صحيفة لندنية : نوّاب في الكُونغرس يدعون لوَقف الحَرب في اليمن باعتبارها تُسبّب أكبرَ كارثةٍ إنسانيّةٍ في العالم حاليًّا.. فما هي فُرص نجاح هذهِ المُبادرة؟
نوّاب في الكُونغرس لوَقف الحَرب في اليمن باعتبارها تُسبّب أكبرَ كارثةٍ إنسانيّةٍ في العالم حاليًّا.. فما هي فُرص نجاح هذهِ المُبادرة؟ وهل تَجد تجاوبًا من إدارة الرئيس ترامب؟
كَتب ثلاثة نوّاب في الكُونغرس الأمريكي هم رو خانا (دِيمقراطي)، وولتر جونز (جُمهوري)، ومارك بوغان (دِيمقراطي)، مقالاً في صحيفة “نيويورك تايمز″، نُشر أمس الثلاثاء، عُنوانه “أوقفوا الحَرب في اليمن” لأنها باتت تُشكّل كارثةً إنسانيّةً هي الأسوأ في العالم.
أهميّة هذا المقال تَكمن في أن اثنين من كُتّابه (خانا وجونز) عُضوان في لَجنة الخدمات العَسكريّة في مجلس النواب ويَحظيان بمكانةٍ بارزةٍ في حِزبيهما، أمّا الثالث (بوكان) فهو رئيس مُشارك في لَجنةٍ أمريكيّةٍ للحِزب الدّيمقراطي لاختيار الأعضاء.
المَقال يُوجّه نَقدًا شَرِسًا إلى الإدارة الأمريكيّة بسبب مُشاركتها في الحَرب إلى جانب التّحالف العَربي في اليَمن، وبَيع المملكة العربيّة السعوديّة أسلحةً ومُعدّاتٍ وذَخائر لمُواصلتها قَصف جَوّي يُؤدّي إلى قَتل الآلاف من الأبرياء، وتَجويع الملايين من أبناء الشّعب اليَمني، ويَعتبرون هذهِ المُشاركة الأمريكيّة غير مَشروعةٍ، وتتعارض مع نُصوص الدّستور الأمريكي.
ونَقل المقال عن وكالة “أسوشيتد برس″ الأمريكيّة وَصفها لتنظيم “القاعدة” الذي يُزعزع استقرار اليمن، بأنّه حليف أمر واقع للمملكة العربيّة السعوديّة وحِلفها في الحَرب ضد الحوثيين، وقال النوّاب الثلاثة “أن الحَرب في اليمن عَزّزت وجود تنظيم القاعدة في الجزيرة العربيّة، وعَمّقت من وجود فِرع “الدّولة الإسلاميّة” في اليمن”.
هذا التحرّك من قِبل نوّاب في “الكُونغرس″ هو الأوّل من نَوعِه، ويُشكّل مُبادرةً لإقناع نوّابٍ آخرين بالانضمام إلى هذهِ المَجموعة، والتحرّك لوَقف الحَرب فورًا من خِلال الضّغط على الإدارة الأمريكيّة، وطَرح مَشروع قرار أمام المُشرّعين في هذا الصّدد، وحَشد أكبر عددٍ مُمكنٍ من النوّاب للتّصويت لصالِحه.
لا نَستبعد أن يَنضم الكثيرون داخل مجلس النوّاب وخارجه إلى هذهِ المُبادرة تأييدًا وتَصويتًا، لأن وَقف هذهِ الحَرب التي طالت لأكثر من عامين ونصف العام، بات فَرضًا دينيًّا وأخلاقيًّا وسياسيًّا وإنسانيًّا، فلا يَمر يَوم دون أن تَقتل صواريخ الطّائرات يَمنيين أبرياء، وهُناك أكثر من مليون طِفل يمني يُعانون من سُوء التغذيّة وأمراضها، وتُهدّد الكوليرا مليون آخرين، حسب تقارير مُنظّمة رعاية الطّفولة الأُمميّة (اليونيسيف)، ناهيك عن أكثر من 17 مليون يمني على حافّة المَجاعة.
المُؤلم أن التحرّك العَربي والإسلامي، لوَقف هذهِ الحَرب مَحدودٌ وشِبه مَعدوم، على المَستويين الرّسمي والشّعبي، بسبب التّضليل الإعلامي، وحَجب المَعلومات وتواطؤ الكثير من الحُكومات مع التحالف.
child yemen water
“رأي اليوم”- عبدالباري عطوان