسبب القتال في محافظة الحديدة. ووصلت الأمم المتحدة والشركاء إلى جميع هؤلاء الأشخاص تقريبا مع مجموعات من أدوات الاستجابة لحالات الطوارئ، التي تشمل الحصص الغذائية، ومستلزمات النظافة والمواد اللازمة. يتم تقديم مساعدات إضافية، بما في ذلك الغذاء التكميلي والنقود وأدوات المأوى، إلى النازحين الأكثر ضعفا استنادا إلى الاحتياجات المقدرة“.
وأردف قائلا: لا يزال اليمن يشكل أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حيث يحتاج 22.2 مليون شخص أو 75 في المائة من السكان إلى المساعدة الإنسانية والحماية. وهذا يشمل 8.4 مليون شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم القادمة. تتفاقم الأزمة بسرعة بسبب الصراع المتصاعد والانهيار الاقتصادي الشديد.
وتقود السعودية تحالف العدوان على اليمن منذ 26 مارس/ آذار 2015.
وأدى العدوان الدموي على اليمن، حتى اليوم، إلى مقتل الآلاف من المدنيين ومئات الآلاف من السكان من منازلهم ومدنهم وقراهم، وانتشار الأمراض المعدية والمجاعة في بعض المناطق، وإلى تدمير كبير في البنية التحتية للبلاد.
العدوان دمر مستشفيي الدريهمي العام والأمومة والطفولة
هذا وقالت وزارة الصحة العامة والسكان إن العدوان الأمريكي السعودي دمر مستشفى الدريهمي العام ومستشفى الأمومة والطفولة بالمديرية وسيارات الإسعاف.
وأوضحت الوزارة في بيان أن العدوان استهدف بسلسلة غارات وقصف من البوارج، مدينة الدريهمي ما أدى إلى تدمير مستشفى الدريهمي العام الذي يمتلئ بالمرضى والمواطنين والكوادر الصحية، كما دمر مستشفى الأمومة والطفولة الذي يقدم خدماته للنساء الحوامل والمواليد.
اشارت البيان إلى أن أعداد الضحايا لايزال غير معلوم حتى اللحظة، مشيراً إلى أنه تم استهداف سيارة الإسعاف في المستشفى العام ومنازل المواطنين والمنشآت، في تحد سافر لكل القوانين والمواثيق الدولية.
وأكد البيان أن العدوان منع تحركات سيارات الإسعاف وسيارات المواطنين سواء للنزوح أو لنقل الجرحى والشهداء.
ودعت وزارة الصحة من تبقى من أحرار العالم إلى اتخاذ موقف جدي وحازم تجاه حملة الإبادة التي يتعرض له اليمن أرضا وإنسانا من قبل دول العدوان.
غارات جوية
وثقت “هيومن رايتس ووتش” 85 غارة جوية للتحالف، أدت إلى مقتل قرابة 1000 مدني، وأصابت منازل وأسواق ومستشفيات ومدارس ومساجد. قد ترقى بعض هذه الهجمات إلى جرائم حرب.
في 2017، تعهدت السعودية بتقليص الأضرار المدنية في هجمات التحالف. منذ ذلك الحین، وثقت ھیومن رایتس ووتش العديد من الهجمات لقوات التحالف العدوان السعودي أسفرت عن مقتل العشرات من المدنيين غالبيتهم من الاطفال.قتلت إحدى الهجمات 14 شخصا من نفس العائلة. أعلن “مكتب مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الانسان” (المفوضية السامية) في سبتمبر/أيلول الماضي أن الغارات الجوية التي شنتها قوات التحالف ما تزال “السبب الرئيس في سقوط ضحايا في صفوف المدنيين“.
جريمة ضحيان هزت كيان المنظمات الأنسانية
طيران العدوان السعودي ارتكب جريمة مروعة في التاسع من أغسطس/آب الماضي باستهدافه حافلة تقل الأطفال وهم في ختام الدورة الصيفية بسوق مدينة ضحيان، ما أدى إلى سقوط 51 شهيدا بينهم 40 طفلا، و79 جريحا بينهم 56 طفلا.
فقد هزت الجريمة المرتكبة بحق الأطفال بضحيان كيان هيئات الأمم المتحدة حيث اعلن الأمين العام للأمم المتحدة في وقتها إلى إجراء تحقيق فوري مستقل في الجريمة
و قالت منظمة “أوكسفام “البريطانية المتخصصة في مجالات مكافحة الفقر أن “لقد طفح الكيل! الهجمات على المدنيين، بما في ذلك الأطفال، غير مقبولة.”
وأضافت “اوكسفام” في تغريدة على حسابها في تويتر “ندين غارة الجوية في ضحيان على حافلة في اليمن قتل فيها عشرات الاطفال، تجدد منظمة أوكسفام الدعوة إلى وقف إطلاق النار فوراً واحترام القوانين الدولية لحقوق الإنسان من أجل حماية المدنيين”.
وكان المدير التنفيذي لمنظمة اليونيسيف في الشرق الأوسط خيرت كاليباري قد اصدر بياناً قال فيه “يجب أن يكون الهجوم غير المبرر على الأطفال نقطة تحول في حرب اليمن الوحشية”، مضيفاً “لقد طفح الكيل!”.
بينما خرجت مندوبة بريطانيا في الأمم المتحدة لأول مرة لتعلن مطالبتها بالتحقيق في جريمة قتل الأطفال في ضحيان، وهو الموقف الذي يشير بأنه لم يعد لدى الرعاة الرسميين للحرب على اليمن ما يقدموه للتغطية على التحالف.
الذخائر العنقودية
وثقت هيومن رايتس ووتش استخدام تحالف العدوان السعودي 6 أنواع من الذخائر العنقودية المحظورة على نطاق واسع، بعضها يُنتج في الولايات المتحدة والبرازيل، في هجمات استهدفت مناطق مأهولة بالسكان، أسفرت عن مقتل وجرح العشرات.
في 19 ديسمبر/كانون الأول 2016، أعلن التحالف أنه سيتوقف عن استخدام ذخائر عنقودية مصنوعة في بريطانيا. قبل بضعة أيام، وقع هجوم بالذخائر العنقودية قرب مدرستين محليتين شمال اليمن، أسفر عن مقتل مدنيين وإصابة 6 آخرين، بينهم طفل.
عرقلة ومنع وصول المساعدات الإنسانية
يعيش اليمن أكبر أزمة انسانية في العالم، حيث يوجد اكثر من 8 ملايين شخص على حافة المجاعة وحوالي مليون شخص يشتبه في إصابتهم بالكوليرا.
أدت القيود التي فرضها تحالف العدوان على اليمن بقيادة السعودية على الواردات إلى تفاقم الحالة الإنسانية الصعبة. قام التحالف بتأخير وتحويل ناقلات الوقود وإغلاق الموانئ الهامة ومنع البضائع من الدخول إلى الموانئ البحرية التي تسيطر عليها حركة أنصار الله . كما مُنع الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء في المستشفيات، إضافة لمنع ضخ المياه إلى المساكن المدنية.
في نوفمبر/تشرين الثاني، أغلق التحالف مؤقتا جميع نقاط الدخول إلى اليمن مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية بشكل خطير. ما تزال هناك قيود رئيسة. في أغسطس/آب 2016، علق التحالف جميع الرحلات التجارية إلى صنعاء، ما أدى إلى “انعكاسات خطيرة على المرضى المحتاجين لعلاج طبي عاجل في الخارج”، وفقا للأمم المتحدة. منذ مايو/أيار، منع التحالف المنظمات الدولية لحقوق الإنسان، بما في ذلك هيومن رايتس ووتش، من السفر إلى مناطق اليمن الواقعة تحت سيطرة حركة انصار الله.
العدوان على اليمن ما زال مستمرا وتستمر معه معاناة اطفال اليمن الذي اندثرت آمالهم تحت الركام الذي خلفته الحرب.