ماذا يعني أن يخسر العالم الحرب ضد المجاعة في اليمن؟
كلمات وعبارات واضحة لا لبس فيها أعترف مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لووكوك أمام مجلس الأمن الدولي ان الامم المتحدة بدأت تخسر «المعركة ضد المجاعة» في اليمن، والوضع تفاقم على نحو مثير للقلق في الأسابيع الأخيرة.
وشدّد المسؤول الأممي خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن على ان الاوضاع تقترب من نقطة اللاعودة التي سيكون بعدها مستحيلاً تجنُّب العديد من الخسائر في الأرواح البشرية بسبب المجاعة الواسعة النطاق في اليمن.
لحد هذه الساعة مرت هذه الكلمات كصرخة في واد، فقد اعتادت الضمائر الميتة لاصحاب القرار في المنظمة الدولية على سماع هذه التحذيرات،وكأنها تتحدث عن كائنات موجودة على سطح كوكب خارج المنظومة الشمسية، فلم تعد الارقام المخيفة لمن يتهددهم الجوع في اليمن تعني شيئا لهؤلاء، حتى وان كانت هذه الارقام مختومة بختم المنظمة الدولية.
فلا تحذيرات لووكوك بشأن «أسوأ أزمة إنسانية في العالم» يشهدها اليمن، ولا وجود «أكثر من 22 مليون شخص بحاجة إلى المساعدة» في اليمن، منهم «18 مليونا» يعانون من «انعدام الأمن الغذائي»، واكثر «من 8 ملايين» يعانون من «انعدام خطير للأمن الغذائي، وهذا يعني أنهم لا يعرفون متى سيتناولون وجبتهم الغذائية التالية»، حالت دون فتح الدول الغربية وعلى راسها امريكا ابواب مخازن اسلحتها الفتاكة على مصراعيها، للسعودية والامارات، اللتان تفتكان بالجياع اليمنيين، مقابل دولارات نفطية قذرة.
الغرب الجشع الذي اعمى الدولار النفطي عينيه واصم اذنيه ازاء ما يجري في اليمن من كوارث انسانية، تجاوز في جشعه هذا كل الحدود، فهذه المانيا، التي ترفع لواء حقوق الانسان ليل نهار، نراها توافق قبل ايام بتزويد السعودية باحدث ما انتجته مصانعها من اسلحة، وكأن مصانع امريكا وفرنسا وبريطانيا وايطاليا لاتكفي، رغم ان الغرب اذرف قبل اسابيع قليلة الدموع على عشرات الاطفال اليمنيين الذين احرقتهم قنابل امريكا الذكية.
المراقبون للمشهد اليمني، يرون ان السعودية والامارات، ليستا بحاجة الى السلاح الالماني ولا الى السلاح بشكل عام، لوجود تخمة في مخازن اسلحتها التي تكدست فيها الاسلحة الامريكية والغربية، الا انهما يحاولان من خلال هذه السياسة، سياسة شراء الاسلحة بمليارات الدولارات من الدول الغربية، اسكات كل صوت معارض في هذه الدول ضد الجريمة الكبرى التي تنفذها السعودية والامارات في اليمن، فالسعودية والامارات يعلمان علم اليقين لا وسلية انجع لاخراس الاصوات الغربية واماتة الضمائر الغربية، مثل الدولار.
ترى الم يسمع هذا الغرب تحذيرات منظمة «أنقذوا الأطفال» غير الحكومية من أنّ أكثر من 5 ملايين طفل في هذا اليمن معرضون لخطر الموت جوعا؟،الم يسمعوا للتصريحات الجلفة لبعض المسؤولين الاماراتيين، الذين هددوا من انهم لن يقفوا عدوانهم على الحديدة،الا بعد الاستيلاء عليها حتى لوكلف الامر ما كلف؟، الا يعنى هذا ان حياة ملايين الاطفال اليمنيين،لا قيمة لها عند هذا المسؤول ولا عند اسياده.؟
التاريخ لن يرحم هذا التحالف المشؤوم، الذي اعتدى على الشعب اليمني المظلوم، بهدف اركاعه واذلاله، عبر تجويعه، وهي امنية راودت العديد من الطواغيت على مر التاريخ، الا ان الشعب اليمني دفنها ودفن الطواغيت معها، بصبره وشجاعته، وهما صفتان ملازمتان للانسان اليمني منذ بدء الخليقة الى يوم الناس هذا.
جمال كامل