ابو بكر سالم مأساة انسانية فلا منزل يأويه ولا أسرة تحتوي
قصة انسانية
21/ سبتمبر/ 2016
ابو بكر سالم علي يحي 17 عام أحد سكان حي الهنود بمحافظة الحديدة كان يعيش في منزلهم المتواضع وفي كنف أسرته الصغيرة المكونة من والدة ووالدته وأخواته الثلاث، اصيبوا بالذعر والخوف كغيرهم من ابناء الحي عقب الغارة الجوية التي استهدفت القصر الجمهوري القريب من الحي، وغادروا منزلهم الى منزل احد اقربائهم في حي أخر، وحين اختفت أصوات الطائرة التي كانت تحلق في الاجواء، ضن الجميع انهم صاروا بمأمن، عادوا مره اخرى الى منازلهم في حي الهنود.
وهناك وعلى بعد أمتار حدث مالم يكن في الحسبان، وقتل جميع افراد اسرته
يقول ابو بكر سالم: عقب الغارة التي استهدفت القصر الجمهوري بالجوار من الحي شعرنا بالرعب وقرر والدي ان يأخذنا جميعا الى منزل عمتي بحي اخر بعيد من هنا، مكثنا هناك لساعات، وحين اختفى صوت الطائرة التي كانت تحلقنا فوقنا ضننا اننا اصبحنا بأمان، فتركنا منزل عمتي وتوجهنا عائدين الى منزلنا، ذهب ابي وامي واخواتي الثلاث باتجاه المنزل بينما ذهبت انا على متن دراجتي الى الصيدلية لشراء بعض الأدوية الذي طلب مني والدي شرائها، ومريت من شارع اخرى غير الشارع الذي سارت منه عائلتي. وعند وصولي الى الصيدلية سمعت صوت الانفجار ومن قوة ذلك الانفجار تطايرت زجاجات الصيدلية، فتحركت مسرعاً باتجاه المنزل، وحين وصلت كانت الحارة مظلمة واصوات الناس مرتفعة البكاء والعويل من كل مكان وكانت المباني محطمة وركام المنازل متراكم في الشارع، حتى منزلنا كان محطم أيضاً، دخلت مسرعاً وأنا انادي ابي وامي وكررت النداء أكثر من مرة.
فقد كنت مرعوباً ان يكونوا تحت ركام المنزل لكن لم يجيبني احد وحين خرجت وسألت احد جيراني هل رأيت أسرتي؟ قال لي لا لم يعودوا بعد الى المنزل. هم هناك بجانب الجامع.
توجهت مسرعاً باتجاه الجامع. وهناك كانت الكارثة التي لم استوعبها فقد وجدت ابي وامي واخواتي الثلاث وهم جميعاً قتلى. كانت حالتهم مأساوية كان جسد والدي قد انقطع الى نصفين وبقية الجثث مشوهة واختي الكبيرة ممزقة مشوهة اكثر. حين أصبت بالصدمة حاولت البكاء ولم استطيع، فقط كنت اصرخ وانادي ابي وامي واخواتي. احسست ساعتها انني سأموت مما اشعر به تجاه هذه الصدمة حتى اغمي علي ونقلت الى المستشفى.
لا يعلم ابو بكر ما هو السبب الذي جعل الطائرة تستهدف الحي فكما يقول: ليس هناك حوثيين ولا يوجد اي سلاح وكل أبناء الحي من الفراء واناس مسالمين ليس لهم اي علاقة بالحرب والقتال.
ابو بكر اصبح بلا أسرة ولا مأوى كما أضاف: أنه تذكر حديث كان يسعمه على لسان أبناء الحي قديماً حين كانوا يخبرونه وهو لا زال صغيراً بأنه وحيد أسرة، وكان هذا الحديث مكان استغراب بالنسبة له، وهو ما دفعة لسؤال والده لماذا يقولون عنه وحيد أسرة وهو لدية ثلاث ( أخوات)؟
فكان والده يجيبه حينها: يقال عنك ذلك لأنك لا تمتلك اخوة من الذكور فأنت وحيدنا انا وامك من الذكور.
وقال لنا: اتمنى ان يسمعني والدي اليوم لأني سأخبره ان ذلك الكلام الذي كنت اسمعه وأنا طفل أصبح حقيقة اليوم، وأنا أصبحت وحيد أسرة وليس لي أخوة لا من الذكور ولا من الإناث كما لم يعد لي لا أب ولا أم ولا منزل أعيش. فقد قتل جميع اسرتي وتهدم منزلي!!!